في الوقت الذي كان يبدو فيه أن غطرسة تركيا وقطر في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا بدأت تتبدد بعد اللقاءات الدولية لصالح السلام في ليبيا، تبين أن الأمر ليس كذلك، لأن هذين البلدين يريدان التأثير وبسط النفوذ في أفريقيا بأي ثمن.
"قطر وتركيا.. التآمر على أفريقيا".. هكذا لخّص الكاتب خوسيه لويس مانسيا أهداف تركيا وقطر الخفية في القارة السمراء لزعزعة استقرار القارة بالإرهاب لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية.
قطر وتركيا.. التآمر على أفريقيا
ومن المسلّم به أن قطر وحكامها لا يجيدون نسج العلاقات الدبلوماسية، ربما بسبب أساليبهم ومسارهم وأشكال التدخل السافر في شؤون الدول الأخرى. وعندما يواجه حاكم قطر صعوبات في إقامة العلاقات، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنه هو اللجوء إلى تركيا، وبعد أن اختبأ لمدة عامين وراء ظل أردوغان، يحاول الآن الظهور وإن على استحياء في المشهد الأفريقي.
قطر وتركيا في ليبيا.. "شحنات الموت" تغزو أفريقيا
وقبل شهر، كانت قطر تغازل الرئيس التونسي؛ لأنها رأت الضغط الدولي المتزايد على أردوغان بعد تحركاته في شرق البحر الأبيض المتوسط. وسبق لوزير الدفاع القطري، خالد العطية، أن التقى في ليبيا المجاورة بنظيره التركي، خلوصي أكار.
وبعد ذلك اللقاء، أظهر الطرفان رغبتهما في إنشاء مركز تدريب عسكري مشترك بين الليبيين والأتراك والقطريين وتعزيز التواجد بقاعدتين عسكريتين ليبيتين في مصراتة والوطية، وتقع الأخيرة على بعد 40 كيلومتراً فقط من الحدود التونسية.
قطر وتركيا في أفريقيا.. تحالف إرهاب وتجسس ونهب
وعرضت الدوحة على تونس تمويل مشاريع تنموية، بالتزامن مع فقدان حركة النهضة المتحالفة مع قطر لنفوذها. ودخلت الخطوط الجوية القطرية على الخط أيضاً من خلال عرضها رعاية فريق كرة قدم تونسي.
وفي نفس التوقيت تقريبا، أشارت وسائل الإعلام إلى تورّط قطر، من خلال أساليبها الخفية في التأثير، في عملية هروب كبيرة من سجن العاصمة الصومالية مقديشو.
قطر وتركيا.. إفشال الحوار الليبي لخلق "صومال جديد"
وتواجه قطر صعوبة بالغة في إقامة علاقات دبلوماسية في الساحل الغربي لأفريقيا. وللقيام بذلك، تلجأ إلى تركيا أو إلى المستشارين الخارجيين أو إلى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الذي زار خلال هذا العام مالي وغينيا بيساو والسنغال من بين دول أخرى وقبل ذلك النيجر وغينيا الاستوائية والجزائر وتوغو.