"سرايا القدس" تختطف 3 مصلين.. تنديد واسع بغزة
عناصر سرايا القدس بالجهاد أطلقت سراح المختطفين بعد تكسير أطراف اثنين منهم وتم نقلهم إلى إحدى المستشفيات المحلية
أثار اختطاف مسلحين من حركة الجهاد الفلسطينية، ثلاثة فلسطنيين من مسجد جنوب قطاع غزة، موجة تنديد واسعة، ومطالبات بمحاسبة المتورطين في الواقعة.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن مجموعة من الملثمين من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اقتحموا مسجد "الأنصار" في منطقة أرميضة في بني سهيلا، شرق خانيونس، أثناء تأدية المصلين الركعة الثانية من صلاة الفجر.
ووفق البيان، الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، قام الملثمون، الذين قدر عددهم بنحو 15 مسلحا، باحتجاز 3 فلسطينيين، بعدما سحبوهم واعتدوا عليهم بالضرب، واقتادوهم إلى سيارات من نوع "ماجنوم" كانت برفقتهم، وبها مجموعة أخرى لا تقل عن 20 مسلحاً خارج المسجد.
وأكد البيان أن"عناصر سرايا القدس قامت بتقييد المصلين وتعصيب أعينهم، واقتيادهم إلى موقع للسرايا غرب خانيونس، وهناك اعتدوا عليهم بالضرب بالهراوات".
ولاحقا أطلق عناصر الجهاد سراح المختطفين بعد تكسير أطراف اثنين منهم، حيث تم نقلهم إلى إحدى المستشفيات المحلية.
ونقل البيان عن عمار رأفت أبو العلا( 36 عاما) قوله إن نحو 10 ملثمين مسلحين كانوا يضعون شارات سرايا القدس، ويلبسون ملابس سوداء اقتحموا المسجد، وقاموا بسحبه أثناء تأديته صلاة الفجر، والاعتداء عليه بالضرب.
وأشار إلى أنه لدى محاولة شقيقه محمد، منعهم من ذلك، اعتدوا عليه أيضاً، وسيطروا عليه واقتادوه أيضاً إلى خارج المسجد.
وأضاف أبو العلا:" لقد اقتادوني إلى إحدى سيارتهم مع شقيقي محمد، وجارنا وصديقنا كمال سالم البريم،حيث وضعوا كل واحد منا في سيارة.. بمجرد ركوبي السيارة قاموا بدفع رأسي للأسفل وتغطية عيني، ووضعوا كيساً في رأسي، وقيدوا يدي للخلف، وبدأوا بالاعتداء عليَ بالضرب وبدبشك البنادق".
وتابع: " تحركت السيارة لحوالي 10 دقائق، وأنزلونا في ساحة موقع، تبين لي لاحقاً أنه موقع سرايا القدس غرب خانيونس، وهناك ضربونا بالعصي وأعقاب البنادق، بما في ذلك ضربي على ركبتي ويدي، حتى شعرت بكسر في يدي اليمنى”.
واعتبر المركز الحقوقي أن اعتداء مجموعات مسلحة على المواطنين، جريمة واعتداء سافر على سيادة القانون، يتطلب من الجهات المختصة موقفاً حازماً لوقفه، منعاً للانزلاق لمربع الفلتان الأمني، وأخذ القانون باليد.
وطالب النائب العام في قطاع غزة بالتحرك فوراً، لفتح تحقيق جدي وسريع في الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنه، من أجل صيانة سيادة القانون، وإعادة الاعتبار للأجهزة الأمنية.
كما طالب المركز الفلسطيني بوقف كافة المهام التي ما تزال تمارسها بعض الأذرع العسكرية للحركات الفلسطينية، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز، وغيرها من الممارسات التي تعتبر تعدٍ سافر على صميم عمل واختصاص الجهات المكلفة بإنفاذ القانون ومأموري الضبط القضائي.
وأعلنت وزارة الداخلية، التي تديرها حماس في غزة، خلال بيان، قالت فيه إنها تتابع حادثة اعتداء مجموعة مسلحة على المصلين في مسجد “الأنصار” شرق خانيونس أثناء صلاة فجر اليوم الأربعاء، وأعلنت أن الأجهزة المختصة فتحت تحقيقا في الحادث.
وبعد موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي جراء الحادث، أصدرت حركة "الجهاد" بيانا ، عبرت فيه عن أسفها ورفضها الشديد لما حدث، وأبدت اعتذارها وأسفها للمصلين في المسجد ولأهالي الحي ولعموم الرأي العام.
واعتبرت أن ما حدث من اقتحام للمسجد "تصرف غير مسؤول"، وأن "الحدث برمته قيد المتابعة والمعالجة داخل الأطر الحركية والتنظيمية ومع الجهات ذات العلاقة، لافتة إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة كل من تسبب في الحادث وأسبابه".