الشيخ المصري الضرير عمر عبد الرحمن الذي توفي قبل أيام بمحبسه الأميركي، رمز من رموز الجماعات الإرهابية المتأسلمة.
الشيخ المصري الضرير عمر عبد الرحمن الذي توفي قبل أيام بمحبسه الأميركي، رمز من رموز الجماعات الإرهابية المتأسلمة.
أزهري، خطيب، منظّر، ذاعت شهرته بعد محاكمته في قضية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، من قبل عساكر ينتمون للفكر «القطبي» نسبة لسيد قطب، أخذوا فتوى صريحة بالقتل من عمر عبد الرحمن.
هاجر الرجل لأميركا، لكن لم يتخل عن نهجه الإرهابي، وحرّض من هناك على استهداف الأمن الأميركي، وحوكم بتهمة الإفتاء والتحريض للخلية الإرهابية التي هاجمت مركز التجارة العالمي بنيويورك، الاستهداف الأول سنة 1993، وهذه المرة لم يفلت عبد الرحمن من السجن الذي قرّر القضاء الأميركي إيداعه فيه مدى الحياة، هذا ما حصل بالضبط، حيث توفي في سجنه.
حاول أنصار الجماعات الإرهابية بمصر توظيف طاقة الفوضى، فيما سمي الربيع العربي، ونظموا الحملات لحمل الحكومة المصرية على تسلم عبد الرحمن من أميركا «الأوبامية» لكن خاب المسعى.
بل إن عبد الرحمن أرسل رسالة من سجنه ناصر فيها الرئيس الإخواني محمد مرسي، هنأه بالفوز وتولي الرئاسة في مصر. كما أن مرسي في أول خطاب له بميدان التحرير، 29 يونيو (حزيران) 2012، أعلن أنه سيبذل جهده لإطلاق سراح عبد الرحمن!
حتى نعلم فداحة ما كانت مصر سائرة له، نذكر بخبر الكلمة الأخيرة لزعيم «القاعدة» الإرهابية أيمن الظواهري، التي تحدث فيها عن عمر عبد الرحمن، مبجّلا إياه، نافيا عنه تهمة التراجع عن «الحق»، يقصد الموقف الإرهابي، والمقصود طبعا فكرة «المراجعات» للجماعة الإسلامية 1997.
وأخبرنا الظواهري، في كلمته المعنونة «إحمل سلاح الشهيد» أن عبد الرحمن قد أرسل من سجنه رسالتين تدعوان لاستهداف أميركا وإسرائيل وإغراق سفنهما وإسقاط طائراتهما.
سافر عبد الرحمن لأميركا، بعد سنوات بسيطة من سجنه بمصر في قضية اغتيال السادات، وأقام في ولاية نيوجيرسي، حتى ألقي القبض عليه عام 1993، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب قضية استهداف مركز التجارة العالمي.
عمر عبد الرحمن هو «شيخ» الإرهابيين بمصر، ورمزهم، ونوزع في صحة إمارته على الجماعة، في القصة الشهيرة «لا ولاية لضرير ولا أسير»، وهي التي أثارها أيمن الظواهري، حتى ينفرد بالزعامة!
مثل عبد الرحمن شخصيات أخرى تستوجب الدرس والفحص، حتى نغوص أكثر في أمواج العقل المتأسلم الموتور، والجيد أن كثيرا من أدبيات وتسجيلات واعترافات هؤلاء محفوظة، تنتظر إزميل الباحث الجادّ.
أما من يريد تجاهل كل هذه الحقائق عن عبد الرحمن، وتقديمه مجرد شيخ ضرير صاحب رأي.. فهو أعمى البصيرة حقّا.
*نقلاً عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة