حفظ ماء الوجه لن يكون سوى بالمحاسبة الشديدة، فالجميع متهم وكلهم مسؤولون، وأولهم المدرب نبيل معلول ووديع الجريء.. تابع المقال.
حصل المكروه، وفشل المنتخب التونسي في تحقيق المفاجأة، ومرة أخرى يغادر المونديال، لكن هذه المرة بعد المباراة الثانية، غادر بطريقة مهينة وموجعة للغاية، فمن كان ينتظر أن يكون السقوط بمثل هذه الطريقة، لقد عرّى المنتخب الإنجليزي عيوبنا وكشف أن هذا المنتخب التونسي الذي تم النفخ كثيراً في صورته إثر مباريات ودية «كاذبة» لا يمكن له بالمرة مقارعة الكبار، قبل أن يأتي الدور على المنتخب البلجيكي الذي «قتل» كل أمل مخادع.
حفظ ماء الوجه لن يكون سوى بالمحاسبة الشديدة، فالجميع متهم وكلهم مسؤولون، وأولهم المدرب نبيل معلول ووديع الجريء
لقد أعادنا ما حدث إلى الواقع الأليم فبعثر بالكبرياء التونسي بخماسية كانت يمكن أن تكون سداسية أو سباعية لكنه خير «الرحمة» في مواجهة منتخب لا حول له ولا قوة، الحقيقة العارية التي يجب الاعتراف بها هي أن المنتخب التونسي كان من أضعف المنتخبات المشاركة في المونديال الروسي، بل الأكثر من ذلك أنه بات صاحب الدفاع الأضعف بعد أن تلقت شباكه في مباراتين فقط سبعة أهداف كاملة.
سيتكلم البعض عن ضرورة حفظ ماء الوجه في المباراة الثالثة والأخيرة ضد بنما.
حفظ ماء الوجه لن يكون سوى بالمحاسبة الشديدة، فالجميع متهم وكلهم مسؤولون، وأولهم المدرب نبيل معلول ووديع الجريء، فالأول لعبت ظروف معينة لصالحه كي يخلف هنري كاسبارجاك ويستغل فرصة وجود المنتخب التونسي في مجموعة سهلة في التصفيات ليمر بالحظ وبالدعاء إلى المونديال، وقد اهتم طيلة التحضيرات بأمور شكلية، وكان بارعاً في الكلام وبيع الأوهام، واغتر بمردود مخادع في الوديات قبل أن يفشل في «الكاستينج» الأهم، فكان الجزاء والعقاب على قدر العطاء والخيارات، فالعاجزون لا يحصدون سوى الفشل، والمصير الطبيعي هو الخروج غير مأسوف عليهم.
أما الثاني فهو وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم الذي أثبت أنه مسؤول فاشل وقد كان مسؤولاً بارعاً في الخصومات، والأهم من ذلك أنه يتحمل مسؤولية اختياره للإطار الفني، ولابد أن يقرّ بفشله وأن يتحمل مسؤوليته ويعلن عن رحيله وأن يترك المجال لمن هو أجدر وأقدر على إعادة ترتيب البيت.
* نقلا عن جريدة الصحافة التونسية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة