كيف يتفادى العالم مخاطر النظام العالمي الجديد؟

"راند" للدراسات السياسية والاستراتيجية قالت في دراسة جديدة، إن على دول العالم تعزيز آليات التعاون وتحقيق المصالح المشتركة واعتماد السياسة العقلانية، بعيدا عن انفراد مصالح قوى مهيمنة لتفادي مخاطر النظام العالمي الجديد
بينما تتعالى أصوات الحرب العالمية الثالثة التي يشهدها العالم الآن في سوريا حيث يجري الصراع بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدعوما بحلفاء من روسيا وإيران من جانب فيما تقف الولايات المتحدة متحصنة بفكرة حماية المدنيين السوريين وخلفها أوروبا، خرجت مؤسسة "راند" للدراسات السياسية والاستراتيجية عن هذا المشهد الدموي الصاخب لتطرح سؤالا عن ماهية النظام العالمي الحالي وكيفية فهمه؟
فاستهلت المؤسسة حديثها بنبذة تاريخية قائلة إنه منذ عام 1945، اتبعت الولايات المتحدة مصالحها العالمية من خلال بناء والحفاظ على التحالفات المختلفة والمؤسسات الاقتصادية والمؤسسات الأمنية والقواعد السياسية الليبرالية، وهو ما دأب علماء السياسة على وصفها باسم النظام الدولي.
وأوضح الباحثون الذين قاموا بإعداد هذه الدراسة أن حال العالم بعد هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001 وما تلاها من حرب عالمية ضد الإرهاب فرضت نظام سياسيا مختلفا عما كان علية الحال في أعقاب الحرب العالمية الثانية، قائلين:" وهنا تأتي أهمية الدراسة؛ فهي تنظر عبر عدسات مكبرة لما يجري في العالم من أحداث لفهم النظام الدولي الناشئ الآن".
واهتم الباحثون بشرح القضايا المتعددة محل جدل أول قلق النظام الجديد، إضافة إلى تسليط الضوء على الأدوات التي تمتلكها الدول والأهداف التي تحدد وتؤثر على سلوكها وعلى علاقاتها بعضها ببعض داخل النظام.
ثم يستعرض الباحثون الطريقة التي ينظر بها صناع السياسة الأمريكية إلى استمرار النظام الدولي كوسيلة أساسية لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في العالم.
وقالت الدراسة: "لقد كان بناء نظام عالمي أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولها جندت أبرع معماري السياسة الأمريكيين لتنفيذ عمل فني يبهر العالم ويستقطبه، وتم لها ذلك من خلال اعتماد الأفكار المثالية الخاصة بالمجتمعات الحرة التي تنعم بالديمقراطية، وهكذا نجحت في الترويج للفكرة الأمريكية، حيث استخدم الساسة كلا من القوة الناعمة والمبادئ المثالية لتحقيق مصالحها والحفاظ عليها.
وأكد الباحثون أن النظام الناشئ الآن له مجموعة جديدة من القواعد والأعراف التي اختلفت عن تلك التي خلفتها الحرب العلمية الثانية، فاللاعبان الرئيسيان في المشهد الحالي غير المستقر باتوا يفرضون مصالحهم وأهدافهم على الجميع، ما يعرض النظام الدولي للكثير من المخاطر.
واختتمت "راند" دراستها بالقول إن على الجميع الآن العمل على تعزيز آليات التعاون وتحقيق المصالح المشتركة واعتماد السياسة العقلانية بعيدا عن انفراد مصالح قوى مهيمنة بوضع نظام جديد للعلاقات الدولية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTkg جزيرة ام اند امز