آمال قطر بفشل القمة قوبلت بحضور دولي مكتمل، فلم تشهد جلسات القمة الافتراضية غياب أي زعيم عالمي أو رئيس دولة أو مسؤول منظمة
كمواطن عربي -أقيم في أوروبا منذ سنوات نتيجة خراب بلدي ودماره على يد المستبدين والإرهابيين- أجدني على ثقة مطلقة بأن السعودية تمثل الأمل لنا بمستقبل عربي مشرق، فالدولة التي تنافس الكثير من دول الغرب المتطورة وربما تسبقها أحياناً في بعض المجالات، ترأست على مدى عام كامل مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصادياً على مستوى العالم.
ولأن السعودية بلدٌ عربي يفتخر مواطنوه بأنهم أبناء الصحراء الذين يرون في أرض الحرمين الشريفين أجمل قصيدة في كتاب الكون، فإنهم صنعوا من خلال ترؤس بلادهم هذا النادي الخاص بكبار العالم فارقاً كبيراً من حيث التنظيم، لا سيما في زمن غريب الأطوار بمعاييره كلياً نتيجة فيروس كورونا.
والشباب السعودي من كلا الجنسين كان على موعد مع إنجازات تقنية وسياسية واقتصادية ولوجستية مهمة، بل من خلال ورشة عمل ضخمة وغير مسبوقة، احتضنتها العاصمة السعودية الرياض وعروس البحر الأحمر مدينة جدة ومدن أخرى في المملكة، كانت شاهدة على هذا الحدث العالمي الفريد من نوعه، والذي ترعاه لأول مرة دولة عربية وخليجية على وجه الخصوص.
ومع أن النجاح الذي صاحب القمة لفت انتباه أغلب المراقبين والمعنيين، إلا أن الجار القطري يكاد يتميز من الغيظ، فهو الذي لم يتوقف طيلة سنة كاملة أيضاً عن العمل، والعمل هنا كان خبيثاً بكل صنوفه، سياسياً وإعلامياً ومالياً ضد الجار السعودي، فقد سخرت الدوحة لهذا الغرض إمكانيات هائلة، هدفها التشويش على الرئاسة السعودية لقمة العشرين قدر المستطاع.
وضخت الحكومة القطرية ملايين الدولارات في سوق المنظمات المستأجرة واللوبيات المشبوهة في أوروبا والأمريكتين، ونشرت إعلانات مدفوعة الثمن بغية مقاطعة القمة التي ترأسها شخصياً الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، وناب عنه كذلك في جلساتها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
ولكن آمال قطر بفشل القمة قوبلت بحضور دولي مكتمل، فلم تشهد جلسات القمة الافتراضية غياب أي زعيم عالمي أو رئيس دولة أو مسؤول منظمة من المنظمات الدولية الكبرى المدعوة والمشاركة، وكان ملاحظاً أيضاً حرص القادة الكبار على شكر السعودية والإشادة بما قامت به.
وهنا خسرت قطر مجدداً جولة من جولات حقدها على السعودية، مع أن المقارنة بين البلدين غير منطقية، فأين هي قطر من السعودية إذا ما توقفنا عند مكانة المملكة العربية السعودية التي تقود العالمين العربي والإسلامي، وتحظى بمكانة دولية مرموقة تجعلها في الصف الأول لقيادة العالم؟ كما حصل في قمة العشرين التي نتحدث عنها.
وبما أن الدوحة تتسول المصالحة والعفو عنها بهذه الطريقة فإن الصفح السعودي والإماراتي عن قطر لن يكون قريباً، فالأداء السياسي والإعلامي المصاحب لهذا التسول القطري يعكس عقلية النظام القائم والحاكم في قصر الوجبة، إنه نظام يتغذى على الشتم والإساءة لإخوانه، ويطرب لصوت الأبواق الإعلامية التي تعزف على أوتاره، ويبرع في دور التابع لقوى وعصابات ودول تضمر الشر لدول الخليج العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة