"رينو – نيسان".. التحالف يسير نحو قرار صعب بعد غصن
هروب كارلوس غصن يُفسد آمال إصلاح التحالف الفرنسي الياباني ويحفز نيسان لإعداد خطط طوارئ سرية لسيناريوهات الانفصال
أزمات متلاحقة تضرب تحالف شركتي رينو الفرنسية ونيسان موتور اليابانية، وتدفعه نحو التفكك بالمخالفة للتوجه العالمي نحو بناء تحالفات عملاقة تتمتع بموارد مالية ضخمة لمواكبة التحول نحو تكنولوجيا السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، إلى جانب توفير النفقات.
تعود جذور أزمة التحالف الفرنسي الياباني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2018، حين أوقفت السلطات اليابانية كارلوس غصن المدير التنفيذي السابق لشركة رينو ومؤسس التحالف بين الشركتين إثر اتهامه بقضايا اختلاس أموال وتهرب ضريبي.
هذه الأزمة دفعت نيسان موتور في 2019 إلى فتح محادثات اندماج مع شركة فيات كرايسلر الأمريكية الإيطالية، إلا إنها لم تكلل بالنجاح في ظل إعلان الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن البدء في خطوات الاندماج مع شركة "بي إس إيه" الفرنسية التي تمتلك شركات بيجو وستروين وأوبل، في صفقة من شأنها إنشاء رابع أكبر مجموعة صناعة سيارات في العالم.
ربما كان من الممكن أن يكون ضياع فرصة الاندماج مع فيات كرايسلر نقطة تحول فارقة في مسيرة إصلاح التحالف بين رينو ونيسان.
غير أن سلسلة أزمات عنيفة ضربت صلب التحالف الفرنسي الياباني مجددا، وتحديدا في 30 ديسمبر/كانون 2019 حين هرب كارلوس غصن من الإقامة الجبرية المفروضة عليه في اليابان بواسطة فرقة موسيقية، متوجها نحو موطنه الأصلي لبنان في عملية مثيرة أشبه بأفلام هوليوم.
كانت هذه الخطوة كفيلة بضرب كافة مبادرات إصلاح التحالف القائم منذ 20 عاما بعرض الحائط، وذلك في ظل الغضب الشديد الذي انتاب السلطات اليابانية والمخاوف التي تسيطر على المستثمرين بشأن مستقبل نشاط التحالف بسوق السيارات العالكي.
هذه الاضطرابات دفعت أسهم شركة رينو لتسجيل أدنى مستوياتها في ست سنوات، أثناء تداولات جلسة اليوم الإثنين، بعد أن ذكر تقرير إعلامي لـ"فايننشال تايمز" أن نيسان تسرع العمل على تخطيط سري للطوارئ تحسبا لانفصال محتمل عن شركة صناعة السيارات الفرنسية.
وتشمل الخطط الاستعداد لانفصال كامل لأنشطة الهندسة والتصنيع، وأيضا إجراء تغييرا لمجلس إدارة نيسان.
ويتسق ذلك مع ما نقلته وكالة "بلومبرج" للأنباء عن مصدر مطلع بأن المديرين التنفيذيين في نيسان موتور يبحثون إمكانية الانفصال عن رينو الفرنسية، لا سيما أن الشركة اليابانية تدرس منذ العام الماضي مزايا وعيوب مواصلة التحالف مع رينو فيما يتعلق بتبادل المعرفة بين الجانبين في المجالات الهندسية والتكنولوجية.
ربما يُعجل من خطوة التفكك، إعلان غصن في مقابلة مع صحيفة فوليجارو الفرنسية، اليوم الإثنين، بأنه يعتزم مقاضاة رينو أمام محكمة العمل للحصول على مدفوعات التقاعد الخاصة به وبجميع الحقوق الأخرى التي حصلت عليها".
وأضاف غصن، الذي قدم استقالته في خطاب أرسله من مقر احتجازه في اليابان العام الماضي: " استقالتي من رينو؟ لقد كانت مهزلة".
وتعتبر رينو أن غصن ليس من حقه الحصول على أسهم في الشركة تشكل الجزء الأكبر من راتبه بين عامي 2014 و 2018.
وكذلك أقرت لائحة تنظيم استحقاقات التقاعد التي صدرت في نيسان/أبريل الماضي عدم أحقيته في الحصول على معاش إضافي.
كافة هذه العوامل تدفع المستثمرين للترقب عما ستسفر عنه خطط الطوارئ الأيام المقبلة، والتي سترسم مستقبل هذه الشراكة التي تمتلك من خلالها رينو 43% من شركة نيسان، فيما تملك الأخيرة 15% من الشركة الفرنسية بدون أن يكون لها حق التصويت.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز