حرب أوكرانيا تهز عرش "الكشري".. أكلة مصر الشعبية في خطر
ارتفعت أسعار "الكشري" أشهر أكلة شعبية في مصر، بعد زيادة أسعار مكوناته، نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
وارتفع سعر طبق الكشري، بمقدار يتراوح بين 2 و4 جنيهات للطبق الواحد، فيما زاد سعر طاجن المعكرونة بزيادة تراوحت بين 4 و6 جنيهات تقريبا للطبق الواحد.
ويمس ارتفاع أسعار الكشري بشكل كبير، شريحة كبيرة من المواطنين الذين يلجأون للكشري باعتباره وجبة شعبية رخيصة السعر، ومفيدة ومتوفرة بكثرة، فلا تخلو شوارع القاهرة من مطعم كشري أو أكثر.
ويرجع ارتفاع أسعار الكشري، لزيادة أسعار مكوناته، مثل الأرز، والمعكرونة، والعدس، والحمص، والزيت، وبعض المكونات الأخرى بنسب متفاوتة، بعد ارتفاع أسعار الغذاء عالميا، نتيجة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
الكشرى ليس مصري الأصل، ويرجع أصله إلى الحرب العالمية الأولى عند قدوم الهنود مع القوات البريطانية عند فرضها الحماية البريطانية على مصر عام 1914، وكانوا يطلقون عليه حينها "كوتشري"، ومن هنا انتقلت أكلة الكشري للمطبخ المصري.
ارتفاع أسعار الكشري في مصر
وارتفع سعر طبق الكشري في أغلب محلات الكشري في القاهرة والجيزة، بمتوسط 3 جنيهات، إذ ارتفع سعر الحجم الصغير من 8 إلى 10 جنيهات، وارتفع حجم الطبق الوسط من 10 إلى 13 جنيها.. كما ارتفع سعر الطبق كبير الحجم من 12 إلى 16 جنيهًا، حسب وسائل إعلام محلية.
فيما ارتفعت أسعار الطواجن التي تعد المكرونة المكون الأساسي فيها بمتوسط 5 جنيهات، وارتفع سعر طاجن الفراخ من 20 إلى 24 جنيهًا، وسعر طاجن اللحم من 20 إلى 26 جنيهًا.
%20 زيادة
وارتفعت أسعار أكثرية المواد الغذائية الداخلة في تكوين طبق الكشري، في المجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، وجاءت أسعارها كالتالي: سعر كيلو الحمص 30 جنيهًا، وكيلو العدس الأصفر يتراوح بين 20 و24 جنيهًا، وكيلو الأرز يتراوح بين 10 و14 جنيهًا.
كما ارتفعت أسعار المكرونة من 4 إلى 6 جنيهات، فيما سجل سعر البصل الأبيض، نحو 3.75 جنيه، والبصل الأحمر، نحو 4 جنيهات، والطماطم بسعر 5.5 جنيه.
ومن جانبه، قال عبور علي حسن، نائب رئيس شعبة البقوليات والحبوب باتحاد الغرف التجارية، إن الزيادات التي طرأت على مدخلات إنتاج محلات الكشري تمثلت في الأصناف الأساسية من أرز، ومعكرونة، وهي تمثل 70% من حجم الطبق.
وأضاف حسن أن مصانع المعكرونة رفعت أسعار جميع منتجاتها مع بداية ارتفاع أسعار القمح عالميًا ليسجل سعر طن المكرونة حاليًا 10 آلاف جنيه مقابل 8 آلاف قبل أسبوعين (قبل الحرب الروسية الأوكرانية)، في حين بلغ متوسط الزيادة في أسعار الأرز الأبيض 1500 جنيه في الطن، حسب وسائل إعلام محلية.
مصر تحظر تصدير 5 سلع غذائية
حظرت مصر تصدير خمس سلع غذائية، يأتي على رأسها القمح والدقيق لمدة 3 أشهر، تبدأ يوم الجمعة 11 مارس/آذار 2022.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة المصرية، الخميس، عدم السماح بتصدير العدس، والمكرونة، والقمح، والدقيق، والفول الحصى، والمدشوش، لمدة 3 أشهر .
وذكرت الوزارة، في بيان صحفي، أن حظر التصدير سيكون لمدة ثلاثة أشهر من اليوم التالي لنشر الخبر في جريدة الوقائع المصرية.
كانت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع صرحت، الأربعاء، بأن الصادرات المصرية سجلت نموًا بأكثر من 15% في أول شهرين من 2022، مشيرة إلى أن التوترات الجيوسياسية قد تؤثر على حجم الصادرات المصرية في 2022، إلا أن التأثير قد يكون إيجابيًا.
وقالت الوزيرة إن التبادل التجاري بين مصر وكل من روسيا وأوكرانيا سيخضع للمتغيرات الراهنة، والتي قد تطرأ نتيجة لأوضاع العملية العسكرية القائمة.
توقعات ارتفاع أسعار الغذاء
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، في بيان الجمعة، من ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية، والأعلاف، بما يتراوح بين 8 و20% نتيجة للحرب الدائرة في أوكرانيا.
وأشارت "الفاو" إلى أن ذلك سيؤدي إلى قفزة في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في شتى أنحاء العالم.
وقالت المنظمة الدولية في تقييم أولي للهجوم الروسي على أوكرانيا، إنه لم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا ستكون قادرة على جني المحاصيل، إذا طال أمد الصراع إلى جانب حالة من عدم اليقين تحيط أيضاً بصادرات الغذاء الروسية.
وذكرت "الفاو" أن روسيا أكبر مُصدر للقمح في العالم، بينما تأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة، وتوفران معاً 19% من الإمدادات العالمية من الشعير، و14% من إمدادات القمح و4% من الذرة، وهو ما يشكل أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن 50 دولة، العديد منها من بين أفقر دول العالم، تعتمد على روسيا وأوكرانيا في 30% على الأكثر من إمدادات القمح، وبالتالي ستكون معرضة بشكل خاص للأزمة.
وكانت أوكرانيا قررت حظر تصدير القمح والشوفان وغيرهما من المواد الغذائية الأساسية التي تعتبر ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية.
ودخلت تجارة المحاصيل العالمية في حالة من الفوضى، حيث أغلقت الحرب موانئ أوكرانيا، وتركت العقوبات المفروضة على روسيا، التجار والبنوك، ومالكي السفن قلقين من ممارسة الأعمال التجارية هناك.
وحتى قبل الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أسعار المواد الغذائية في حالة ارتفاع بالفعل بسبب طقس المحاصيل غير الملائم، إضافة إلى أزمة الطاقة، والأسمدة باهظة الثمن.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز