بعد قرار المركزي الأمريكي.. تلميحات "باول" تربك الأسواق
ترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكنه أعاد تأكيد التزامه بمحاربة التضخم العنيد.
قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الأربعاء إن البنك قطع شوطا طويلا في محاربة التضخم وإن الأثر الكامل للتشديد النقدي سيظهر لاحقا، وفقا لرويترز.
جاءت تصريحات باول بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير لكنه أشار في توقعات اقتصادية جديدة إلى أن تكلفة الاقتراض سترتفع على الأرجح بواقع نصف نقطة مئوية أخرى بنهاية العام الجاري في ظل قوة الاقتصاد عن المتوقع وبطء انحسار التضخم.
بعد رفع أسعار الفائدة في آخر 10 اجتماعات متتالية، اختار صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على سعر الفائدة القياسي ثابتا، بين 5 و5.25%. وأشاروا إلى أن زيادات إضافية في الأسعار ممكنة، إذا لزم الأمر للسيطرة على الأسعار.
وأضاف باول أن جميع مسؤولي البنك تقريبا يتوقعون المزيد من رفع أسعار الفائدة هذا العام، وأشار إلى أنه حتى مع عدم اتخاذ المسؤولين قرارا بما سيفعلونه في هذا الصدد في الاجتماعات المقبلة، فإن اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لشهر يوليو تموز قد يشهد زيادة أخرى في سعر الفائدة.
وقال إن البنك ملتزم تماما بالسعي لتحقيق مستوى التضخم المستهدف عند اثنين بالمئة لكنه حذر من أن ذلك لا يزال أمامه طريق طويل.
وقال أعضاء هيئة تحديد أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي في بيان: "اللجنة ملتزمة بشدة بإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%".
يأتي قرار البنك المركزي بالتخلي عن رفع سعر الفائدة الحادي عشر على التوالي بعد يوم من إعلان وزارة العمل عن تقدم مختلط في استعادة استقرار الأسعار. ارتفعت أسعار المستهلك في مايو بنسبة 4% عن العام الماضي - وهي أقل زيادة سنوية منذ مارس/أذار 2021.
لكن الكثير من الانخفاض في التضخم الشهر الماضي نتج عن انخفاض أسعار البنزين، والتي اشتهرت بعدم انتظامها. وباستثناء الأسعار المتقلبة للطاقة والغذاء، لا يزال التضخم يسير عند 5.3% - أكثر من ضعفين ونصف ضعف هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
خبير اقتصادي: تثبيت متوقع
قال الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية النقل البحري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن قرار تثبيت أسعار الفائدة في أمريكا كان متوقعا، في ظل إشارات على تراجع موجات التضخم القوية.
بعد الإعلان تراجعت بورصة وول ستريت، على الرغم من أن الخطوة جاءت متوافقة عموما مع توقّعات الخبراء.
وتراجعت أسعار النفط 1.5% الأربعاء بعد أن توقع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) مزيدا من الزيادات في أسعار الفائدة هذا العام، مما أثار قلق الأسواق بشأن الطلب بعد ساعات فقط من إظهار بيانات حكومية زيادة كبيرة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة 1.09 دولار، أو 1.5%، عند 73.20 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.15 دولار، أو 1.7%، إلى 68.27 دولار عند التسوية.
وارتفع كلا الخامين القياسيين أكثر من 1.5% في وقت سابق من الجلسة. وزادا بأكثر من 3% في الجلسة الماضية وسط توقعات بارتفاع الطلب على الوقود بعد أن خفض البنك المركزي الصيني سعر الإقراض قصير الأجل.
ارتفعت عقود الذهب الآجلة الأكثر تداولا بنسبة 0.2% لتصل إلى 1962.10 دولار للأونصة الأربعاء بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة.
ويقول المحللون إن التوقف - الذي يأتي بعد 10 زيادات متتالية في أسعار الفائدة - عزز أسعار الذهب.
خبير مصرفي: بشرى للأسواق الناشئة
تراجع الدولار الأربعاء لكنه ارتفع عن أدنى مستوى له خلال 4 أسابيع الذي حققه في وقت سابق من الجلسة، وذلك بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار في أحدث تعاملاته 0.2% إلى 103.12 بعد أن سجل أدنى مستوياته خلال 4 أسابيع في وقت سابق من الجلسة.
الدكتور أحمد عز الدين، خبير مصري في الشئون المصرفية والسياسات النقدية، أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الاقتصادات النامية والناشئة استفادت من هدوء أسعار الفائدة في أمريكا، لأنها كانت ستضرر كثيرا في حالة رفع الفائدة، في ظل ارتباط سعر الفائدة بمخططات طرح سندات الخزانة المقومة بالعملة الأجنبية وبسعر فائدة مرتفع لجذب أكبر قدر من المستثمرين لتدبير الفجوات التمويلية لديها.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز