كوبيش يتسلم مهامه مبعوثا لليبيا.. ماذا عن ستيفاني والمسار السياسي؟
يتسلم المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا يان كوبيش، اليوم، رسميا مهام منصبه، فيما تعيش البلاد على أعتاب مرحلة جديدة قد تضع نهاية لأزمتها الحالية.
ووافق مجلس الأمن الدولي في 15 يناير/كانون الثاني الماضي، على تعيين الدبلوماسي السلوفاكي كوبيش، بعد نحو عام من شغور المنصب، إثر استقالة المبعوث السابق غسان سلامة لأسباب صحية، واستقالة البلغاري نيكولاي ملادينوف لأسباب عائلية.
مهمة صعبة
ورغم خبرة الدبلوماسي السلوفاكي الكبيرة في نزاعات الشرق الأوسط، فإن مراقبين أكدوا صعوبة مهمة المبعوث الأممي التي تأتي في وقت تمر فيه ليبيا بمنعطف وصفوه بـ"الخطير"، من سلطة تنفيذية جديدة على الأبواب، مرورا بمرتزقة تركيا لم تلتزم باتفاق جنيف، إلى مسارات اقتصادية وعسكرية لم تحط رحالها بعد.
وقال المراقبون إن المبعوث الأممي الجديد سينتظر حتى انتهاء الملتقى السياسي الليبي المنعقد في جنيف على مدار 5 أيام وما سيؤول إليه من سلطة تنفيذية جديدة، ستقود المرحلة الانتقالية بليبيا، حتى أواخر العام الجاري.
فرج ياسين المحلل السياسي الليبي قال، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المبعوث الأممي الجديد سينتظر نتائج الملتقى السياسي الليبي، مشيرًا إلى أنه سيتدخل فقط حال حدوث أي مختنق.
لقاءات سياسية
وأوضح ياسين أن المبعوث الأممي الجديد سيستبق انتهاء الحوار السياسي بإجراء لقاءات مع القوى السياسية والعسكرية في ليبيا، حتى يفهم الصورة على طبيعتها، بدلا من "النقل المشوه"، معبرًا عن أمله في أن يكون كوبيش مختلفًا عن سابقيه.
وتوقع ياسين، أن يلتقي كوبيش، القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، بالإضافة إلى تكتلات سياسية أخرى، والإعلاميين البارزين ومنظمات المجتمع المدني.
تحذير من الميليشيات
وحذر المحلل السياسي الليبي من المليشيات التي طالبت فايز السراج بتشكيل حكومة جديدة قبل أن تشكل الحكومة الوطنية الموحدة المنبثقة من الحوار السياسي، ما يعد عرقلة لمسار الحوارات من الميليشيات التابعة السراج، والتي أعلنت شبه انقلاب عسكري.
وأكد أنه لا يمكن نجاح أي حوار أو مؤتمر في ظل وجود هذه المليشيات المسلحة، مطالبًا الأمم المتحدة بأن تتدخل بقوة لوضع حد لها، وللأتراك ومرتزقتهم، حتى يستطيع محاورو طرابلس تنفيذ ما يتفق عليه من نتائج على أرض الواقع، دون خوف من سطوة هذه المليشيات.
المهمة ماضية
الباحث السياسي والحقوقي الليبي خالد الترجمان، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن استلام المبعوث الجديد يان كوبيش لن يؤثر سلبًا أو إيجابًا فيما تسعى المبعوثة الحالية ستيفاني ويليامز في تحقيقه، من تحديد شخوص السلطة التنفيذية المقبلة.
وأكد الباحث السياسي الليبي، أن ويليامز ماضية في عملها، مشيرًا إلى أنها ستستكمل ما بدأته، وستترك لكوبيش ما يمكن أن يفعله خلال المرحلة المقبلة، وهي إجراء الانتخابات المقررة أواخر العام الجاري.
ورغم تحذير الترجمان من أن المتنافسين على الرئاسي والحكومة يتمنون أن تظل هذه الحكومة عشر سنوات أخرى، فإنه ارتأى انتظار ما تسفر عنه الأيام والأشهر المقبلة والتي ستحدد مصير ليبيا.