محاكمة زوما "تحرق" اقتصاد جنوب أفريقيا
أعلنت الرئاسة في جنوب أفريقيا أن أسبوعا من أعمال الشغب القاتلة قد يكلف البلاد خسائر 3.4 مليار دولار ويعرض 150 ألف وظيفة للخطر.
جاء ذلك في بيان للرئاسة، نقلاً عن تقديرات لجمعية أصحاب العقارات، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الثلاثاء.
وقال الوزير بالوكالة في رئاسة الجمهورية خومبودزو نتشافيني للصحفيين في العاصمة بريتوريا اليوم الثلاثاء، إنه تم استهداف قرابة 200 مركز تجاري وتم نهب نحو 3000 محل تجاري خلال الاحتجاجات ، بينما تم تخريب 200 مصرف ومكتب بريد.
واندلعت الاحتجاجات بسبب سجن رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما ، وسرعان ما اندلعت اعمال شغب وفوضى عارمة في مقاطعتي كوازولو ناتال وجوتينج .
ولم ترد أنباء عن اضطرابات منذ يوم الإثنين.
وأرجأت محكمة في جنوب أفريقيا، محاكمة رئيس البلاد السابق جاكوب زوما، على خلفية اتهامات، بالفساد لمدة 3 أسابيع.
ووافقت محكمة بيترماريتزبرج الجزئية اليوم الثلاثاء على طلب التأجيل الذي تقدم به محامو زوما.
وقال المحامون إن المحاكمة المقرر لها أن تتم عبر شبكة الإنترنت ستجعل من المستحيل إجراء مشاورات مباشرة مع موكلهم، مما يقوض حقوقه، على حد وصفهم.
ومن المقرر الآن إجراء المحاكمة في العاشر من أغسطس/آب المقبل.
ويواجه زوما اتهامات بالفساد وغسل أموال والتزوير، على خلفية صفقة أسلحة تقدر بالمليارات.
ونفى الرئيس السابق هذه التهم، وحاول بلا جدوى إسقاط القضية.
ويواجه زوما عقوبة السجن لمدة 25 عاما حال الإدانة.
وكانت احتجاجات أنصار زوما التي انطلقت عقب إلقاء القبض شهدت تصعيدا وتحولت إلى أعمال شغب واسعة النطاق، حيث قٌتل 215 شخصا في المنطقة الصناعية حول جوهانسبرج بالإضافة إلى مسقط رأس زوما إقليم كوازولو- ناتال.
واستقر الوضع الأمني عقب نشر أكثر من 25 ألف جندي.
وانكمش اقتصاد جنوب أفريقيا في عام 2020، بأعلى مستوى له منذ قرن من الزمان، حيث أدت القيود المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد إلى الإضرار بأعمال الإنتاج وتعطيل التجارة.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" في تقرير سابق، أن إجمالي الناتج المحلي انكمش بنسبة 7 في المائة، مقارنة بزيادته بنسبة 0.2 في المائة في عام 2019.
يشار إلى أن الانخفاض الذي سجله اقتصاد جنوب أفريقيا هو الأضخم منذ عام 1920، عندما تراجع الإنتاج بنسبة 11.9 في المائة خلال فترة الركود التي شهدتها البلاد لمدة عامين بعد الحرب العالمية الأولى، بحسب ما أظهرته بيانات البنك المركزي.
يذكر أن جنوب أفريقيا كانت تعاني بالفعل ركود الاقتصاد وتكافح معدل البطالة المرتفع قبل تفشي الجائحة، وفرضت إجراءات صارمة لمواجهة الجائحة، ما أدى إلى زيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية.