لأول مرة.. عائدات "نيويورك تايمز" الرقمية تفوق الورقية
عائدات اشتراكات صحيفة "نيويورك تايمز" عبر شبكة الإنترنت ارتفعت بنسبة 8,4% وباتت تالياً تمثّل 70% من الإيرادات الإجمالية للصحيفة.
أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء، أن عدد المشتركين في نسختها الرقمية سجل ارتفاعاً قوياً.
وأوضحت أن عائداتها من النسخة الرقمية فاقت للمرة الأولى تلك التي حققتها نسختها الورقية، مما مكّنها من مواجهة التراجع الكبير في إيراداتها الإعلانية في الربع الثاني من 2020.
وارتفعت إيرادات الاشتراكات عبر شبكة الإنترنت بنسبة 8,4% وباتت تالياً تمثّل 70% من الإيرادات الإجمالية للصحيفة.
وسعت مجموعة "نيويورك تايمز" إلى جعل الاشتراكات في نسختها الرقمية مصدر إيراداتها ونموّها الأوّل، نظراً إلى أن الإعلان لم يعد سوى عنصر مكمّل.
وقال رئيس المجموعة مديرها العام مارك تومسون "للمرة الأولى في تاريخنا، تجاوزت إيرادات النسخة الرقمية تلك التي تأتي من النسخ الورقية، وهذه محطة مفصلية في تحوّل نيويورك تايمز".
وبلغ عدد الاشتراكات الجديدة ما بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من العام الجاري، 669 ألفًا، ما رفع إجمالي عدد المشتركين في النسخة الرقمية إلى 5,7 ملايين، وإلى 6,5 ملايين عدد المشتركين في النسختين الرقمية والورقية.
وتتوافق هذه الأرقام مع الهدف الذي حددته المجموعة وهو رفع عدد المشتركين إلى 10 ملايين.
إلاّ أن هذه الزيادة لم تكن كافية لتعويض تراجع الإيرادات الإعلانية، وهو كان بدأ قبل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتفاقم بصورة كبيرة نتيجة الأزمة الاقتصادية المرتبطة بها.
وقد بلغ هذا التراجع 44% خلال الربع الثاني من السنة، مما أدى إلى انخفاض حجم الأعمال بنسبة 7,5%، فبلغ 404 ملايين دولار.
وتراجعت الأرباح الصافية بنسبة 6% لتصل إلى 23,7 مليون دولار في الفصل نفسه، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام المنصرم.
ومع ذلك، أبدى تومسون ارتياحه إلى ارتفاع عدد الاشتراكات. وقال في هذا الصدد "لقد أثبتنا أن من الممكن أن يؤدي الاستثمار في صحافة عالية الجودة إلى التزام عميق من القرّاء، وهذا بدوره يحفّز نمو المداخيل والقدرة الاستثمارية".
وأضاف "لذلك تكبر أسرتنا التحريرية فيما تصغر" في مؤسسات أخرى.
وكانت "نيويورك تايمز" أعلنت في يوليو/تموز الماضي أن ميريديت كوبيت ليفيين (49 عاماً) ستخلف في سبتمبر/أيلول المقبل طومسون الذي يشغل منصبه منذ عام 2012.
وسبق لليفيين أن عملت في مجلتي "ذي أتلانتيك" و"فوربس"، وانضمت إلى "نيويورك تايمز"، وكانت لها مساهمة كبيرة في التحوّل إلى العصر الرقمي، وفي وضع نموذج الدفع مقابل قراءة موقع الصحيفة، والذي حقق نجاحاً.
وقال تومسون "سأسلّم ميريديت مقاليد الإدارة في 8 سبتمبر/أيلول، ولي ملء الثقة بأن الصحيفة ستواصل رسم طريق دفع القراء مقابل حصولهم على أخبار صحيحة ومدقق فيها، وبأن ثمة مستقبلاً مستداماً للصحافة الميدانية".