4 حلول مصرية للتغلب على أزمة القمح الروسي.. الكسافا والكينو أبرزها
لا تزال حالة القلق على رغيف الخبز تنتاب قطاعات عديدة من الشعب المصري، رغم وسائل الطمأنة التي أطلقتها الحكومة المصرية مؤخرا.
وخلال الـ 11 شهرا الأولى من 2021 بلغت واردات مصر من القمح نحو 2.4 مليار دولار لاستيراد 6.1 مليون طن، مقابل 2.9 مليار دولار حجم الواردات من العام الماضي خلال نفس الفترة، لاستيراد 11.8 مليون طن، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وذكر التقرير أنه خلال العام 2021 كان اعتماد مصر على القمح الروسي بنسبة 69,4% يليه القمح الأوكراني بنسبة 10,7% فالروماني 6.2%، وتلت هذه الدول الثلاث على الترتيب كل من أستراليا وفرنسا وليتوانيا والمالديف وكندا والصين وكوريا الجنوبية.
- جودة البنزين في مصر.. شركات وقود عالمية ترد على شائعات الخلط بالمنجنيز
- مصر تحول الغاز إلى وقود رئيسي.. معادلة جديدة للطاقة تراعي المناخ
وينتظر أن يصل إجمالي المزروع في مصر خلال الموسم الحالي للقمح نحو 3.6 مليون فدان، فيما قدرت الحكومة المصرية المخزون الاستراتيجي من القمح عام 2022 بأنه يكفي لمدة تسعة أشهر، وهو مخزون متواجد في الصوامع والمطاحن، إضافة إلى المنتظر توريده من الفلاحين في الموسم الزراعي هذا العام الذي يبدأ من أبريل/نيسان وينتهي في يونيو/حزيران 2022.
بدائل القمح الروسي
ولطالما احتلت مصر صدارة العالم في استيراد القمح. لكن في هذه الأثناء تزداد محاولات توفير بدائل للقمح الروسي والأوكراني.
واضطرت الهيئة العامة المصرية للسلع التموينية إلى إلغاء مناقصة دولية ثانية لشراء القمح بسبب قلة العروض وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. وقد قفز سعر طن القمح إلى أكثر من 410 دولارات مؤخرا مقابل أقل من 260 دولارا قبل أقل من 6 أشهر.
تنويع مصادر الاستيراد
في ظل ظروف الحرب الروسية الأوكرانية، فإنه لا مفر من البحث الحثيث عن عروض جديدة خارج روسيا وأوكرانيا لاستيراد القمح المطلوب من الاتحاد الأوروبي أو كندا أو الأرجنتين أو غيرها.
ومؤخرا أعلنت القاهرة أنها ستعتمد على دولة لاتفيا كمصدر جديد يمد مصر بالقمح من الخارج بعد التأكد من سلامته ومطابقته للشروط المصرية.
وتعتمد الهيئة العامة للسلع التموينية 15 دولة لاستيراد الأقماح وهي أمريكا، وكندا، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا، والأرجنتين، وروسيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وبولندا، وبلغاريا، وصربيا، والمجر، وباراجواي، وكازاخستان.
ومن البدائل المتاحة كازاخستان، والتي تصدر حوالي 5.3 مليون طن قمح سنويًا، وهي إحدى الوجهات التي تستورد منها مصر، إلا إنها يعيبها عدم امتلاكها ميناء للشحن المباشر مثل روسيا وأوكرانيا، ما يستدعى نقل القمح الى إحدى الدول المجاورة لكازاخستان من أجل شحنها إلى الموانئ المصرية. إلا أنها تتميز بانخفاض أسعار النوالين الخاصة بنقل القمح مقارنة بالأسواق البديلة، لقصر المسافة إلى مصر والتي تصل إلى نحو 5-6 أيام.
وذلك على خلاف الوضع في دول بديلة أخرى كأستراليا (صدرت 9.59 مليون طن عام 2019) والولايات المتحدة (صدرت 27.06 مليون طن عام 2019) والذي يصل زمن الشحنة منها إلى نحو 25-24 يومًا، هذا إلى جانب فرنسا ثالث مورد لمصر وفقًا لبيانات الفاو عام 2020 بإجمالي 593 ألف طن والتي تتميز بارتفاع جودة أقماحها، إلا أن أسعار الشحن المرتفعة تحد من تنافسيتها.
الشعير
يشكل اللجوء إلى البدائل المتعلقة بتوفير القمح ضرورةً ملحة، وكشف تقرير سابق لمركز البحوث الزراعية عن أن التجارب التي جرت على خلط رغيف الخبز بالشعير توصلت إلى أن أفضل نسبة للخليط هو إضافة من 15% إلى 20% من دقيق الشعير مقابل 80%: 85% من دقيق القمح، وأن هذا الخليط يحتوي على فوائد صحية وغذائية كبيرة أكثر من رغيف الخبز العادي المصنوع من القمح.
الكسافا
نبات مستخدم في أكثر من 95 دوله منها الكونغو ونيجيريا والبرازيل من أجل إنتاج دقيق بديل عن القمح، خاصة أنها شجيرات معمرة.
ويتم إضافة الكسافا بواقع 20% من وزن الرغيف بحيث يمثل القمح 80% والكسافا 20% لتعطي نفس القيمة الغذائية لرغيف القمح، بل زادت في توفير عائد اقتصادي.
ويزرع الكسافا في الأراضي الرملية ويتحمل الملوحة والجفاف والحرارة وينتج فدان الكسافا من 15 - 18 طن درنات يستخرج منه 9 أطنان دقيق يتميز بالتخزين لفترات طويله بشكل لا يتوفر لدقيق القمح العادي.
ويبلغ الإنتاج العالمي من الكسافا نحو 110-120 مليون طن تنتج إفريقياً منها 42% أمريكا الجنوبية 30% أسيا 28% و90% من هذا الإنتاج يستهلك محلياً في البلاد المنتجة وتعتبر ثاني محصول نشوي هام بعد البطاطا ويمكن خلطها بدقيق القمح وذلك بنسبة من 10% - 20% لتكوين مخلوط من الدقيق يصلح لصناعة الخبز.
الكينوا
يتطلع العالم إلى محصول الكينوا ليكون البديل الأساسي للقمح، حيث يعد من المحاصيل الهامة التي يمكن أن تقوم عليها عدد كبير من الصناعات الغذائية، وأدخل مركز البحوث الزراعية محصول الكينوا عام 2005، وتمت زراعته بمدينة نويبع في محافظة جنوب سيناء كمحصول غذائي يساهم في تقليل الفجوة الغذائية.
وأدرجت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، الكينوا ضمن المحاصيل الرئيسية التي ستلعب دورا هاما في ضمان تحقيق الأمن الغذائي خلال القرن الـ 21، وذلك نظرا لما له من قيمة غذائية مرتفعة ومقاومته الشديدة للظروف المناخية المعاكسة، يتميز بتحمله للجفاف والملوحة وينمو بنجاح في الأراضي الرملية الجديدة.
وتصل القدرة الإنتاجية للفدان نحو 1.8 طن/فدان عند الالتزام بكافة التوصيات الفنية والزراعة بالأراضي الجيدة.