طارق العلي: المسرح متعتي والجمهور جائزتي
طارق العلي الذي لا يتوقف عن مشاكسة الجمهور بابتسامته الخفيفة، لا يغيب عن حضور مهرجانات المسرح سواء داخل الكويت أو خارجها.
"الضحك أفضل دواء للقلب"، شعار طالما حمله الفنان الكويتي طارق العلي في حله وترحاله، ويجسده من خلال أعماله المسرحية والسينمائية وحتى التلفزيونية.
يبدو أن تقديم الكوميديا الهادفة شغف بالنسبة لطارق العلي، الذي اعتاد التنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي، لتقديم مسرحياته الكوميدية، وآخرها "ولد بطنها" ومن قبلها "قلب للبيع" التي حققت نجاحاً لافتاً في الكويت ودول الخليج.
طارق العلي الذي لا يتوقف عن مشاكسة الجمهور بابتسامته الخفيفة، لا يغيب عن حضور مهرجانات المسرح سواء داخل الكويت أم خارجها، التي تعود أن يحل عليها ضيفاً كريماً، من أجل تشجيع زملائه، والاطلاع على ما يقدمونه من أعمال جديدة، تغذي أبو الفنون، ورغم ذلك فهو يؤكد أن "المسرح التجاري في الكويت أصبح جاذباً للشباب أكثر من المهرجانات، وذلك بسبب استمرار عروضه على مدار العام"، مشيراً إلى أن الجمهور هو جائزته الحقيقية، وأنه يجد متعته داخل المسرح.
يقول العلي الذي يعد واحداً من رواد المسرح التجاري في الكويت والخليج: "معظم العروض المشاركة في المهرجانات تقوم عادة على مبدأ المكافأة، في حين أن العمل في المسرح التجاري مختلف تماماً، حيث عروضه المستمرة على مدار العام تؤمن لنجوم العرض انفتاحاً على الجمهور بشكل عام، ولا تكون محصورة في شريحة واحدة، اعتادت التواجد في مهرجانات المسرح فقط".
ويضيف العلي: "في الكويت لدينا مسرح تجاري ثابت، ومنتشر، وهو ما حفز على تكاثر العروض التجارية على الساحة، خصوصاً أن الجمهور يتطلع إلى العروض التي يمكنها أن ترسم الابتسامة على وجهه".
أجواء الكآبة
صاحب مسرحية "قلب للبيع" يشير إلى أن معظم "المهرجانات المسرحية تغلب عليها أجواء الكآبة"، مبرراً ذلك بقوله: "إن طبيعة العروض المقدمة على خشباتها تفرض هذه الأجواء".
يقول: "أعتقد أن هذه الأعمال فيها تركيز على الألم والهم الإنساني، وهذا بلا شك أمر مطلوب لأن المسرح يعد أبا الفنون، ومرآة المجتمع، ولكن في النهاية الجمهور يبحث عن العروض التي تخرجه من الأجواء الكئيبة ويجد نفسه في المسرح الكوميدي، الذي يمكن فيه أن نتوقع أي شيء، لقدرة هذا المسرح على طرح القضايا المجتمعية وانتقادها بطريقة جميلة، تمتاز بخفة الظل وسهولة الوصول للجمهور".
مسرح محتشم
طارق العلي الذي يقوم حالياً بالتحضير لدرجة الدكتوراه، في "الارتجال والخروج عن النص" في جامعة الإسكندرية، يبيّن في حديثه أن متعته الحقيقية في المسرح، رغم أنه يعمل أحياناً في السينما.
يؤكد العلي قائلاً: "أجد متعتي في المسرح، وجائزتي الحقيقية هي الجمهور، ولذلك لا أنظر إلى الجوائز التي تنظمها المؤسسات سواء في الكويت أو خارجها، لأنني لا أريد أن أظلم وأفضل أن أبقى دائماً مع جمهوري، خصوصاً أنني لست معتاداً على المشاركة في المهرجانات المسرحية، بسبب ارتباطاتي الدائمة بعروضي الخاصة".
ويتابع: "من خلال تجربتي يمكنني القول إن المسرح الجماهيري مختلف تماماً عن المهرجانات المسرحية، والعروض الكوميدية فيه متوازنه تخلو من الإبهارات، وهو ما يجعلها ناجحة".
يرى العلي المسرح الكويتي والخليجي بشكل عام مسرحاً محافظاً ومحتشماً في نصوصه وعروضه، وانتقاء الألفاظ، مقارنة مع المسرح العالمي، ويضيف: "على الرغم من أن العروض التي نقدمها على الخشبة تحمل بين طياتها انتقاداً للمجتمع فإنها تتسم بكونها محتشمة، لأن هذه العروض تقبل عليها العائلات، ونحن لا نقبل أن يتم خدشها بأي لفظ أو مشهد".
خميس وجمعة
سينمائياً، قدم العلي بالتعاون مع الممثل الإماراتي عبدالله زيد، أخيراً فيلمه "خميس وجمعة" والذي نجح في اقتناص محبة الجمهور، بعد أن حمل الفيلم وجبة دسمة من الضحك والكوميديا.
يقول العلي: "فكرة الفيلم للمنتج عيسى العلوي، وعندما قرأت السيناريو الذي أعده عاطف عبدالدايم، أعجبت بطبيعة الشخصيات التي يطرحها، والمرحلة العمرية التي يتناولها، إلى جانب الصداقة التي تنشأ بين كبار السن. وهذه ليست المرة الأولى التي أجسد فيها دور رجل كبير السن، إذ سبق أن جسدته في العديد من أعمالي، مثل مسرحيات (ألفين) و(الفلتة) و(الفصلة)، وبالتالي فالشخصية لم تكن صعبة".