لا بد من الاعتراف أن التوافق بين دول الشرق الأوسط والعالم الغربي ليس كله على ما يرام، فهناك الكثير من مناطق الاختلاف.
لنعد إلى التاريخ قليلا باحثين عن التحولات التي استهدفت فيها المنطقة العربية والتي اعتمدت على استراتيجيات تم صياغتها في أكبر دول الغرب بجانب معظم دول أوروبا، أما التنفيذ فقد أسند إلى منظمات متعددة وإلى دول بعينها أصبحت محطات لتنفذ تلك الاستراتيجيات، وهنا السؤال الأهم: ما هذه الاستراتيجيات؟ وماذا تستهدف؟
لا بد من الاعتراف أن التوافق بين دول الشرق الأوسط والعالم الغربي ليس كله على ما يرام، فهناك الكثير من مناطق الاختلاف التي لا يمكن لدول في الشرق الأوسط أن تتجاوزها، فهذه المنطقة تسودها مناطق نزاع مع الغرب وتمثله إسرائيل في المنطقة، حيث يعتبر الغرب أن النموذج الإسرائيلي محور مهم في المنطقة في تلقي الدعم العسكري والاقتصادي، لذلك فإن حماية الغرب لإسرائيل في الشرق الأوسط أحد القيم الثابتة لدى معظم الحكومات الغربية دون تمييز.
نحن بلا شك أقرب فهما لفرضية (لنا النفط ولكم الإسلام السياسي) وتلك الموجة الكبرى التي دعمها محافظون جدد انتشروا في أمريكا وأوروبا بشكل كبير خلال العقود الماضية، هكذا يحاول الغرب استهداف المنطقة بفرضية ظل يعمل على تحقيقها لسنواتفي المقابل تؤمن دول الشرق الأوسط وتحديدا الدول العربية الكبرى إيمانا قاطعا بقيم سياسية راسخة، مثل القضية الفلسطينية وحق أهلها بدولة مستقلة، وكذلك الاستقرار العربي ورفض الاحتلال ورفض التأجيج في المنطقة واستغلال ثرواتها بطرق سلبية، في المقابل نشأت في العالم الغربي وتحديدا في أمريكا وعبر مجموعة من الرؤساء ابتداء من ريغان وحتى أوباما عقائد تختلف في المسميات ولكنها تتفق في الهدف والنتيجة.
تحالف الرئيس الأمريكي رونالد ريغان مع الجهاديين في أفغانستان واستقبلهم في البيت الأبيض، وانتشرت هذه العقيدة عبر الكثير من دول أوروبا من خلال أمريكا، حيث اتفق الجميع على الموافقة على وصول الإسلام السياسي إلى قيادة بعض دول الشرق الأوسط، وهذا ما تم محاولة تطبيقه من خلال ما سمي بالربيع العربي والفوضى الخلاقة.
كانت كلمة السر في هذه العقائد كلها والتي وضعت عنوانا للشرق الأوسط (لنا النفط ولكم الإسلام السياسي) كل الفوضى التي نراها اليوم، كانت خلفها هذه العبارة من خلال موجة صمم أبعادها الغرب الذي لا يزال وحتى اليوم يؤمن أن معالجة المنطقة وقضاياها تعتمد الإبقاء على مقومات التخلف في المنطقة، من خلال تعزيز الإيديولوجيات المتناحرة، وخداع المجتمعات بالصحوة الدينية.
اليوم وفي هذا التوقيت وبعد موجات ما يسمى بالربيع العربي نحن بلا شك أقرب فهما لفرضية (لنا النفط ولكم الإسلام السياسي) وتلك الموجة الكبرى التي دعمها محافظون جدد انتشروا في أمريكا وأوروبا بشكل كبير خلال العقود الماضية، هكذا يحاول الغرب استهداف المنطقة بفرضية ظل يعمل على تحقيقها لسنوات وسوف يظل يدعم ذلك لسنوات مقبلة أيضا، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد لمقاومة تلك العقائد الغربية من خلال سياسات تعتمد على عنصر المفاجئة والصبر أمام المواقف والمحن، والتفكير بطرق سياسية ماهرة وماكرة، فالقادم لن يكون سهلا، بل من المحتمل أن يكون الأصعب في تاريخ منطقتنا سياسيا واقتصاديا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة