هبوط العملة الإيرانية يعصف بمدخرات مودعين عراقيين
الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران وتراجع العملة المحلية أديا إلى خسائر فادحة لعدد كبير من العراقيين أودعوا أموالهم في بنوك إيرانية.
أدت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران وتراجع سعر صرف العملة المحلية -الريال- إلى خسائر فادحة لعدد كبير من العراقيين أودعوا أموالهم في بنوك إيرانية.
وهبطت العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي جديد، متجاوزة الـ100 ألف ريال للدولار مع تأهب الإيرانيين لإعادة فرض الولايات المتحدة أول دفعة من العقوبات الاقتصادية في السابع من أغسطس/آب.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط، الإثنين، خسر عراقيون أكثر من نصف أموالهم التي وضعوها في مصارف إيرانية عقب الانهيار الذي لحق العملة الإيرانية وخسارتها أكثر من نصف قيمتها في الأشهر الأخيرة، مقارنة بالسنوات الماضية.
وتشترط البنوك الإيرانية على العراقيين الذين يملكون مبالغ مالية بالدولار الأمريكي تحويلها إلى الريال الإيراني وإيداعها بهذا النوع من الفئات النقدية، كما تشترط عدم المطالبة بسحب المبلغ إلا بعد مرور سنة واحدة على تاريخ الإيداع وبالريال الإيراني أيضا.
وكتب السياسي والمستثمر العراقي مازن الأشيقر على صفحته الشخصية في «فيسبوك» حول انهيار العملة الإيرانية ما يلي: "وصل سعر الورقة (100 دولار) اليوم في السوق السوداء إلى مليون تومان إيراني."
ويقول مع "تنفيذ أول رزمة من العقوبات الاقتصادية على إيران يوم 6 أغسطس/آب المقبل، ستنخفض قيمة التومان أكثر مما هي عليه الآن".
وقال تاجر يعمل في سوق الشورجة وسط بغداد إن كثيرين من التجار أودعوا مبالغ كبيرة بالدولار الأمريكي في البنوك الإيرانية، وهناك أيضا مواطنون عاديون من بغداد والمحافظات وخاصة في كربلاء والنجف، لكنهم اليوم يتعرضون لخسائر كبيرة.
ويضيف: "أحد زملائي التجار وضع مبلغ 400 ألف دولار أمريكي في بنك إيراني، والانهيار الحالي للعملة الإيرانية تسبب بخسارته أكثر من 300 ألف دولار".
وهبط الريال اليوم إلى 112 ألف ريال مقابل الدولار في السوق غير الرسمية، من نحو 97 ألفا و500 ريال يوم السبت، بحسب موقع أسعار صرف العملات بونباست.كوم.
وقالت مواقع أخرى إن الدولار سجل بين 108 آلاف و500 ريال و116 ألفا و600 ريال.
من جانبه، حمل أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية في الجامعة العراقية عبدالرحمن المشهداني الحكومة والبنك المركزي العراقي مسؤولية التسبب في خسارة مئات وربما آلاف المواطنين العراقيين لمدخراتهم ومنازلهم جراء إيداعاتهم في البنوك الإيرانية.
ويعتقد المشهداني أن البنوك الإيرانية مارست عملية نصب واحتيال بطريقة رسمية.
بدوره، قال علي الموسوي، وهو صحفي متخصص في الشؤون الاقتصادية وقضى شطرا من حياته في إيران، إن الاقتصاد الإيراني يعاني من داء التضخم المزمن منذ عقود، لذلك حاول البنك المركزي مواجهته برفع أسعار الفائدة على الريال الإيراني، حتى تجاوزت 25% بالنسبة للودائع متوسطة الأمد.
ويؤكد الموسوي أن انهيار العملة الإيرانية شكل صدمة اقتصادية لكثير من الأسر العراقية التي اعتمدت على هذه الفوائد في أمورها المالية.