الصحف العربية تحتفي بمعاهدة السلام.. "فجر جديد" للمنطقة
المعاهدة تعد "خطوة مهمة لبناء شرق أوسط أكثر سلاماً وأمناً ورخاءً".
تصدرت معاهدة السلام التي وقعتها الإمارات وإسرائيل، وإعلان تأييد السلام الذي وقعته المنامة وتل أبيب في العاصمة الأمريكية واشنطن، العناوين الرئيسية للصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء.
ووصفت الصحف المعاهدة بـ"التاريخية" وأنها تدشن لفجر جديد في منطقة الشرق الأوسط.
كما احتلت المعاهدة محور افتتاحيات ومقالات العديد من الكتاب في الإمارات والوطن العربي.
وأشاروا إلى أن المعاهدة تعد "خطوة مهمة لبناء شرق أوسط أكثر سلاماً وأمناً ورخاءً".
كما أكدت صحف سعودية في افتتاحياتها أن تلك المعاهدات تحقق أهداف المبادرة العربية للسلام.
وشددت على أن "موقف دولة الإمارات ومملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية تاريخي ومشرّف، ولا يمكن التشكيك فيه، وبإمكانهما تطويع هذه العلاقات مع إسرائيل واستثمارها في دفع عملية السلام".
والثلاثاء، وقعت الإمارات معاهدة سلام مع إسرائيل، فيما وقعت البحرين إعلان تأييد السلام، في حفل أقيم بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووقع المعاهدة عن الجانب الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعن الجانب البحريني وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، كما مثل إسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
سقوط جدار القطيعة
وتحت عنوان "الخليج وإسرائيل.. سقوط الجدار"، جاء عنوان جريدة "الشرق الأوسط" السعودية.
ونقلت الصحيفة في تغطيتها عن مصادر دبلوماسية عربية أن توقيع الإمارات والبحرين معاهدة سلام مع إسرائيل يعد "تحولا كبيرا في مسار النزاع في الشرق الأوسط".
وأشارت إلى أن "سقوط جدار القطيعة بين دول الخليج وإسرائيل يشكل تغييراً كبيراً في المعادلات والتوازنات، ويفتح آفاقاً اقتصادية وسياسية وأمنية كانت مغلقة منذ عقود".
المعاهدة تصدرت أيضا عنوان جريدة "عكاظ" السعودية الذي جاء تحت عنوان "تأريخ للسلام".
كما أبرزت الصحيفة، في عناوينها، تصريح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن توقيع تلك المعاهدات بمثابة "فجر جديد للشرق الأوسط".
أيضا جاءت التغطية في الصفحة الأولى لجريدة "الرياض"، تحت عنوان "اتفاق سلام تاريخي بين الإمارات والبحرين وإسرائيل.. ترامب: فجر جديد للمنطقة.. عبدالله بن زايد: السلام سيساعد الفلسطينيين".
وفي صحيفة "المصري اليوم" المصرية، تصدرت أخبار المعاهدة عناوين الصفحة الأولى.
وجاءت التغطية تحت عنوان "الإمارات والبحرين توقعان معاهدة سلام مع إسرائيل.. ترامب: 6 دول قد تنضم للسلام.. عبدالله بن زايد: يوم تاريخي.. الزياني: تأكيد على حل الدولتين".
تغطية استثنائية
كما تصدرت المعاهدة العناوين الرئيسية لجميع الصحف الإماراتية والبحرينية.
من بينها جريدة "الرؤية" الإماراتية التي أفردت صفحتها الأولى كاملة عن المعاهدة، في إخراج استثنائي يتناسب مع الحدث التاريخي، مع تخصيص ملحق عن تغطية تلك المناسبة.
وجاء عنوانها في أعلى الصفحة الأولى تحت عنوان "السلام يجمعنا".
وأكدت أن المعاهدة بمثابة "كتابة تاريخ جديد لاستقرار المنطقة".
وأبرزت في عناوينها عددا من تصريحات الموقعين على المعاهدة من بينها:
ترامب: فجر جديد للشرق الأوسط وسبيل للتعايش بين مختلف الأديان
عبدالله بن زايد: السلام يحتاج إلى شجاعة وصناعة المستقبل تحتاج إلى معرفة
عبداللطيف الزياني: مناسبة تاريخية ولحظة أمل وفرصة لشعوب المنطقة.
نتنياهو: المعاهدات يمكن أن تنهي الصراع العربي الإسرائيلي بالكامل
أيضا جاء عنوان البلاد البحرينية تحت عنوان "خطوة تاريخية على طريق السلام والازدهار".
الإمارات ودعم القضية الفلسطينية
معاهدات السلام كانت محور افتتاحية جريدة "الرياض" السعودية التي جاءت تحت عنوان "خيار السلام".
