على رأسها القمح.. مصر تحظر تصدير 5 سلع غذائية
حظرت مصر تصدير خمس سلع غذائية، يأتي على رأسها القمح والدقيق، لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ يوم الجمعة 11 مارس 2022.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة المصرية، الخميس، عدم السماح بتصدير العدس والمكرونة والقمح والدقيق والفول الحصى والمدشوش لمدة ثلاثة أشهر .
وذكرت الوزارة ، في بيان صحفي اليوم ، أن حظر التصدير سيكون لمدة ثلاثة أشهر من اليوم التالي لنشر الخبر في جريدة الوقائع المصرية.
كانت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، صرحت أمس الأربعاء، بأن الصادرات المصرية سجلت نموًا بأكثر من 15% في أول شهرين من 2022، مشيرة إلى أن التوترات الجيوسياسية قد تؤثر على حجم الصادرات المصرية في 2022، إلا أن التأثير قد يكون إيجابيًا.
وقالت الوزيرة إن التبادل التجاري بين مصر وكل من روسيا وأوكرانيا سيخضع للمتغيرات الراهنة، والتي قد تطرأ نتيجة لأوضاع العملية العسكرية القائمة.
وأكدت أن مصر لم تتأثر بعد بالحرب الأوكرانية الروسية نظرًا لوجود مخزون من السلع الاستراتيجية وقدرة الحكومة على إدارة الأزمة.
تأثير الحرب الروسية الأوكرانية
لا تزال حالة القلق على رغيف الخبز تنتاب قطاعات عديدة من الشعب المصري، رغم وسائل الطمأنة التي أطلقتها الحكومة المصرية مؤخرا.
وأكدت الحكومة المصرية، أن الوضع مستقر بالنسبة للقمح، ولا يوجد حاجة إلى أي شحنات إضافية على المدى القصير أو المتوسط.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المصرية، إن الحكومة تكثف العمل على استمرار توفير احتياطي استراتيجي من السلع الأساسية، وعلى رأسها القمح.
وأكد مدبولي، وفقا لبيان لمجلس الوزراء المصري، يوم الثلاثاء، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، على توفير الاعتمادات المالية المطلوبة لوزارة التموين لسرعة سداد مستحقات المزارعين الذين سيقومون بتوريد محصول القمح خلال شهر أبريل/ نيسان المقبل، مع منحهم التحفيزات اللازمة في هذا الصدد.
وخلال الـ 11 شهرا الأولى من 2021 بلغت واردات مصر من القمح نحو 2.4 مليار دولار لاستيراد 6.1 مليون طن، مقابل 2.9 مليار دولار حجم الواردات من العام الماضي خلال نفس الفترة، لاستيراد 11.8 مليون طن، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وذكر التقرير أنه خلال العام 2021 كان اعتماد مصر على القمح الروسي بنسبة 69,4% يليه القمح الأوكراني بنسبة 10,7% فالروماني 6.2%، وتلت هذه الدول الثلاث على الترتيب كل من أستراليا وفرنسا وليتوانيا والمالديف وكندا والصين وكوريا الجنوبية.
وينتظر أن يصل إجمالي المزروع في مصر خلال الموسم الحالي للقمح نحو 3.6 مليون فدان، فيما قدرت الحكومة المصرية المخزون الاستراتيجي من القمح عام 2022 بأنه يكفي لمدة تسعة أشهر، وهو مخزون متواجد في الصوامع والمطاحن، إضافة إلى المنتظر توريده من الفلاحين في الموسم الزراعي هذا العام الذي يبدأ من أبريل/نيسان وينتهي في يونيو/حزيران 2022.
بدائل القمح الروسي
ولطالما احتلت مصر صدارة العالم في استيراد القمح. لكن في هذه الأثناء تزداد محاولات توفير بدائل للقمح الروسي والأوكراني.
واضطرت الهيئة العامة المصرية للسلع التموينية إلى إلغاء مناقصة دولية ثانية لشراء القمح بسبب قلة العروض وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. وقد قفز سعر طن القمح إلى أكثر من 410 دولارات مؤخرا مقابل أقل من 260 دولارا قبل أقل من 6 أشهر.
تنويع مصادر الاستيراد
في ظل ظروف الحرب الروسية الأوكرانية، فإنه لا مفر من البحث الحثيث عن عروض جديدة خارج روسيا وأوكرانيا لاستيراد القمح المطلوب من الاتحاد الأوروبي أو كندا أو الأرجنتين أو غيرها.
ومؤخرا أعلنت القاهرة أنها ستعتمد على دولة لاتفيا كمصدر جديد يمد مصر بالقمح من الخارج بعد التأكد من سلامته ومطابقته للشروط المصرية.
وتعتمد الهيئة العامة للسلع التموينية 15 دولة لاستيراد الأقماح وهي أمريكا، وكندا، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا، والأرجنتين، وروسيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وبولندا، وبلغاريا، وصربيا، والمجر، وباراجواي، وكازاخستان.
ومن البدائل المتاحة كازاخستان، والتي تصدر حوالي 5.3 مليون طن قمح سنويًا، وهي إحدى الوجهات التي تستورد منها مصر، إلا إنها يعيبها عدم امتلاكها ميناء للشحن المباشر مثل روسيا وأوكرانيا، ما يستدعى نقل القمح الى إحدى الدول المجاورة لكازاخستان من أجل شحنها إلى الموانئ المصرية. إلا أنها تتميز بانخفاض أسعار النوالين الخاصة بنقل القمح مقارنة بالأسواق البديلة، لقصر المسافة إلى مصر والتي تصل إلى نحو 5-6 أيام.
وذلك على خلاف الوضع في دول بديلة أخرى كأستراليا (صدرت 9.59 مليون طن عام 2019) والولايات المتحدة (صدرت 27.06 مليون طن عام 2019) والذي يصل زمن الشحنة منها إلى نحو 25-24 يومًا، هذا إلى جانب فرنسا ثالث مورد لمصر وفقًا لبيانات الفاو عام 2020 بإجمالي 593 ألف طن والتي تتميز بارتفاع جودة أقماحها، إلا أن أسعار الشحن المرتفعة تحد من تنافسيتها.
aXA6IDMuMTQuMTMyLjQzIA== جزيرة ام اند امز