النهضة التونسية.. غنائمية سياسية ونهم مفضوح
مصادر لـ"العين الإخبارية" تقول إن مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية قرر الانفصال السياسي عن حكومة الفخفاخ
أمام أزمته الأخلاقية، دفع رئيس مجلس نواب الشعب التونسي راشد الغنوشي باتجاه الانسحاب من حكومة رئيس الوزراء إلياس الفخفاخ ،مما يعني آليًا إحداث فراغ حكومي يذكي نار الأزمة السياسية في البلاد.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادرها أن مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية قرر الانفصال السياسي عن حكومة الفخفاخ والدخول في مشاورات سياسية جديدة لسحب الثقة منه.
وأوضحت المصادر المطلعة أن إخوان تونس يتجهون نحو سحب وزرائهم (6وزارات ) من الحكومة، وتكوين ائتلاف حكومي جديد يجمع بين حركةالنهضة (54مقعدا)، وائتلاف الكرامة (19مقعدا)، وحزب قلب تونس (26مقعدا).
كما بينت مصادر عليمة ومقربة من الفريق الحكومي أن الفخفاخ رفض مطالب حركة النهضة لتعيين شخصيات إخوانية على رأس أجهزة حيوية في البلاد.
وأضافت أن الغنوشي يريد ابتزاز الفخفاخ ومقايضته بملفات قضائية (ملف التربح المالي لشركات رئيس الحكومة ) مازلت في طور "الشبهة " ولم يتم الحسم نهائيًا فيها.
الباحثة في العلوم السياسية نرجس بن قمرة، أكدت أن حركة النهضة تريد الدفع بتونس إلى أزمة عدم استقرار سياسي ضمن منهج الإبتزاز الإخواني المعتاد.
وقالت بن قمرة، في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، إن قدرة حركة النهضة على المناورة السياسة أصبحت ضعيفة بعد اتساع رقعة معارضيها من أقصى اليسار إلى أنصار العائلة الدستورية (أنصار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة).
ولفتت إلى أن المنظمة النقابية اصطفت إلى جانب التيارات العلمانية في مواجهة الإخوان، مؤكدة أن هذا سيمثل رقما صعبا في معادلة التوازنات السياسية القادمة.
وتوقعت أن تتواصل الأزمة السياسية إلى أواخر العام ، خاصةً وأن مجلس نواب الشعب سيدخل في عطلة برلمانية سنوية ،لن يعود فيها إلى نشاطه إلا مع مطلع شهر أكتوبر/تشرين الثاني القادم، وهو ما يعطي قدرة أكبر لخصوم الإخوان لترتيب أوراقهم.
ويتهم التيار الديمقراطي حركة النهضة باتباع أسلوب الابتزاز من أجل نيل الغنائم الحكومية، خدمة لأغراض حزبية ، كما أن حركة الشعب ذات التوجه القومي تعتبر حركة النهضة جزء من مشروع إقليمي مرتبط بالتيارات المتشددة.
ويرى مراقبون أن تطورات الوضع السياسي في تونس، سيجعل الأغلبية الحزبية المعارضة للإخوان تجد نفسها أمام حتمية الالتقاء في جبهة واحدة هدفها الرئيسي "تأديب العقل الغنائمي" لحركة النهضة مثلما وصف ذلك أكثر من متابع سياسي للانتقال الديمقراطي في تونس.