يخرج علينا بين فترة وأخرى بعض الحاقدين من المرتزقة ممن ينشدون الظهور الإعلامي عبر تصريحاتهم الغبية والمقيتة والممتلئة بالتناقضات والادعاءات والأخطاء والخزعبلات وغيرها.
تصريحات يحاول من خلالها انتقاد دولة الإمارات العربية المتحدة، متجاهلا بشكل متعمد وسافر الإنجازات النوعية والمهمة والدعم اللامحدود الذي تقدمه دولة الإمارات لبلده على وجه الخصوص وبقية الدول على وجه العموم، في محاولة بائسة ويائسة منه لتشويه سمعة ومكانة دولة الإمارات وإنجازاتها الحضارية والإنسانية والأخلاقية العالمية.
لقد سقط ذلك الحاقد، وطاشت سهامه وسهام جماعته ممن يتغنون بما حققوه لبلدانهم من إنجازات، فهم لم يقدموا إلا الخراب والدمار والقتل والصراعات والانقلابات والتهجير والحرمان والجوع لبلدانهم، وارتفعت أصوات أبواقهم يرمون اتهاماتهم الباطلة شمالاً ويميناً، وكان آخرها ما أتحفنا به أحد المأجورين الحاقدين منذ أيام مطالباً في الأمم المتحدة بمحاسبة دولة الإمارات على تدخلها في شؤون بلاده، وهو يعلم علم اليقين بأن دولة الإمارات تتبنى منذ تأسيسها سياسة ناجحة وعلاقات مميزة مع كافة دول العالم ترتكز على السلام والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، من منطلق إدراك قيادتها الرشيدة بأن لدولة الإمارات موقعا مسؤولا على الصعد العربية والإقليمية والدولية.
لأولئك الشرذمة من الحمقى والغوغائيين ممن يدعون المعرفة السياسية والاقتصادية والإعلامية والفلكية والهندسية والطبية والتاريخية والجغرافية، أولئك الحاقدون أنصاف المتعلمين وأنصاف السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين الذين يدعون بأنهم «أسسوا مجد الإمارات وتراثها الحديث ونهضتها الحديثة بأذرعهم وإمكانياتهم العقلية»، نقول: زايد وإخوانه المؤسسون، ومن خلفهم نحن «عيال زايد» من بنى نهضة دولة الإمارات وأسس حاضرها ومستقبلها، مستندين في ذلك إلى ماضيها وإرثها حتى باتت مصدر إلهام وقوة، ونموذجا يتطلع مئات الملايين حول العالم لأن تحذو بلادهم حذوه.
لكن يبقى السؤال لذلك الحاقد وأمثاله من الحاقدين: لماذا لم تبنوا وتعملوا وتنجزوا في بلدانكم ربع الذي أنجز في دولة الإمارات (بأذرعكم وقواكم العقلية) كما تدعون؟ هذا إذا كان لكم عقل، ولماذا كل ما غضب واحد من هؤلاء الحمقى ادعى بأنه هو وأهله وجماعته ودولته سبب نهضة دولة الإمارات ونهضة الخليج، وأنهم هم من بنى لنا المدارس وأنشأ لنا الطرق والجسور والمطارات والمستشفيات وكافة الإنجازات التي حصلت وستحصل في دولة الإمارات والخليج؟!
اسمع أيها الحاقد: على مدى العشر سنوات الأخيرة فقط، أصبحت بلادي (الإمارات) مركزاً للابتكار والتطوير في المنطقة العربية، ووجهةً عالمية مهمة بالنسبة للكثيرين، الراغبين في الاستقرار والاستثمار، على حدٍّ سواء. ووضعت بصمتها في كافة المجالات، لتكون في المقدمة دائماً، فقد تعاظمت إنجازاتها عاماً بعد الآخر، وباتت لا تُعد ولا تُحصى، لكنني سأذكرك وأذكر أمثالك ببعضها، فقد استطاعت دولة الإمارات استضافة مؤتمر الأطراف «COP28» وأنجزت فيه ما عجزت عنه العديد من الدول العالمية، واستضافت «إكسبو 2020»، وأطلقت وكالة الإمارات للفضاء، وحصلت على لقب الدولة الأكثر سخاءً في العالم، وقامت بتشغيل أول مفاعل نووي في العالم العربي، وتطوير أول قمر اصطناعي محلياً، وأطلقت استراتيجية الذكاء الاصطناعي، وأنشأت أكبر مؤسسة عالمية للدواء، بهدف ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي موثوق للصناعات الدوائية والطبية، وتعزيز عملية البحث والتطوير في القطاع، ووصلت إلى الفضاء، بعد أن انطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، استمرت لمدة 6 أشهر، على متن محطة الفضاء الدولية، واحتلت المرتبة العاشرة في مؤشر القوة الناعمة العالمي 2024 الذي شارك فيه 193 دولة من أرجاء العالم كافة، وحلت في المرتبة الأولى عالمياً في محور "قوة الاقتصاد واستقراره"، والمرتبة الثالثة عالمياً في محوري "الكرم والعطاء" و"فرص النمو المستقبلي"، والمرتبة الثامنة في محوري "التأثير في الدوائر الدبلوماسية" و"التكنولوجيا والابتكار"، والمرتبة التاسعة في محور "الأمن والأمان" ومؤشر "استدامة المدن والنقل"، وفي المرتبة العاشرة في محوري "التقدير العالمي للقيادات" و"متابعة الجمهور العالمي لشؤونها" وأيضاً في الصورة الإيجابية كمركز للتجارة والأعمال.
