على مدى السنوات العشر الماضية، حقق البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" التحول الكامل من مفهوم إلى عمل ميداني، ومن رؤية إلى واقع،
وأصبح منتجا عاما دوليا شعبيا ومنصة مهمة للتعاون الدولي، مع أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية تنضم إلى عائلة كبيرة للمبادرة، التي حظيت إنجازاتها بإشادة واسعة النطاق من قبل العديد من الشركاء.
ومن أجل مواصلة تنسيق وتنفيذ تنمية "الحزام والطريق"، نشر المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض باسم "مبادرة الحزام والطريق: ركيزة رئيسية لمجتمع المستقبل المشترك للبشرية" يوم 10 أكتوبر.
وعقد منتدى "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي خلال يومي 17 و18 أكتوبر، وخلال هذا الحدث العظيم، تعقد ثلاثة منتديات رفيعة المستوى تركز على الترابط والتواصل، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي. كما تعقد ستة منتديات مواضيعية بالتوازي. وبالإضافة إلى ذلك، يعقد أيضا مؤتمر رواد الأعمال في إطار "الحزام والطريق" خلال المنتدى. كل هذه من أجل ربط الدول المشاركة معا لتعزيز التنمية المنسقة وتنفيذ مجتمع مصير مشترك للبشرية بشكل فعال.
البنية التحتية هي الشكل الفعال للتعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق. استاد لوسيل في قطر، والعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومشروع البحر الأحمر بالسعودية لبناء بطاريات تخزين الطاقة... أصبحت العديد من مشاريع المبادرة التي تم بناؤها بمشاركة الشركات الصينية مباني بارزة في مناطق عدة من العالم، ما يضخ زخما قويا في تنمية البلدان ويحسن بشكل فعال مستويات معيشة الشعوب. ووفقا لتقرير البنك الدولي، إذا تم تنفيذ جميع مشاريع البنية التحتية للنقل في إطار "الحزام والطريق"، فمن المتوقع أن تولد 1.6 تريليون دولار من الفوائد للعالم، وانتشال عشرات الملايين من الناس من الفقر بحلول عام 2030. لدى الاستثمار في البنية التحتية لـ"الحزام والطريق" آفاق واسعة، ما يعزز نمو الاستثمار والاقتصاد والتوظيف للصين والدول المشاركة.
التعاون الاقتصادي هو الداعم للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق". باعتبارها "المصنع العالمي" و"السوق العالمية"، تولي الصين أهمية كبيرة لتنفيذ الاتفاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية أو المتعددة الأطراف التي تم التوصل إليها مع الدول الأخرى، وتعزز المنافسة العادلة والتنمية التجارية المتوازنة بنشاط، لبناء مستوى أعلى من القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية بشكل مشترك.
في إطار "الحزام والطريق"، تستفيد الدول المشاركة من مواردها وخصائصها المختلفة، وتشكل تخطيطا أكثر تنوعا لسلاسل الصناعات من خلال تكامل الموارد، وربط الصناعات، وتقسيم التعاون العملي، ما يحسن الفوائد الاقتصادية العالمية. في السنوات الـ10 الماضية، حققت مبادرة "الحزام والطريق" إنجازات ملحوظة، حيث شكلت أكثر من 3000 مشروع تعاون، ودفعت تريليونات الدولارات من الاستثمارات، ما يعزز التحديث الصناعي والتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية بين الدول المختلفة. وبالإضافة إلى الصناعات التقليدية، يقوم شركاء المبادرة بنشاط بالتعاون الدولي في مختلف المجالات، حيث تعزز سياسات مثل طريق الحرير الرقمي، ومناطق التجارة الحرة التجريبية، والجمارك، والضرائب، وإلخ تحرير التجارة والاستثمارات وتسهيلهما، وتساعد في مستوى أعلى من الانفتاح.
وتعتبر التبادلات الثقافية حجر الزاوية في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". في يوم 15 مارس 2023، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة "مبادرة الحضارة العالمية"، والتي توفر حلول صينية لتعزيز التبادلات الحضارية ودفع تقدم الحضارة الإنسانية. وباعتبارها منصة عملية مهمة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، تتبع مبادرة "الحزام والطريق" قانون التنمية الحضارية، وتوحد القوة المشتركة لتعزيز القيم والإنجازات الحضارية المشتركة.
واعتبارا من نهاية يونيو 2023، وقعت الصين وثائق تعاون في مجال الثقافة والسياحة مع 144 دولة مشتركة، واتفاقيات بشأن الاعتراف المتبادل بمؤهلات التعليم العالي مع 45 دولة ومنطقة مشتركة، وطورت تحالف التعاون لمراكز الأبحاث "الحزام والطريق" ما مجموعه 122 شريكا في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، كما استمرت حمى اللغة الصينية في الدول العربية... إن المجتمع الإنساني المنفتح والشامل والمتبادل يرسم آفاقا جديدة لحضارة "الحزام والطريق".
ويرسم التعاون متعدد المجالات مخططا لـ"الحزام والطريق". في الزراعة والصحة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وغيرها من المجالات، تلتزم الدول المشاركة بمبادئ التشاور والتشارك والتنافع، وفلسفة التعاون المفتوح والأخضر والنظيف، وأهداف التنمية ذات المعايير العالية والاستدامة، ما يسعي إلى تعزيز البناء المشترك عالي الجودة لـ"الحزام والطريق" على نطاق أوسع ومستوى أعلى، وتواصل التحرك نحو هدف التنمية والازدهار المشتركين. ومن بينها، أصبح طريق الحرير الأخضر من أبرز نقاط "الحزام والطريق". كل من مشاريع الطاقة النظيفة، والبنية التحتية الخضراء، والاستثمار والتمويل الأخضر، يرسى بنشاط خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة، ويساعد في بناء عالي الجودة وتنفيذ استراتيجية "التداول المزدوج".
كنقطة انطلاق جديدة، يصل منتدى "الحزام والطريق" الثالث للتعاون الدولي إلى نتائج مثمرة، بما في ذلك وثائق ومبادرات وآليات التعاون، فضلا عن المشاريع والتمويل وغيرهاـ على منصة التعاون لـ"الحزام والطريق"، تم التقدم بشكل مطرد في المشاريع، وتحسن التعاون التجاري من حيث الجودة والعدد، والتبادلات الحضارية ذات نتائج ملحوظة. كل هذا يعزز التنمية المستدامة للدول المشاركة باستمرار، لتسير معا على الطريق الواسع، وتكتب فصلا جديدا لطريق الحرير المتمثل في التقارب بين الشعوب، والتبادل بين الحضارات للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الدول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة