أسرى فلسطينيون يواصلون نضالهم.. إضراب الأمعاء الخاوية
تتنوع هذه المعارك، بين إضرابات جماعية وفردية يخوضها الأسرى عبر الامتناع عن تناول الطعام، والاكتفاء بشرب الماء الممزوج بالملح.
يخوض أسرى فلسطين معاركهم بسجون الاحتلال الإسرائيلي، لتحقيق مطالبهم العادلة، المتمثلة في الحد الأدنى من العيش الكريم أو الحرية.
وتتنوع هذه المعارك، بين إضرابات جماعية وفردية يخوضها الأسرى عبر الامتناع عن تناول الطعام، والاكتفاء بشرب الماء الممزوج بالملح.
والإضراب الجماعي، تتخذه مجموعة كبيرة من الأسرى ويتعلق عادة بمطالب عامة ترتبط بمتطلبات معيشية، في حين يتعلق الإضراب الفردي بحقوق خاصة وبرز ضمن محاولات كسر سياسة الاعتقال الإداري.
الإضراب الفردي
ويؤكد اللواء قدري أبو بكري، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، لـ"العين الإخبارية"، أن قرار الإضراب الفردي للمعتقل الإداري ناتج من تجربته الاعتقالية مع الاحتلال.
وأشار إلى أن الأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام منذ 77 يوما رغم تدهور حالته الصحية، لجأ للإضراب أول ما اعتقل إداريا لأنه اعتقل 3 مرات قبل ذلك.
والاعتقال الإداري نمط اعتقال إسرائيلي، يعتقل فيه الناشطون الفلسطينيون بناء على ملف سري، دون توجيه تهمة محددة لهم، ويصدر بحقهم قرارات اعتقال تبدأ من 4 أشهر ويمكن أن تجدد عدة مرات.
وينبه أبو بكر إلى أن هناك أسرى أضربوا واتفقوا مع إدارة السجون ولم تلتزم الأخيرة بالاتفاق، وهناك من أضربوا وحققوا بعض الإنجاز، وغيرهم أضربوا وهناك شبه التزام من الاحتلال بالاتفاق.
وأكد أن المؤسسات الدولية تدين هذا النوع من الاعتقال غير القانوني لكن لا يوجد التزام من إسرائيل لتلك المؤسسات الدولية التي تطالبها بوقفها.
وذكر أن الإضرابات الفردية تشجع حالات كثيرة داخل السجون للاضراب ضمن برنامج نضالي خاصة لوجود أسرى معزولين ومرضى وتقليصات مستمرة من حقوقهم والمعاملة السيئة التي يتلقونها.
سامر عيساوي خاض أطول إضراب
بدأت الإضرابات الفردية عام 2011 نتيجة ظروف موضوعية، بحسب الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة.
وأشار فروانة في حديثه، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الإضرابات الفردية بدأها خضر عدنان رفضًا لاعتقاله الإداري، ثم توالت فخاض عشرات الأسرى الإضرابات حتى اليوم.
ويعد الأسير سامر عيساوي من القدس صاحب أطول إضراب في التاريخ، عندما خاض عام 2013 إضرابا لأكثر من 280 يوما متواصلة.
وذكر فروانة أن عامي 2012 و2013 وصلت الاضرابات الفردية ذروتها وقد حققت نتائج مهمة منها تناقص الاعتقالات الإدارية حتى وصلت حوالي 130 فقط من عدد كان يتمحور حول 400 حالة اعتقال إداري.
وتعتقل قوات الاحتلال في سجونها نحو 5 آلاف أسير فلسطيني منهم 43 أسيرة و180 طفلا، و430 معتقلا إداريا، حسب منظمات حقوقية فلسطينية.
إضرابات جماعية
قبل الإضرابات الفردية، برزت في سجون الاحتلال الإضرابات الجماعية، التي بدأت بعد الاحتلال مباشرة عام 1967.
ويشير فروانة إلى أن إضراب سجن عسقلان عام 1970 يعد الأول من حيث التنظيم وخلاله استشهد عبد القادر أبو الفحم أول شهيد في الإضرابات عن الطعام.
وأضاف: توالت الإضرابات الجماعية فكان أبرزها إضراب 1976 وهو الأطول، وإضراب نفحة الشهير عام 1980 واستشهد فيه أسيران، وإضراب عام 1992 الذي وصف بإضراب (أم المعارك) حيث بدأ في نفحة وشمل كل السجون وشارك فيه ما يزيد عن 10 آلاف أسير، ثم عام 1998 و2004 و2012 وبعدها إضرابات عديدة، حيث زادت الإضرابات الجماعية الأساسية عن 22 إضرابا.
وأكد أن الإضرابات شكل من أشكال المقاومة السلمية واعتبرته الحركة الأسيرة من أشكال إثبات الذات وتحدي السجان وانتزاع حقوق المعتقل.
وقال فروانة: "حقق الأسرى الكثير من وراء الإضرابات وغيروا واقع السجون فاليوم تختلف عن السبعينات "، مؤكدا أن الإضراب خيار أخير للأسرى لأنه مؤلم وقاس.
ونبه إلى أن الإضرابات الجماعية عالجت الكثير من قضايا الأسرى وغيرت الواقع الاعتقالي للأفضل، على صعيد تحسين الحياة المعيشية.
كسر الاعتقال الإداري
يؤكد عبد الله الزغاري، المتحدث باسم نادي الأسير، الإضرابات الفردية جاءت لتكسر سياسة الاعتقال الإداري، خاصة بعد أن توسعت إسرائيل في استخدامها ضد الفلسطينيين مع تمديد متكرر يصل إلى سنوات.
وقال الزغاري، لـ"العين الإخبارية": "كان لا بد من خطوات نضالية لمواجهة سياسة الاعتقال الاداري ثم انتقلت الإضرابات الفردية لتحسين لظروف المعيشية لعدد من المعتقلين مثل المرضى وكبار السن والمعزولين".
وأوضح أن الإضرابات الفردية تعتمد على الأسير نفسه فهو يقرر متى يبدأ إضرابه ومتي ينهي معركته التي تحتاج لإرادة صلبة وقوية لأنه سيتعرض لكثير من المحاولات لثنيه عن خوض الإضراب.
ورأى أن الإضرابات الفردية حققت نجاحات معينة لبعض المعتقلين لكنها آنية سرعان ما تنقضها سلطات السجون بعدم تنفيذ الاتفاق المبرم مع الأسير أو لو أفرجت عنه فإنها تعود لاعتقاله إداريا مرة أخرى بخلاف الاتفاق .
وقال: أعتقد أن الإضراب الفردي من الأسرى الإداريين برمته يحتاج إلى وحدة حال من كل المعتقلين الإداريين لمواجهته مرة واحدة بما يؤدي إلى ضع قيود على هذا النوع من الاعتقال.