كما تقدمت دولة الإمارات إلى المركز 18 عالمياً في مؤشر "الاستثمار في الطاقة الخضراء والتكنولوجيا النظيفة"، أما مؤسساتها التعليمة والصحية والعلاجية وبنيتها التحتية من مطارات وطرق وغيرها فتعد الأحدث والأرقى مستوى في العالم، حسب التصنيفات العالمية.
ستواصل دولة الإمارات بتوجيهات قيادتنا الرشيدة وبأيادي "عيال زايد" مسيرتها من العمل والإنجاز، واضعة بصمتها الريادية في القطاعات كافة، من الأرض إلى الفضاء، وتتطلع باستمرار إلى المزيد من الإنجازات وفق رؤى واستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى تستهدف تعزيز رفاهية أبناء الوطن.
لقد كان من الأولى لكم ولأمثالكم إذا كنتم بهذه الدرجة من «الشطارة» والإمكانيات الخارقة أن تبنوا بلدانكم وتعمروها، فلماذا أكثر من 90% من شوارعكم عبارة عن طرق ترابية، تعجز حتى الحيوانات عن السير فيها؟ ولماذا مدارسكم وما تسمى مؤسساتكم التعليمية ومنذ سنوات متهالكة في قلب عاصمتكم، وفصول في العراء في الكثير من قراكم ومناطقكم السكنية، ومعدلات تسرب الطلاب تصل إلى أكثر من 50%، وأكثر من 80% من مدارسكم "لا تصلح لوجود الطلاب فيها، بسبب قدم مبانيها وإهمال صيانتها"، ونحو 10 ملايين أي 43% من إجمالي الأطفال في بلدكم لم يلتحقوا بالمدارس ولم يحصلوا على فرصتهم في التعليم، وجامعاتكم تفتقد لأبسط المقومات، حتى باتت خارج نطاق أي تصنيف عالمي، وأوضاع معيشية بالغة السوء للمعلمين وأساتذة الجامعات؟ لماذا أكثر من 80% من مستشفياتكم خارج الخدمة؟ لماذا القطاع الصحي في بلدكم منذ أكثر من 50 سنة من سيء إلى أسوأ؟ لماذا؟، ولماذا؟ ولماذا؟
أنتم ممن تدعون بأنكم أسستم دولة الإمارات والخليج وبنيتم نهضتهم، أنتم أنفسكم من جلب كل أنواع المآسي لبلدانكم من حروب وصراعات وتخلف وتشرذم، فأياديكم ملطخة بالدماء من سنوات طوال، وتشهد في ذلك عدد الانقلابات والتصفيات والاغتيالات «والعياذ بالله» بكل أنواعها التي لا تعد ولا تحصى، أنتم من قسم ودمر وجوع بلدانكم.
لقد استطاعت دولة الإمارات وخلال العقود الخمسة الماضية، بفضل قيادتها الرشيدة، أن تصنع ما عجزت عنه الكثير من الدول المتقدمة، وأن تتبوأ مكانة متميزة ومتفردة على الخريطة العالمية في كافة المجالات، حتى أضحت عنواناً بارزاً للتقدم والرقي، ونموذجاً يحظى بالإعجاب والتقدير على مختلف المستويات في التضامن والتكاتف واحترام الآخر. فدولة الإمارات صاحبة رسالة أخلاقية لا تعرف الحدود أو الحواجز، ولهذا فإن صورتها تترسخ في العالم، باعتبارها عاصمة العالم الإنسانية بامتياز.
إننا جميعاً نعلم أن الأشجار اليانعة والمثمرة هي التي يرميها الجاهلون والحاقدون بحجارتهم، ولذا لم تزدنا هذه الأكاذيب وتلك التناقضات إلا حباً وثقة بدولة الإمارات وما تقدمه للعالم، فلا ينكر فضل دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة إلا جاحد أو حاقد، فهي وطن للإنسانية والأخوة ورمز للاعتدال والتسامح واحترام حقوق الإنسان، والجميع يعلم ما قدمته لخدمة الإنسانية في شتى بقاع الأرض.
نحن في دولة الإمارات، لا أحد له فضل ولا منة علينا، سوى الله، ومن ثم قيادتنا الرشيدة، والإمارات كعادتها تعطي ولا تأخذ، وبالأخير البعض من المستعربين ينكر المعروف. وكل من قدم إلينا قبل الاتحاد أو بعده، جاء بعقد عمل (مجزٍ) وبمقابل مادي لم يتحصل عليه في بلده، وربما لم يتحصل عليه في أي بلد آخر.
لقد فات ذاك «المعتوه» أن دولة الإمارات تتربع في قلوب كل شعوب العالم، وأن العالم حينما يدافع عن دولة الإمارات فإنهم يدافعون عن القيم والمبادئ والأخلاق والتسامح والإنسانية، عن الدولة التي نذرت نفسها لمساعدة وخدمة الإنسانية، عن السماحة والوطنية والاعتدال؛ لذا لم يكن غريباً بالنسبة لنا أن تهب شخصيات مرموقة ومنظمات عالمية ومؤسسات إعلامية وفكرية وبحثية وأفراد وجماعات في جميع أرجاء العالم لاستنكار ذاك التقرير وتلك التصاريح بما فيها من أكاذيب وافتراءات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة