"الحاجة إلى حلف الفضول".. تفتتح اليوم الثاني لمؤتمر تحالف الأديان
تواصل فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر واشنطن لتحالف الأديان، بمشاركة رجال دين أمريكيين، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين
تتواصل بالعاصمة الأمريكية، فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر واشنطن لتحالف الأديان، بمشاركة رجال دين أمريكيين، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين والباحثين بالولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
لقاء يرعاه "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، ويضع الأسس الأولى لحلف فضول عالمي جديد، ينشر التسامح وقيم العيش المشترك بين الأديان.
وانطلقت فعاليات اليوم الثاني، بجلسة ترحيبية وكلمة تأطيرية حضرتها بوابة العين الإخبارية، بمشاركة كل من العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ووزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني، سام براونباك، السفير الدولي للحريات الدينية بالخارجية الأمريكية، والدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
وقال رئيس منتدى تعزيز السلم، عبدالله بن بيه، في كلمته بالجلسة الافتتاحية التي جاءت بعنوان: الحاجة إلى حلف الفضول..أسسه وتأثيراته: "منذ 5 سنوات انخرطنا في البحث عن تعزيز السلام، ونشر الأمل بدل اليأس، والرحمة بدل العذاب، والإنسانية بدل الوحشية".
وأضاف: "عملنا يتركز في شقين: الأول يشمل البحث في ظاهرة العنف وجذورها، فيما يهم الثاني المبادرات والتعاون مع الأصدقاء والباحثين عن السلام".
وبحديثه عن الصعوبات التي واجهها منتدى تعزيز السلم بهذا الشأن، لفت إلى "إشكالية تقديم العدالة على السلم والسلم على العدالة»، مشيرا أن المؤتمر يهدف إلى «التأكيد على ما تم من العمل الرائع في لقاءاتنا السابقة، وهي أولا: تعزيز إرادة التعايش السعيد وبناء جدران الصداقة بين رجال العائلة الإبراهيمية".
وثانيا إمكانية تحويل النتائج إلى عمل دائم، وعلى أن الدين قوة للسلام والمحية وعامل جذب بين المختلفين، إضافة إلى توسيع مبدأ الصداقة والتعايش المشترك، وفق بن بيه.
من جانبه، اعتبر سام براونباك، السفير الدولي للحرية الدينية بالولايات المتحدة الأمريكية أن النهوض بتعزيز الحريات الدينية من الأولويات الهامة للسياسة الأمريكية.
ودعا، في كلمته بالجلسة نفسها، إلى "العمل على نشر الحريات الدينية"، قائلا: "أتطلع إليكم ولرؤيتكم بالنسبة للتناغم بين الأديان وقدرة الناس على التعايش".
أما وزير الخارجية الفنلندي، تيمو سويني، فاعتبر من جهته ، أنه "إذا كان الدين جزءا من المشكلة فهو جزء من الحل أيضا".
وتابع، أن مؤتمر واشنطن للتحالف بين الأديان يشكل مصدر إلهام استنادا لإعلان مراكش (2016)، ونموذجا للمجتمع المدني لتفعيل ما ينادي به هذا المؤتمر، و ذلك من خلال التعاون بين رجال الدين وممثلي الحكومات.
فيما قال الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن "حلف الفضول لم يكن حلفا إسلاميا لكنه حمل قيم الإسلام الرفيعة، حيث شملت مواده متطلبات السلام المجتمعي والدولي من خلال ترسيخ مبادئ الحقوق والحريات".
وأضاف: "تنوعنا الديني والثقافي والحضاري، يجب ألا يتجاوز القناعة إلى حالة الفرض والإكراه والإقصاء والصدام، فكل شيء يمكن فرضه بقوة ما عدا الأفكار والمعتقدات".
أما أبيغيل هوسلوهنر، مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد وجهت سؤالا للمشاركين في الجلسة الأولى لليوم الثاني حول ما الذي يمكن القيام به لرأب الثغرة والانقسام من أجل العمل لصالح الأمن العام؟.
وأجاب الحاخام ديفيد روزن، الذي يعيش بالقدس، قائلا إنه "يجب أن تكون هناك ثقة، مع الاستعداد للمخاطر، وتقبُل النقد، فضلا عن القناعة الراسخة لدى الشخص في تحمل المخاطر، والتخلي عن الانطواء، والتعامل بالمحبة والوئام".
فيما أكد الشيخ حمزة يوسف، رئيس كلية الزيتونة ونائب رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، على كرامة الإنسان، وتعزيز التواضع بين أفراد المجتمع، والتخلي عن الكبرياء.
وانطلقت مساء الإثنين، في العاصمة الأمريكية، فعاليات "مؤتمر واشنطن للتحالف بين الأديان"، بمشاركة رجال دين أمريكيين، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين والباحثين في الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، وسط دعوات لنشر السلام والتسامح وتعزيز قيم التعايش المشترك.
يُشار إلى أن انعقاد "مؤتمر واشنطن" يأتي تتويجا لمسار جاد بدأ بإعلان مراكش التاريخي لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي، في يناير/كانون الثاني 2016، الذي أسهمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة، ورعته بالشراكة مع المغرب.
ويؤكد القائمون على مؤتمر واشنطن، أن تفعيل مبادئ إعلان مراكش وتعزيز مبادرات قافلة السلام الأمريكية، ضرورة ملحة، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه الإنسانية على كل المستويات، خاصة في ظل العنف المستشري والهشاشة غير المسبوقة التي تمس الأوضاع الراهنة على مستوى العالم، لا سيما مع تفاقم مشاكل الفقر والبطالة والنمو السكاني، والتدهور البيئي، وانعدام الأمن، والتمييز الاجتماعي والعرقي.