في كل يوم تصل سفينة أو باخرة من السعودية والإمارات إلى اليمن جالبة غذاءً أو دواءً؛ يطعم أو يعالج آلاف المحتاجين
منذ أكثر من خمس سنوات وكل مساجد أبوظبي ودولة الإمارات تدعو لليمن بالاستقرار ولشعبه بالعيش الرغيد، بأمر من ولي الأمر الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله ورعاه في كل جمعة.
في كل يوم تصل سفينة أو باخرة من السعودية والإمارات إلى اليمن جالبة غذاءً أو دواءً؛ يطعم أو يعالج آلاف المحتاجين، ينفذ إخوان الشيطان عملية إرهابية أو غزوة إعلامية ضدهما وضد السلام وضد الناس وكل الناس.
وفي كل جمعة بالمقابل بل في كل ساعة يمكر إخوان اليمن باليمن وشعبه؛ لعقود من الزمن حيث أشعلوا الحروب وكفروا الشعوب وولدوا التطرف والإرهاب..
ويؤدون دور الشيطان في العداء للسعودية وللإمارات..
في كل يوم تصل سفينة أو باخرة من السعودية والإمارات إلى اليمن جالبة غذاءً أو دواءً؛ يطعم أو يعالج آلاف المحتاجين، ينفذ إخوان الشيطان عملية إرهابية أو غزوة إعلامية ضدهما وضد السلام وضد الناس وكل الناس.
كان وقت المغرب ذات يوم من أيام مارس 2015، حين جمع شياطين السلطة وإخوان توكل وجلال شوالات الدولارات وهربوا بها تاركين رقاب الناس تحت سيف الحوثي الذي كان يبيد كل ما في طريقه إلى عدن..
هربوا بعد أن أدوا مهمة الحفاظ على السلاح في رأس عباس وجبل حديد حتى يصل الحوثي ويأخذها بكل تفانٍ.
وفي شهر مارس أيضا ظهرت مقاتلات السعودية والإمارات المباركة في سمائنا تذود عنا وترمي الحوثي الذي أراد إبادتنا بصواريخ من سجيل، فأوقفت قتلته الذين كانوا يبيدون كل شيء وكل أحد بدون ذرة من رحمة، كان الأمر يشبه بغداد عشية دخول التتار إليها. وكنا جميعا ننتظر القتل والتنكيل من شياطين الحوثي..
لكن ربنا سخر لنا أخوة لنا جاسوا خلال الديار والأجواء، ولم يسخرهم لبغداد حينذاك إذ لم يكن محمد بن زايد قد ولد وإلا لاختلف الأمر، ومن حسن حظنا ولطف الله بنا أن جعل خليفة وسلمان حكاما في زمننا.
فالحمد لله، والله أكبر، الله أكبر!
بعد أربعة أشهر من ملحمة عاصفة الحزم المباركة العظيمة، سمعت ضابطا إماراتيا كان معنا على الأرض في الطريق إلى جبل حديد يوم التحرير يقول: (رجاء يا شباب لا تتقدموا سوف نستدعي الطائرات، حافظوا على أرواحكم وحدثني قائلا: نحن مستعدون أن نرمي كل حوثي بصاروخ أو حتى عشرة صواريخ، ما عندنا مشكلة، المهم نحفظ أرواح الشباب فرجاء أقنعوهم أن يتريثوا ولا يتهوروا).
قلت له: كم ثمن الصاروخ؟
قال: حسب نوعه؛ لكن ما نستخدمه هنا اليوم يصل نحو 200 - 300 ألف دولار، لكن لماذا تسأل عن ثمنه؟
لم أرد، بل نظرت في وجهه وعيني مليئة بالدموع
وقلت في نفسي الحمد لله حمدا كثيرا على نعمة الأشقاء.
وتذكرت فئران السلطة وأولادهم وهم يهربون بعد أن تقاسموا أموال البنك المركزي والمساعدات وملايين الدولارات التي قدمتها السعودية قبل شهرين من الفرار وسلمتها لمعاشيق من أحل تدريب الناس وتسليحهم وتجهيز معسكرات للشباب والمتطوعين للدفاع عن أنفسهم وأهليهم.
ألم يكفيهم ما سرقوه من قبل خلال عقود من الزمن ليأتوا ويسرقوا ما جاء به الأشقاء لنا للدفاع عن أنفسنا؟
وكان شهر مايو، حين تقدمت الباخرة الإماراتية التي وصلت إلى القرب من عدن مع باخرتين إحداهما لبرنامج الغذاء العالمي؛ قصفها الحوثي من التواهي فعادت السفن الثلاث مبتعدة عن عدن التي كان النازحون فيها على شفا الموت من الجوع.
عادت السفينتان من حيث أتتا وعادت باخرة الإمارات لتقترب من عدن، بعد أن أمر محمد بن زايد بكل حزم بأن تتقدم مهما كانت المخاطر وتنزل حمولتها للمحتاجين وألا تولي ظهرها لعدن ومن فيها.
وجاءت بعدها السيارات التابعة للإمارات لإيصال الدقيق والزيت إلى كل بيت؛ نعم إلى كل بيت، ومنذ ذلك الحين ولا تزال ترسل إلى كل بيت محتاج ما يكفيه بل من لا يحتاج.
أتذكر أنني اتصلت بالشهيد القائد أحمد الإدريسي عصر يوم 26 مارس، قائلا له ما الذي يجري الجماعة أسقطت كل شيء كيف تشوف؟
فقال لي بكل قهر:
لقد منع منا السلاح والذخيرة وسلمها الهاربون للحوثيين
قلت له: طيب والحل؟
قال: سنقاتل حتى آخر طلقة ولعلمك لم يبقَ معنا إلا خمسين أو ستين طلقة مع كل واحد.
انتهى الأمر إذ قلت في نفسي.
شاركت بعدها بساعات في مداخلة على إحدى القنوات ولم أرد على سؤال المذيع بل مباشرة ناشدت إخواننا في الخليج أن يجودوا علينا بالذخيرة، فقط الذخيرة. وشيء من الدقيق وسنقاتل حتى الموت.
كانت تلك أقصى أمانينا في أقسى لحظاتنا، وحين كان الحوثي يذبحنا بعد أن سلمت منظومة الإخوان له رقابنا، كما سلمت له عمران وصنعاء وكل اليمن الشمالي قبل ذلك، ثم أتت إلى عدن لتمهد له الطريق..
فماذا حدث بعد ذلك؟ عند منتصف الليل، حدث ما لم يخطر على قلب أكثرنا تفاؤلا، فكان الأشقاء في الموعد وبأكثر بكثير مما كان أحدنا يحلم.
وللحديث بقية وتكملة أهم..
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة