مثقفون: "ثورة ١٩١٩" حركة شعبية خالصة أنتَجتها عوامل اجتماعية وسياسية
الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية يقول إن ثورة ١٩١٩ كانت حركة شعبية خالصة تماماً من الوجود العسكري.
قال الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية إن ثورة ١٩١٩ كانت حركة شعبية خالصة تماماً من الوجود العسكري، إذ خرج المصريون إلى الشوارع في القاهرة ثم انتقلت الاحتجاجات إلى كل مكان في مصر.
وأضاف أن الثورة استطاعت إحراج الاحتلال البريطاني، حيث ضرب المصريون مثالاً رائعاً من خلال التظاهر السلمي والإضراب والعصيان المدني، بشكل لم يحدث في البلاد من قبل، محدداً أهم مميزات الثورة في إظهار الوحدة الوطنية، وإحياء الفكر الليبرالي الإنساني.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي"ثورة ١٩١٩ بعد مائة عام" والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية من 16 إلى 18 مارس/آذار الجاري في دار الأوبرا، بحضور 85 باحث من مصر والأردن ولبنان والمغرب وفرنسا.
من جانبه أفاد الدكتور سمير مرقص بأن هناك ملامح عدّة شهدها المجتمع المصري قبل ثورة ١٩١٩، يمكن تلخيصها في عشرة بنود أساسية وهي حصار الحريات، التعالي على الإثني، نهب ثروات مصر، تعطيل الدستور، الفتنة، فضلاً عن التفتيش والتدويل وحصار الرأسمالية الصناعية، والضرائب، وإغراق البلاد بالديون، وتكنيكات الإفساد والترويع والمناورة.
وأردف مرقصأن: "مصر عاشت حالة من الكبت الاستعمارى، فقد كان اللورد كرومر يصف مجتمعها بأنه مجموعة عرقيات مختلفة ولابد من تفتيتها وإنهاك البلاد بالضرائب وإغراقها في الديون، إضافة إلى حصار الحريات ومعاملة المصريين بِترفعٍ وتعالٍ"، مشيراً إلى نهب الثروات المصرية متمثلة في تصدير القطن المصري إلى دولة الاحتلال.
من جانبها قالت الدكتورة لطيفة سالم أستاذ التاريخ الحديث، إن الثورة كانت كامنة في نفوس المصريين منذ الثورة العرابية، مروراً ببداية الحرب العالمية الأولى في ١٩١٤ وحتى بعد نهايتها سنة ١٩١٨، مؤكدةً أن موقف مصر كان الوقوف على الحياد في هذه الحرب، ولكن تضافرت عوامل بغية توريطها في مساندة الاحتلال البريطاني.
وتابعت:"الملامح الأساسية لهذه الفترة تتلخص في تدهور اجتماعي ترجمه تكثيف الرقابة على الصحف، وفرض قانون التجمهر وإغلاق المقاهي الشعبية، التي شكّلت المتنفس الوحيد للمصريين في ذاك الوقت، إضافة إلى تطبيق الأحكام العرفية".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA==
جزيرة ام اند امز