وأبرزت الصحيفة أن دوافع الإمارات والبحرين من تلك المعاهدات تتلخص "في الإسهام في إيجاد حلّ للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والفوائد المشتركة اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً وتكنولوجياً".
وبينت أن تلك المعاهدات تحقق أهداف المبادرة العربية للسلام، وشددت على أن "موقف دولة الإمارات ومملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية تاريخي ومشرّف، ولا يمكن التشكيك فيه، وبإمكانهما تطويع هذه العلاقات مع إسرائيل واستثمارها في دفع عملية السلام قدماً، كشريكين موثوق بهما من قبل الطرفين".
وأعربت عن توقعاتها أن تصب المعاهدات "في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، وتعزيز الانفتاح والتعايش مع الجميع، والتماسك المجتمعي بين مختلف الأعراق والديانات".
في السياق نفسه، وتحت عنوان "السلام في واشنطن زخم جديد للمنطقة"، قال الكاتب والباحث السعودي، فهد سليمان الشقيران، في مقاله بجريدة الشرق الأوسط، إن "الاتفاق التاريخي سيغيّر وجه المنطقة".
واعتبر أنه بمثابة قلب الطاولة على محور الممانعة بعد طول استعراض لمليشياته الإرهابية.
ودعا الفلسطينيين إلى "اللحاق بركب هذه الاتفاقيات ودرس الممكن، وقراءة الخطط المحتملة"، مشيرا إلى أنه "ليس من المعقول أن تظل السلطة بحالتها الارتكاسية السلبية إزاء التحولات التي تعصف بالعالم".
ودعا الفلسطينيين إلى محاسبة قادتهم "محاسبة سياسية" لمعرفة "حيثيات ومسببات رفض المسؤولين المستمر لكل الصفقات الواقعية التي عُرضت عليها منذ بدء المشكلة وحتى اليوم".
وشدد على أن "الفرصة ما زالت مواتية أمام الفلسطينيين للاستفادة من زخم السلام، والانعتاق من الاختطاف التاريخي للقضية من السلطة التي فشلت ولم تكسب جولة واحدة في كل المفاوضات عبر التاريخ".
نظام إقليمي جديد
وتحت عنوان "فجر السلام"، قالت الكاتبة الإماراتية، منى بوسمرة، تعليقا على معاهدة السلام في مقالها بجريدة البيان الإماراتية: "ما شاهدناه وتابعه العالم معنا، أظهر بما لا يدع مجالاً للشك، ثبات مواقف الإمارات من فلسطين قضية العرب الأولى، بمقاربات أكثر عملية، بعد أن فشلت كل المقاربات السابقة".
وعلقت على توجيه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خطابه بالعربية قائلة: "ومن الواضح أن عبدالله بن زايد اختار الحديث باسم الإمارات باللغة العربية، لتكون الرسالة واضحة لشعب الإمارات وكل الشعوب العربية بأن الالتزام الإماراتي نحو فلسطين ثابت، وأن وقف توجهات الضم الإسرائيلية للأرض الفلسطينية، فتح الفرصة للفلسطينيين للعودة إلى التفاوض الذي اختاروه خياراً استراتيجياً، بعد أن أزالت المعاهدة أكبر عقبة أمام العودة إلى طاولة المفاوضات بالاستجابة للشرط الإماراتي بوقف الضم، بمعنى أن المعاهدة أضعفت الموقف الإسرائيلي لصالح الطرف الفلسطيني على طاولة المفاوضات، وأبقت الأمل قائماً بإحلال السلام بعد أن قارب على الزوال".
كما لفتت إلى أن "المعاهدة في طريقها لإنهاء التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، مع إعلان الرئيس ترامب عن عدم ممانعة إدارته تزويد الإمارات بطائرات فائقة القدرات، لا تمتلكها حتى الآن سوى الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو بحد ذاته يمثل نقلة نوعية في ميزان القوى بالمنطقة يمنح الجانب العربي قدرات عسكرية نوعية وفي الوقت نفسه خدمة القرار السياسي العربي الذي افتقد مثل هذه الميزة في العصر الحديث، وهو انقلاب لصالح العرب يمنحهم القوة التي تجلب السلام وتحميه في الوقت نفسه".
وتحت عنوان "زخم السلام يستبق الأحداث"، اعتبرت الكاتبة مهرة سعيد المهيري في مقالها بجريدة الخليج الإماراتية أن "معاهدة السلام الإماراتية تؤسس لنظام إقليمي جديد قائم على استكشاف الفرص ومواجهة التحديات"
وبينت أن "الاتفاق سوف يتجاوز مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ليؤثر في الواقع الاستراتيجي في إقليم الشرق الأوسط ككل".
وأشارت إلى "أن هذا الاتفاق خطوة مهمة لبناء شرق أوسط أكثر سلاماً وأمناً ورخاءً، وسيشكل حقبة جديدة في العلاقات العربية الإسرائيلية".