انبعاثات الميثان في تركمانستان.. أزمة عجز أمامها المناخ والعلماء
على مسار رصد أسوأ معدل لظواهر تسخين المناخ، جاءت تركمانستان الواقعة في آسيا الوسطى، الأكثر توليدا للانبعاثات في العالم.
وحاليًا تُجري الولايات المتحدة مفاوضات مع تركمانستان بشأن اتفاقية لسد تسرب غاز الميثان الهائل.
كانت تركمانستان مسؤولة عن 184 حدثا "شديد الانبعاث" تم خلاله إطلاق غازات الاحتباس الحراري القوية في عام 2022، وهو أعلى رقم في العالم، تسبب أحدهما في تلوث مناخي يعادل معدل انبعاثات 67 مليون سيارة.
- كفاح من أجل البقاء.. ماذا فعل المناخ بـ"بدو المغرب"؟
- الإمارات تفوز باستضافة المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في إمكانية وقف بعض التسريبات من صناعة النفط والغاز في تركمانستان مع بدء قمة المناخ COP28 للأمم المتحدة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، حيث سيمثل النجاح في ذلك إنجازا كبيرا في معالجة أزمة المناخ.
حيث تُسبب انبعاثات الميثان 25% من الاحتباس الحراري العالمي اليوم. وقد يكون الارتفاع منذ عام 2007 أكبر تهديد للإبقاء على أقل من 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري فوق مستويات ما قبل الصناعة ويخاطر بشكل خطير بإحداث نقاط تحول مناخية كارثية، وذلك وفقا للعلماء، كما تعتبر معالجة التسريبات من مواقع الوقود الأحفوري أسرع وأبسط وأرخص طريقة لخفض انبعاثات غاز الميثان.
وقال بيان أمريكي "الولايات المتحدة وتركمانستان.. ستحاولان إبراز نتائج تخفيف غاز الميثان بحلول مؤتمر COP28"، ويمكن أن يؤدي الاتفاق إلى تقديم الولايات المتحدة الدعم المالي والخبرة.
الكشف عن انبعاثات غاز الميثان "المحيرة للعقل" من تركمانستان
هذا وتحدث جون كيري المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ، مع رئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف، الأسبوع السابق، وبعد المكالمة سجلت وزارة خارجية تركمانستان "تبادلا لوجهات النظر" وقالت "يجري تنفيذ عمل منظم في بلدنا.. يركز على التقديم المتسق للتقنيات المتقدمة الصديقة للبيئة الموفرة للموارد في النفط والغاز والطاقة والنقل والصناعات الأخرى"، حيث تُظهر بيانات الأقمار الصناعية تغيرا طفيفا في انبعاثات غاز الميثان في تركمانستان من 2019 إلى 2022.
تسلط بيانات الأقمار الصناعية الجديدة الضوء بشكل متزايد على الدول التي لديها تسرب كبير للميثان، وتشمل هذه الولايات المتحدة، حيث ستفرض اللوائح الجديدة غرامات كبيرة على التسريبات.
وفي أوائل شهر مايو/أيار، كشفت صحيفة الغارديان أن تسرب الميثان وحده من حقلي الوقود الأحفوري الرئيسيين في تركمانستان تسبب في زيادة درجة حرارة العالم في عام 2022 أكثر من انبعاثات الكربون بأكملها في المملكة المتحدة. كما قال الخبراء إن انبعاثات الغاز كانت "محيرة للعقل" و"مثيرة للغضب" لذا يجب أن يكون من السهل إصلاحها.
وبناءً على تحليل بيانات الأقمار الصناعية من قبل شركة Kayrros الفرنسية فإنه في مارس/آذار كانت تركمانستان أسوأ دولة في العالم من حيث تسريبات غاز الميثان "فائقة الانبعاث".
يُعتقد أن التسريبات ناتجة عن تقادم خطوط أنابيب النفط والغاز وسوء صيانتها ومن التنفيس إلى الغلاف الجوي لغاز الميثان غير المرغوب فيه الذي يتم إنتاجه جنبًا إلى جنب مع النفط، على الرغم من صعوبة جمع المعلومات على الأرض.
ووجدت دراسة علمية حديثة تسريبات كبيرة من 29 قطعة من المعدات في أحد حقول الوقود الأحفوري الرئيسية في تركمانستان. كما اقترحت التحول من حرق غاز الميثان، إلى التنفيس وراء بعض التدفقات الهائلة، كما ينتج عن احتراق الغاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يتسبب في حدوث تسخين عالمي أقل بحوالي 80 مرة على مدار 20 عاما.
وقد قال البروفيسور إيوان نيسبت من رويال هولواي بجامعة لندن، وهو عضو في لجنة الرقابة العلمية التابعة للأمم المتحدة الدولية: "إن ضخ الغاز من الأرض وإطلاقه فورا في الهواء يعد أمرا ذكيا مثل قيادة سيارة فوق جرف" وأضاف "يرجع الكثير من الفضل إلى كيري إذا تمكنت الولايات المتحدة من مساعدة تركمانستان على خفض انبعاثات غاز الميثان بسرعة."
كما أضاف مانفريدي كالتاجيرون، رئيس شركة Imeo، لصحيفة الغارديان: "إن تقليل انبعاثات الميثان أمر أساسي للوصول إلى هدف اتفاقية باريس". وتعد تركمانستان بلدا مهما للتركيز على الإجراءات العالمية بشأن انبعاثات الميثان، وكذلك الدول الرئيسية الأخرى المسببة للانبعاثات مثل روسيا والولايات المتحدة وإيران والعراق والصين وليبيا والجزائر وفنزويلا وكندا".
تقوم Imeo، التي يستضيفها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بإنشاء مجموعة بيانات عالمية لانبعاثات غاز الميثان التي تم التحقق منها والتي سيتم إبلاغها للدول لتمكينها من اتخاذ إجراءات مستهدفة ثم نشرها على الملأ.