سرقة متحف دريسدن.. يوم مرير للتراث في تاريخ الثقافة الألمانية

وسائل الإعلام الألمانية تقول إن الخسائر تتجاوز مئات الملايين من اليورو، لكن مديرة مجموعات الفنون في دريسدن، تؤكد استحالة تقدير قيمتها

يحتل متحف "ذا جرين فاولت" في مدينة دريسدن، الذي تعرض للسرقة صباح الإثنين، مكانة كبيرة في التاريخ الألماني للقيمة التاريخية الكبيرة لمقتنياته.

أنشئ المتحف بأمر من أمير سكسونيا، أوجوست القوي، (1670 - 1733) خلال الفترة منذ عام 1723 حتى عام 1730.

وتتوزع المعروضات داخل المتحفين بين قسمين، ويوجد القسم التاريخي في الدور الأرضي للقصر المقام به المتحف، ويضم اليوم نحو 4000 قطعة من الذهب والأحجار الكريمة وغيرها من المواد المعروضة في القصر التاريخي.

نال "ذا جرين فاولت" اسمه من الأعمدة ذات الألوان الخضراء والديكور في بعض غرفه التي تشمل كنوزا تتميز بالجواهر والعاج والفضة والعنبر وغيرها من الأشياء.

من بين أبرز كنوز هذا المتحف الأكثر قيمة، الماسة الخضراء التي يبلغ وزنها 41 قيراطا والتي تسمى ماسة "دريسدن جرين" والتي تعرض حاليا في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك.

كما يضم المتحف أيضا تمثالا يبلغ حجمه 25 بوصة مرصعا بالزمرد، فضلا عن 648 قيراطا من الياقوت أهداها ملك روسيا بيتر الأول لألمانيا.

ويأتي بين العناصر القيمة الأخرى نموذج مرصع بالجواهر من ثروات أورنجزيب، حاكم الهند المغولية.

ونظرا لما يحويه المتحف من كنوز لا تقدر بثمن تم تزويد المتحف بنظام أمني قوي، دفعت مدير المتحف آنذاك مارتن روث في مقابلة لأن يقول إن "ذا جرين فاولت" مكان آمن، مشبها إياه بقلعة "فورت نوكس"، مبنى خزانة سبائك الإيداع الأمريكية.

ورغم هذه الحماية الهائلة تمكن اللصوص وفقا لصحيفة "بيلد" الألمانية من سرقته في الساعة الخامسة صباحا.

وذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن الخسائر الناجمة عن عملية السطو تتجاوز مئات الملايين من اليورو، لكن مديرة مجموعات الفنون الحكومية في دريسدن، ماريون أكرمان، أكدت استحالة تقدير قيمة المسروقات.

وقالت: "لا يمكننا تقييمها لأن من المستحيل بيعها"، وناشدت اللصوص عدم تقسيم المجموعات إلى قطع، مؤكدة أن "القيمة المادية للمسروقات لا تعكس المعنى التاريخي".

من جانبه، قال حاكم ولاية سكسونيا، إن الكنوز الموجودة في القبو يحتوي على قطع تم جمعها على مدى مئات السنين.

وقال وزير داخلية ساكسونيا، رولاند فولر، للصحفيين: "هذا يوم مرير للتراث الثقافي لساكسونيا، اللصوص سرقوا الكنوز الثقافية التي لا تقدر بثمن".

وأشار فولر إلى أن الشرطة كونت بالفعل فريقا خاصا من المحققين لمتابعة القضية.

وأكد بالقول: "سنفعل كل ما بوسعنا ليس فقط لإعادة الكنوز الثقافية، ولكن للقبض على الجناة".