متحف "زايد - غاندي".. جسر التلاقي الثقافي بين الإمارات والهند
متحف "زايد - غاندي" الرقمي يحمل بين جنباته الرؤى والمبادئ المشتركة حول المحبة والوطن والقيادة الحكيمة ومحطاتها والسلام والتسامح.
يعد متحف "زايد - غاندي" ملتقى حضاريا يحتفي بالتبادل الثقافي والحوار، ويسرد حكاية التسامح والتعايش لرؤى مشتركة بين قائدين استثنائيين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي.
ويحمل متحف "زايد - غاندي" الرقمي -الذي تم افتتاحه الرسمي الإثنين في منارة السعديات بأبوظبي- بين جنباته الرؤى والمبادئ المشتركة حول المحبة والوطن والقيادة الحكيمة ومحطاتها والسلام والتسامح والإخاء في زمن تعمه الحروب والنزاعات.
وقالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية -في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"- إن "متحف (زايد - غاندي) معرض رقمي تفاعلي يتحدث ويعرض أوجه التشابه بين قائدين استثنائيين في رؤيتهما المشتركة في التسامح ونشر السلام والقيادة الحكيمة وحب الأوطان".
وأضافت أن متحف "زايد - غاندي" يهدف إلى توصيل هذه القيم والمبادئ لشريحة كبيرة من المجتمع تساعدهم على التفاعل مع محتوى المتحف الذي يعبر عن عميق العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند.
وأشارت إلى أن المتحف صمم بأسلوب يتجاوز مفهوم المعارض المعتاد -الذي يركز على السيرة الذاتية والجوانب التوثيقية- إلى ما هو أبعد لجعله ملتقى حضاريا يحتفي بالتبادل الثقافي.
ولفتت إلى أن المتحف يحتوي عبر رفد مجرياته بتكنولوجيا وأعمال فنية مصممة لفنانيين إماراتيين تجسد مفهوم المتحف الإبداعي القائم على القواسم المشتركة بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي، وتكرس المعاني المطروحة في كل ركن من أركانه فضلا عن التصاميم الداعمة الأخرى.
من جانبه، قال زكي أنور نسيبة وزير دولة في الإمارات، في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات "وام": "إن متحف (زايد - غاندي) يجمع رؤى مشتركة بين شخصيتيين تاريخيتيين تركا بصمة خالدة وصنعا تاريخا جديدا لبلديهما.. غاندي الشخصية العالمية الإنسانية الذي استطاع أن يخرج من بلاده الهند من ظلال الاستعمار وأن يؤسس دولة تعايش وتسامح ما بين أديانها وأطيافها المختلفة والشيخ زايد استطاع أن يبني على رمال الخليج دولة متميزة ما بين دول العالم".
وأضاف زكي نسيبة أن متحف "زايد - غاندي" معرض رقمي يتزامن مع احتفاء دولة الإمارات بالتسامح ويستحق بالفعل الزيارة، لأنه يحتفي بالقيم الإنسانية للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي.
واطلعت وكالة أنباء الإمارات "وام" خلال جولة إعلامية نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، الثلاثاء، بحضور نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية على أقسام المحتف ومكانة هذا المعرض الثقافي والحضاري الذي يعد فرصة متميزة أمام الجمهور متنوع الأطياف والثقافات في دولة الإمارات.
وتضمنت الجولة في متحف "زايد - غاندي" الرقمي ست مناطق وهي الحكم والحكمة، حيث يركز هذا الركن على الوطن والقيادة والمعاني الخاصة بهذين الجانبين اللذين جمعا بين شخصيتي الإنسان الملهم والقائد المتناغم مع قيمه ومبادئة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من موقعه كمؤسس وباني دولة الإمارات ومهاتما غاندي كسياسي بارز وزعيم روحي للهند خلال حركة الاستقلال، كلاهما رأى القيادة واجبا وخدمة وطن.
كما يعرض في ركن الحكم والحكمة شاشة رقمية على شكل هندسي تعرض المبادئ المشتركة لنهج القيادة عند الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي، وهي أسلوب الأبواب المفتوحة والتشاور والتوسط وحل النزاعات ووضع الصالح العام في أعلى سلم الأولويات واعتماد مبدأ الشعب أولا واستشراف المستقبل وبناء الأوطان آمنة ومزدهرة، كما يسلط في هذا الركن الضوء على ما يميز كلا منهما في هذا السياق من خلال كتب معروضة وفيديوهات توثيقية تعرض مسيرة الاتحاد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومسيرة الملح في الهند.
أما ركن سلطة العطاء فيركز على أهمية الناس والمجتمع في منهج القائدين الإنسانيين، ويقوم مفهوم القيادة عند الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي على مبادئ الإنسانية والخير والعطاء، وقد أثر كلاهما بعمق في حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم من خلال قيم التعاطف والتراحم.
ويركز ركن "دعاة سلام" على السلام وقيم التسامح، وهي مرتكزات أساسية في نهج كل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي، حيث ركز كل منهما بصورة كبيرة على تحقيق الخير للصالح العام.
