الإشارات متتابعة عن عودة الأمور لمسارها الطبيعي بين واشنطن والرياض، بعد فترة غريبة عجيبة «شاذّة» بين الحليفين التاريخيين.
الإشارات متتابعة عن عودة الأمور لمسارها الطبيعي بين واشنطن والرياض، بعد فترة غريبة عجيبة «شاذّة» بين الحليفين التاريخيين.
علاقة ثرية عميقة متعددة المنافع والمصالح دشّنت من أيام المؤسس الملك عبد العزيز، والرئيس الأميركي «التاريخي الاستثنائي» فرانكلين روزفلت، الرئيس الوحيد الذي حصل على أكثر من حصتين رئاسيتين.
استمر التحالف، الموضوعي، في مرحلة الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي، السوفياتي - الروسي، والمعسكر الرأسمالي الغربي بقيادة الولايات المتحدة، وكان من مفردات هذا التحالف، السياسية الفكرية، التصدي للتيارات الشيوعية الهدمية الإلحادية، وذلك حديث متشعب مثير.
إدارة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب، رفعت شعار إعادة أميركا عظيمة كما كانت، ومن مظاهر هذه العودة، إرجاع الثقة مع الحلفاء «الطبيعيين» في العالم. على عكس الإدارة الأوبامية «الآفلة» التي ضربت «عباس بدباس» دون إحساس.
مايك بومبيو رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) الجديد، في أول جولة خارجية شرق أوسطية له، زار الرياض وسلّم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية، ميدالية تمنحها الوكالة تقديرًا «للعمل الاستخباراتي المميز بمجال مكافحة الإرهاب ونظير إسهامات سموه غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين». كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
بومبيو تحدث عن تقدير أميركي أمني خاص للأمير محمد بن نايف، نظير جهوده الحيوية في مكافحة الإرهاب، ومساعدة دول العالم كلها، ليس أميركا فقط، على التوقّي من شرور ما يخططه الشياطين.
أما ولي العهد السعودي فكان ضمن حديثه، الإشارة لمسألة مهمة، وهي العلاقة بين واشنطن والرياض. وقال إن «علاقتنا مع الولايات المتحدة الأميركية علاقة تاريخية استراتيجية ولن ينجح من يحاول أن يزرع إسفينًا بين السعودية وأميركا».
وهذا ما أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في لقائه مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، حيث ذكر أن «علاقتنا المتينة مع واشنطن تجاوزت العديد من التحديات».
بقيت كلمة، وهي أن جهود السعودية المؤثرة في مكافحة الإرهاب، أمنيًا واجتماعيًا، محليًا وإقليميًا ودوليًا، بقيادة ولي العهد وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، ومباركة خادم الحرمين الملك سلمان، ومن قبل الراحل الملك عبد الله، ليست بغرض العلاقات الدولية العامة وجلب مديح الغرب.
هذا تسطيح مخلّ، السعودية تكافح الإرهاب لأن في ذلك دفاعًا عن الإسلام وسمعته، وصونًا لأمن المسلمين، ليس بالسعودية فقط، بل العالم، وأيضًا مساعدة للإنسانية جمعاء، ترجمة لمعنى أن الإسلام «رحمة للعالمين».
هذه هي الجائزة الحقيقية للسعودية وولي عهدها الهمام، محمد بن نايف.
*نقلاً عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة