كُنا نسمع ونحن صغار إذا أبدع أحدنا قولاً حكيماً مُشجعاً ومادحاً لنا: هذا صغير ولكن.. علمته التجارب.
كُنا نسمع ونحن صغار إذا أبدع أحدنا قولاً حكيماً مُشجعاً ومادحاً لنا: هذا صغير ولكن.. علمته التجارب.
ولأننا حقيقة نؤمن بأن العُمر بات يقاس بالتجارب لدى البقية الباقية من أهل الحكمة؛ لا بعدد السنين وحسب، فلا بأس أن نقول قولاً فصلاً واحداً، إن من عدت سنين عُمره ومضت تتراً وقضاها وتجاربه في معارك الحياة قليلة كماً وكيفاً، فهو حتماً لن يزيد "عُمره القياسي" عمّن هو يانعٌ في ريعان الْحُلْم من "عُمره الزمني" ولو عاش مُرغداً.. دهراً من الزمان!
ففي الأزمة القطرية التي خلقت "تنظيم الحمدين" وبذرت بذرتها "الشيطانية" الأولى منذ عام 1996م -أي بعد انقلاب "الابن العاق على أبيه" بأشهر قلائل- تبدو "أزمة ما وراء الشبك" عند أهل الحل والربط في دول المقاطعة.. إنها قد صقلت تجاربهم التي فاقت العقدين من الزمان مع "دويلة تنظيم الشر"!
حتى أضحت تجارب تُغني عن مئات بل آلاف السنين، ولذا فقد أقدموا بكل "حزم وعزم وثقة" على قطع العلاقات مع "قطر النظام الغادر"، بعد أن نفد الصبر وبات استمراره ضاراً للحد الذي يأتي بنتائج كوارثية ليس على دول الجوار ومنظومة مجلس التعاون، بل على الأمتين العربية والإسلامية.. والعالم أجمع!
جرّ تنظيم الحمدين وحلفاؤه، إخوان وإيران وحوثي وإسرائيلي وغيرهم، قطر إلى الوقوع في شر أعمالها وهووا بها في وحل الإرهاب، وكأنما يقولون لتنظيم الحمدين سنحلبكم ونحتل بلدكم وننهب خيراته، طالما ورطناكم في قضايا مطالبها تلف العالم أجمع!
ولأن ساسة قطر ليس لهم من الكياسة في السياسة غير "الخساسة".. كما أثبتوا عملياً خلال العشرين عاماً الماضية.. ووفقاً لنظرية أهل الحكمة "العُمر القياسي والعمر الزمني، وارتباط ذلك طردياً بعوامل "زائلة" في مقاييس أهل الحكمة، عوامل كـ"رغد العيش الموصل لحد بطر النعمة، وجنون العظمة"!
والركون إلى "أمان جانب الزمان" الزمان لن تفضي تقلباته لسنن الله في الكون عياذاً بالله كما هم يتوهمون، إذ لا عبرة ولا اعتبار (بمن سره زمن ساءته أزمان)، وارتباط ذلك كله بآفة "الجهل"، الآفة التي تعُيّشُ المرء حتماً في ظلام حالك السواد وإن كان بين الناس ذَا بصر ثاقب وحادق!
فالحمدان الفاشلان تعليماً ومسيرة حياة؛ عاشا في "رغد عيش" منذ الصغر فركنا إلى حياة الترف المنعمة بثراء "الجهل" وفقر "المعرفة" وانعدام التجارب في الحياة، حتى ظنا ألن يقدر عليهما أحد، بل حتى حين قررا فعل شيء في حياتهما بلغا ذروة الطُغيان وقمة النكران، (فبدأ الابن بعقوق والده) حين وسوس حمد "الثاني" لحمد "الأول".. أن انقلب على أبيك.. ولسوف أبني لك "إمبراطورية قطر العُظْمَى" ومجداً لك يا حمد.. لا يفنى!
ولأن الأمر ذلك "انقلاب الابن العاق على أبيه" وإن كان "داخلياً" من وجوب احترام الشأن الداخلي.. إلا أنه كان موجعاً لأهل الحكمة من ملوك ورؤساء دول مجلس التعاون، الذين يُباهون بوحدتهم وترابطهم والتحام كل بشعبه قولاً وعملاً، إلا أن حادثة (الانقلاب) كانت "غصة" أراد أهل الشرف قبل العُرف أن تمضي دون ترك أثر سلبي في نفوس أهل الخليج قاطبة ومن ثم أمام العالم أجمع، فالحسنة تخص وبكل أسف السيئة تعم!
ولكنه بات واقعاً صعباً.. بل بالغاً في الصعوبة، إذ كيف لمثل هذا العاق أن يكون قدوة لشعب كانت صدمتهم في العقوق أمراً لم تهضمه الليالي والأيام، ثم ما لبث عملياً ذلك "العار" يبدو أثره جليا في مؤامرات بدأت بالجار الجنب والجار الذي يليه من باب "الأقربون أولى بمعروف حمد" خِلُ شريفةَ الوفي!