تبنى القائدان الإصلاح والتغيير وامتلكا الحكمة والدراية لتسخير الإمكانات وتوحيد الكلمة في سبيل تحقيق الرؤى والتطلعات، ودعا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي إلى السلام في المحافل الدولية وفي كل مناسبة متاحة وعملا بصدق في سبيل تحقيق السلام للشعوب والأوطان.
ويستكشف الزوار معاني التسامح والسلام بالنسبة إليهم عبر تجربة تفاعلية من خلال عمل الفنان الإماراتي التشكيلي المتميز المعروض في ركن "دعاة السلام" تحت عنوان "قبة الاتحاد" عبارة عن قبة مظلمة بداخلها مجموعة من الأضواء تتوسطها كرة مضيئة تمثل القائد، تتمحور حولها إضاءات ترمز إلى أبناء الشعب متجهة نحو القائد لتكون دولة.
واستكمالا لركن "دعاة السلام" يأتي استبيان للزوار عبر تساؤل حول ماذا يعني لكم مفهوم التسامح؟ يضم عشر عبارات منها التعايش والعطاء والتآلف والاحترام والإنسانية والتواصل والتفاهم والتعاون والحوار والانفتاح في النهاية تتكون لنا رؤية لمفهوم معنى التسامح.
ويجسد ركن حصاد التغيير، وهو التغيير نحو الأفضل على صعيد الأمة ومستقبل الوطن، لكل من الشيخ زايد ومهاتما غاندي قيم التسامح في كل ما قاما به وبذلا أصدق الجهود من أجل إحلال السلام، حيث أقاما علاقات طيبة مع باقي الشعوب ومدا جسور المحبة أينما ذهبا كل ذلك في سبيل تحقيق عالم متعايش يحيا فيه البشر بسلام ووئام.
ويتعرف الجمهور خلال زيارته ركن قوة الكلمة من خلال اللافتات المعلقة على أهمية الكلمة عند الشيخ زايد والمهاتما غاندي.. الشيخ زايد في المقام الأول هو إنسان مرهف وشاعر، وحكيم قريب من الناس، فقد سطّر بكلماته ملاحم ودروسا للأجيال المتعاقبة.. أما مهاتما غاندي فقد عرف بقوة كلمته تكلم وكتب وألف فترك للتاريخ مجموعة لا تنسى من الأقوال الملهمة.
لقد أدرك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكذلك مهاتما غاندي قدرة الكلمات على التأثير، وأهمية فن تجسيد الأفكار وصياغتها.. فعبرا بالكلمة عن إخلاصهما لقيمهما، وشاركا وجهات النظر مع شعبيهما.
ويتناول ركن صون الطبيعة قيم احترام وحماية الأصول الطبيعية والتراثية عند الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي.. لقد تبنى كل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي مفهوم الاستدامة، ورسخا قيمة التوازن طوال حياتهما.
ويسلط هذا الركن الضوء على جهود حفظ الأصول الطبيعية والمفردات التراثية والاعتزاز بالبيئة سواء الطبيعية أو الثقافية الحضارية التي بذلت من قبلهما بغية تحقيق سعادة الإنسان وإيجاد التوازن في عالمنا لنا ولأجيالنا القادمة.
ويعرض الفنان الإماراتي خالد الشعفار خلال مشاركته في ركن "صون الطبيعة" عملا فنيا مستوحى من عناصر طبيعية، وهو عبارة عن تصميم معماري له سقف عالي يوضح مفهوم الاستدامة لدى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومهاتما غاندي، ويحفز من خلاله زواره على التفكير في أهمية صون الأصول الطبيعة والثقافية لنا وللأجيال القادمة.
ويتمحور العمل الفني حول الرمل الذي يعبر عن حلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء وطن وعن تحقق هذا الحلم والملح الذي يعبر عن الكفاح السلمي الذي قاده المهاتما غاندي واستطاع به تحقيق استقلال بلاده.
كما يقع في وسط المتحف "المجلس" الذي يرمز الى الفضاء التشاركي الذي يجمع الناس للحوار وتبادل الأفكار وشكل من أشكال التواصل مع الثقافات الأخرى، فيما تتصدر لوحة الفنانة الإماراتية أشواق عبدالله المتحف، حيث قامت برسم لوحة كبيرة متميزة تجمع بين الحضارتين الإماراتية والهندية وتومئ إلى سمات التواضع والإنسانية والحكمة للقائدين الشيخ زايد ومهاتما غاندي.
وتقام على هامش المتحف مجموعة من الفعاليات وورش العمل الثقافية التي تعبر عن عميق العلاقات الثقافية بين البلدين، كما سيتم أيام الجمعة عرض فيلم وثائقي عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وفيلم مهاتما غاندي.
ويفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور اعتبارا من الثلاثاء حتى 29 مارس/آذار 2019 من التاسعة صباحا حتى الثامنة مساء عدا أيام الجمعة من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء.
ويوظف المتحف تقنيات الوسائط المتعددة بصورة إبداعية عبر محتوى تفاعلي من صور ومقاطع فيديو، يمثل حياة القائدين ويستذكر ما قدماه من إنجازات.