النسخة المقبلة من البشرية.. عصارة التطوّر الإنساني

ثورة في أفق مسار الإنسانية، تقودها التكنولوجيات وتقلب إحداثيات الوجود رأساً على عقب، بحسب ما أكّده علماء خلال جلسات قمة الحكومات.
سيناريوهات مستقبلية لحياة البشرية تشي بأن رحلة التطوّر الإنساني تسير بخطى حثيثة نحو محطّة فارقة تشكّل معالم النسخة المقبلة من البشرية.
ثورة في أفق مسار الإنسانية، تقودها التكنولوجيات الحيوية، وتقلب إحداثيات الوجود رأساً على عقب، بحسب ما أكّده علماء وخبراء عالميون خلال جلسات القمة العالمية للحكومات التي واكبتها بوابة العين الإخبارية، في دبي.
خوان إنريكيز، مستشرف المستقبل وعالم الجينوم، استعرض رؤيته لإنسان المستقبل في جلسة بعنوان "النسخة القادمة من البشر"، قدّم خلالها سيناريوهات الحياة البشرية بحلول عام 2050.
برمجة الخلايا.. الثورة المرتقبة
شريحة إلكترونية تساعد على علاج بعض الأمراض وخلق نسيج عصبي جديد.. خلاصة توصّلت إليها دراسة علمية ركزت على استخدام التكنولوجيا في معالجة بعض الأمراض مثل الباركنسون، لكن هذه الخلاصة ستتحوّل إلى واقع ينبئ بثورة طبية.
فالرقاقة الإلكترونية التي طورها العلماء ستساعد على الشفاء من الأمراض، وخلق نسيج عصبي جديد، حيث سيكون بإمكان الرقاقة إعادة برمجة خلايا معينة في الجسم لتقوم بوظيفة خلايا أخرى.
نوع جديد من التدخّل الطبي من المنتظر أن يشكّل نقلة نوعية في مجال الطب، وخصوصا في ما يتعلّق بعلاج بعض الأمراض المستعصية مثل الباركنسون والزهايمر.
تعديل الذكريات ومسحها ونقلها
هل تثقلك ذكريات الأمس وتمنع تمتّعك بحياتك؟ أم هل تريد نقلها إلى شخص معيّن؟
تعديل ذكرياتك ومسحها ونقلها سيكون أمرا متاحا في السنوات المقبلة، وسيعود إليك أمر إدارتها بالشكل الذي يريح ذاكرتك، إذ بوسعك أن تمحيها إن كانت سيئة، أو أن تحتفظ بها وتخزنها إن كانت تروقك، والأهم أنه يمكنك نقلها إلى أدمغة أخرى، بفضل التقنيات المتطورة.
التعديل الجيني
العلماء الحاضرون بقمة الحكومات لفتوا إلى أن العلوم الطبية تشهد حاليا "عصر المعجزات" في ظل التقنيات الحيوية الهامة، ما سمح للأطباء بقراءة شفرة الحمض النووي، وأتاح لهم التدخّل في الجينات وتغيير مواصفات الخلايا، وحذف بعضها.
يحدث كل ذلك استنادا إلى كمية ضخمة من البيانات التي يجري تحليلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يتيح للبشرية رسم سيناريوهاته المستقبلية والتحكم في أدق تفاصيلها.
طباعة أعضاء حيوية
حين يفقد الإنسان أحد أعضائه، لن يضطر لاستخدام أعضاء اصطناعية، أو الانتظار لسنوات في انتظار عملية زرع قد يقضى قبل أن يدركها، لأنه سيكون بالإمكان طباعة أعضاء حيوية.
تقنية جديدة تم التوصّل إليها في انتظار تطويرها واستخدامها، من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد، تسمح للباحثين باستنساخ هياكل بيولوجية، يمكن أن تستخدم لتجديد الأنسجة واستنساخ أعضاء في جسم الإنسان، في خطوة ستشكل إحدى ملامح الثورة الطبية المقبلة.