بدأ تنظيم الحمدين الدجالين في صب الزيت على رماد نار الحدود التي تمادى فيها ظلماً لجاره الحدودي البري، منفذه الوحيد "لليابسة في الكرة الأرضية"، وكانت الحكمة السعودية حاضرة دائماً صبراً وجلداً وطولة بال، وحين بانت لهم صعوبة أضغاث أحلامهم على الأرض ودونها رجال آل سعود! بدأت الدناءة تأخذ مجرى آخر، فكان "إغراء ودعم من يسمون" بمعارضة الخارج وهم شلة وشرذمة مرتزقة متشردون -يعدون على أصابع اليد- أغراهم الحمدان بخشم الريال القطري، فأخذوا يحاربون بلدهم ويسيئون له ويؤججون ضده، ويحاولون صبح مساء منذ أن عرف العالم العربي الفضائيات ومن ثم الإنترنت وصولاً إلى السوشيال ميديا وهم "ينابحون" برأس ذات الريال الحمدي الغدري القذر!
ثم كانت ثالثة الأثافي حين وسوس "إخوان شريفة" لأن تمتد يد الغدر والعدوان بالتخطيط مع الهالك القذافي ضد قبلة المسلمين، ليبلغ ذلك التآمر أوجهه حين مؤامرة اغتيال ملك الإنسانية المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن العزيز، والذي عفا وأصلح وأجره إلى الله، وهذه "الطامة" بلعها رغم مرارتها المحيط السعودي "الهائل الهادئ"، مضى الأمر عند إخوان نورة "دون ضجيج، بل إن أعتى الاستخبارات العالمية لم تشم له خبراً، وقد "زبن" اللئيم عند الكرام في منظر مشهود لا يضع نفسه فيه إلا من رضي الهوان جهلاً وبطراً!!
وقبل أن تسرح وتمرح وكالة الأنباء القطرية بكل ما هو قبيح رامية بمصلحة "أهل قطر" عرض الحائط كان إن بلغ الأذى مبالغة للإخوة في مملكة البحرين والأشقاء في الإمارات العربية المتحدة، وهم يُسقون الويلات من مؤامرات الحمدين، من تأليب ودعم معارضة وتشجيع عنف في مملكة البحرين إلى تجسس وخلايا إخونجية تضرب أطنابها في بلد الوئام والتقدم والسلام إمارات الخير!
وكأن تميم الابن.. قدره أن ينشأ على ما كان عوده أبوه، فقد "غدر بتعهد" لم يجف مداده في مؤتمر عالمي جمع جل الدول الإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية على أرض السلام المملكة العربية السعودية، تعهدوا جميعاً بدعم جهود "مكافحة الإرهاب"، 50 دولة عدداً وعدة تتعهد بعدم دعم الإرهاب الذي عانى العالم أجمع منه.. إلا "قطر العظمى" ترفض!
ولأن الإرهاب له أهله والطيور على أشكالها تقع، جرّ تنظيم الحمدين وحلفاؤه، إخوان وإيران وحوثي وإسرائيلي وغيرهم، قطر إلى الوقوع في شر أعمالها وهووا بها في وحل الإرهاب، وكأنما يقولون لتنظيم الحمدين سنحلبكم ونحتل بلدكم وننهب خيراته، طالما ورطناكم في قضايا مطالبها تلف العالم أجمع!
ولأن "الشبك" قد أحكم "سلمان العروبة" وصده في وُجوه الشر من باب الحكمة القائل "ما للمجنون إلا أهله" جاء القرار السعودي الحكيم من لدن رأس الحكمة وأساسها "سلمان الحزم"، فكان ذروة سنام العزم يقف تعظيماً وتسليماً لمن زان خُلقه ونضج عقله وكان مضرباً للبر والطاعة وسبق بحكمته وحنكته أجيال، سمو سيدي ولي العهد الأمين وزير الدفاع، الذي قالها منذ البداية.. مشكلة قطر صغيرة جداً جداً جداً. سنمضي نحو العلياء وأنتم لكم الصياح!
ما حدث.. الأسبوع المنصرم في ميونيخ.. ذهب الثلاثي الكوكباني (حمد الثاني ونامق وتميم) الترتيب حسب -العُمر القياسي لكل منهم- ذهبوا وكأنما سيمثلون دوراً يعرض في صالات السينما في ميونيخ بعنوان "أغبياء ولكن"، ذهبوا ليستنجدوا بالصياح كالعادة، فكان أول من طنش مجرد النظر إليهم أهل قطر الذين زرع لهم "عزمي بيك" شاشات العرض حتى في المولات والأسواق والشوارع، ولم يُكلف المارة من قطريين شرفاء ومقيمين مُبتلين بالإقامة في (ضيعة حمد)، أنفسهم بالتوقف لسماع صراخ الطفل الباكي من ميونيخ!
ولا ننسى ما زاد به ضرباً في سفاهة كل منتمٍ لنظام الحمدين، رأينا رابعهم سفيرهم المقاول الكبير وهو يتفقد المباني في مشروع الشر في غزة، يتفقد المياه لما تنشف في الشتاء وتشفط الأسمنت، وما كان من أهالي غزة الشرفاء إلا أن لقنوه درساً لن ينساه وهو يوزع الشقق على "عبيد قطر" في غزة، ويتركون الشعب الذين على أكتافهم كان المشروع الوهمي.
هذا حال "أبوصياح" وشلته.. ولا نقول قبل الختام إن الله الهادي إلى سواء السبيل، لا نقول إلا أننا في سعودية العز والشموخ سائرون إلى المعالي بحوله وقوته، ولأهل الصياح صياحهم يصم آذانهم ويبقون خلف الشبك، حيث يستحقون حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة