والحقيقة هي أن تيلرسون، وأزلامه في شركته، واصلوا بتهور اتباع سياسات تفاقم التغير المناخي.
قرار ترامب تعيين ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية يعني وضع أحد أكبر المسؤولين عن أزمة المناخ في موقع يمكنه من توسيع نهب مكامن الوقود الأحفوري عبر الكرة الأرضية.
وقد كان تيلرسون، والمسؤولون في شركة «إكسون موبيل» يعملون بجهد كبير من أجل الترويج لكذبة أن رئيس هذه الشركة يقبل حقيقة أن التغير المناخي هو من صنع الإنسان. وساهمت وسائل إعلام في نشر هذه الأكذوبة.
الوقائع على الأرض تقدم صورة مختلفة جدا. إذ إن رئيس شركة «إكسون موبيل» على مدى 10 سنوات - الذي تفيد تقارير بأنه يملك أسهماً في هذه الشركة قيمتها 151 مليون دولار - كسب ثروة قذرة من خلال تسميم أراضي ومحيطات وأجواء العالم، حتى بعد أن أطلق علماء الشركة ذاتها جرس الإنذار بشأن التغير المناخي.
وتيلرسون قاد شخصياً من وراء الستار حملة تهدف إلى التشكيك في الحقائق العلمية المتعلقة بالمناخ، وفي إحدى المناسبات أعلن على الملأ أن المعطيات العلمية الحالية بشأن المناخ ملتبسة، ولا تسوغ اتخاذ أي إجراءات لإبطاء الاحترار المناخي.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية تقارير أفادت بأن شركة «إكسون موبيل» كانت أدركت منذ العام 1977 الصلة بين الاحترار المناخي وانبعاثات غازات الدفيئة نتيجة لإحراق الوقود الأحفوري. ولكن الشركة تكتمت على أبحاثها، وبدأت تمول نشر تقارير إعلامية تشكك في حقيقة التغير المناخي، من أجل حماية أرباحها الخيالية.
والحقيقة هي أن تيلرسون، وأزلامه في شركته، واصلوا بتهور اتباع سياسات تفاقم التغير المناخي، وبالتالي تعرض صحة الكوكب للخطر، وتهدد الحياة البشرية والبرية، وتهدد خصوصاً معيشة الناس الأكثر ضعفاً في العالم الذين ليسوا قادرين على التكيف مع ارتفاع مستويات البحار، وموجات الجفاف، والتغيرات المتسارعة في الطبيعة.
وتعيين تيلرسون وزيراً للخارجية ليس سوى واحد من المؤشرات على أن ترامب يعتزم التعامل مع أمريكا باعتبارها ميداناً لأعمال مربحة، كما يعتزم فتح مياه المنطقة القطبية الشمالية والساحل الشرقي للولايات المتحدة أمام حفر آبار بترول، ما سيعرض السواحل ومياهها للتلوث وانقراض أنواع مهددة.
والمفارقة التي تدعو للسخرية هي أن ترامب كسب أصوات ملايين من الناخبين الأمريكيين بفضل خطابه الانتخابي المعادي ل«وول ستريت» (شارع المال والأعمال في نيويورك). إلا أنه أخذ يشكل الآن الإدارة الأكثر غنى والأكثر ميلاً نحو مصالح الشركات في تاريخ الولايات المتحدة. واختياره شخصاً ساهم في تلوث الكوكب مثل تيلرسون كوزير للخارجية، يؤكد المخاوف من أن رئاسة ترامب ستكون رأسمالية محاسيب قائمة على كذب فاضح.
وإنه لأمر حيوي أن يتحمل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بمعزل عن سياساتهم وانتماءاتهم الحزبية، مسؤوليتهم ويرفضوا المصادقة على تعيين تيلرسون - وهو تعيين يؤكد أن ترامب يهدد صحة الكوكب الذي سنتركه لأجيال المستقبل.
* نقلا عن الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة