لو نظرنا لواقعنا في الوطن العربي وما يحدث في الساحه السياسية سنرى أننا أصبحنا غارقين في جهل وحروب طائفية في كل مكان وسفك دماء
لو نظرنا لواقعنا في الوطن العربي وما يحدث في الساحه السياسية سنرى أننا أصبحنا غارقين في جهل وحروب طائفية في كل مكان سفك دماء وانتهاك لما حرم الله.
هل ما يحدث في وطننا العربي في هذه الفترة السوداء من الزمن هي نتاج لخطابات زائفة باسم الدين وشعارات رنانة تحت اسم الحرية؟.. ربما من أطلق هذه الشعارات لم يقرأ التاريخ بتمعن أو ربما أطلقوا هذه الشعارات لخدمة أحزابهم وتنظيماتهم أو ربما دمى يحركها الغير ليكونوا حطباً لهذه الأحداث.
لنعود بالتاريخ إلى الوراء قليلاً..
قبل أربعة قرون كانت أوروبا على صفيح ساخن بسبب حكم الكنيسة، وأصبح الخطاب الديني هو كل تفاصيل حياة الفرد، وفرضت الكنيسة الوصاية الطاغية على كل ما لم يكن في دائرة اختصاصها، وحاسبت الناس على كل ما يتعلق بحياتهم الشخصية، بل وصلت إلى محاسبتهم على أفكارهم.
لم تنتهِ عند هذا الحد بل وصل الجهل أن تحاكم الحيوانات وتُعاقب مثل البشر تماما، فكان أمراً عادياً جدا ويتقبله البشر أن يُعدم عصفور لثرثرته في الكنيسة، وأدى هذا الجهل في تلك العصور الجاهلية من حكم أوروبا لحرب استمرت ثلاثين عاماً.
من عام 1618 إلى عام 1648 نشبت صراعات طائفية بين البروتستانت والكاثوليك، ودمرت الحرب كل شيء، وأهلكت ربع سكان أوروبا وانخفض عدد سكان ألمانيا بنسبة 30%.
يقول المؤرخون إن 18.000 قرية أبيدت، وثلث المدن الألمانية أبيدت بكامل محتواها، ولَك أن تتخيل أخي القارئ ما أدت له هذه الحرب من فقر ومجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض في تلك الفترة من الزمن.
وفي عصرنا الحاضر أتى لنا أشخاص لا نعلم من أين جاؤونا، يتمتعون بسلطة مطلقة على أتباعهم، يحاكمون ويقرّون بذبح هذا، ولهم طرق عديده في تنفيذ أحكامهم وسجن ذاك وبتْر أطراف ذلك الشخص لأنه لم يتبع تعليماتهم.. يدّعون أنهم مختارون من الله لتطبيق الشرع، وهم أبعد ما يكونون عن الدين.
إن المجازر والحروب الطائفية البشعة من حولنا تستوجب التفاهم وإعادة النظر فيما يحدث في وطننا العربي، وأن نتكاتف لترتيب هذه الأوراق المبعثرة ونبحث من جديد عن مَخْرج من هذه الكوارث التي نعيشها وسببها الشعارات الزائفة باسم الدين والحريات، والتي أدت إلى انهيار بعض الدول العربية التي كنّا في يوماً ما نتفاخر بها في كل نواحي الحياة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة