اقتصاد
توماس كوك.. أقدم شركة سفر بالعالم تنهار بعد نحو قرنين من التحليق
الشركة البريطانية التي تأسست عام 1841 ووصلت قيمة عملياتها إلى 10 مليارات جنيه إسترليني أعلنت التصفية الفورية لأصولها إثر أزمة مالية.
رسميا أعلنت شركة "توماس كوك" البريطانية للسياحة والسفر، الإثنين، إفلاسها، بعد أزمة ديون مالية ومتأخرات لم تنجح في إيجاد التمويل اللازم لإنقاذ الشركة منها.وكان آخر اجتماع لمحاولة إنقاذ الشركة من ديونها ومستحقات مالية عليها، أمس الأحد، مع مجموعة من الممولين والمقرضين للحصول على حزمة مساعدات أولية بقيمة 250 مليون دولار، إلا أن الاجتماع لم ينجح.
وبحسب تقرير أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في وقت سابق اليوم، فإن شركة توماس كوك، واحدة من كبريات شركات السياحة في العالم، وتأسست عام 1841 ويبلغ حجم عملياتها السنوية حاليا نحو 9.6 مليارات جنيه إسترليني.
توماس كوك .. رجل الأعمال البريطاني يبني إمبراطوريته
وتعود تسمية الشركة بهذا الاسم إلى توماس كوك (1808- 1892)، وهو رجل أعمال بريطاني ورائد في السياحة؛ أسس مكتب السفريات ذا الشهرة العالمية باسمه.
وفي 5 يوليو/ تموز 1841 نظم توماس مع أحد شركائه رحلة بالقطار، كان على متنها 570 ناشطاً من ليستر إلى لافبرا في بريطانيا؛ لتشكل باكورة رحلات الشركة.
ولاحقا نظم كوك رحلات أخرى بالقطار والسفن البخارية؛ ثم في عام 1872 نظم رحلة حول العالم بطول 40 ألف كم، دامت 222 يوماً.
وينسب لـ توماس كوك، فكرة تذاكر القطار المفتوحة التي يستطيع الزبون استخدامها في أي وقت، وأيضا نظام الشيكات السياحية والكوبونات التي يستطيع السائح صرفها واستخدامها في أي مؤسسة كفندق أو مطعم في شبكة توماس كوك في كل أنحاء إنجلترا.
وحتى عام 2019، بلغ إجمالي مبيعات الشركة سنويا، نحو 9.6 مليار جنيه إسترليني (12 مليار دولار )، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للشركة عبر الإنترنت.
وتتشارك مع توماس كوك، أكثر من 21 ألف جهة حول العالم في ترتيب الرحلات، إلى أكثر من 16 دولة.
وحتى نهاية العام الماضي، كانت الشركة تشغل 105 طائرات، بينما تملك قرابة 200 علامة تجارية خاصة بها، ولديها 21 ألف موظف، وقرابة 22 مليون زبون.
إرهاصات الانهيار
دفعت صعوبة المنافسة وارتفاع تكاليف الوقود والخسائر غير المتوقعة، إلى زيادة العبء على المالية العامة للشركة البريطانية، وتصاعدت الأزمة في عام 2018، لتتلقى الشركة طلبات شراء من جانب شركات طيران عالمية، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
وفي مارس/ آذار 2019، أعلنت توماس كوك عن إغلاق 21 مكتب سفريات وتسريح 300 موظف، مبررة القرار بحقيقة أن 64% من الحجوزات قد تمت عبر الإنترنت.
وفي أبريل/ نيسان 2019، عينت الشركة أخصائي إعادة الهيكلة "أليكس بارتنرز"، للعمل على ميزانية الشركة وتنفيذ خطط إعادة هيكلة التكاليف للمساعدة في خفض ديونها البالغة 1.6 مليار جنيه إسترليني.
وفي مايو/ أيار 2019، ذكرت الشركة أنها حصلت على 300 مليون جنيه إسترليني من تمويل الطوارئ من بنوكها؛ ثم في مايو 2019، أعلنت الشركة عن خسارة قدرها 1.5 مليار جنيه إسترليني للنصف الأول من السنة المالية.
وفي يونيو/ حزيران 2019، قالت توماس كوك إنها كانت تجري محادثات مع شركة فوسون الدولية الصينية، فيما يتعلق ببيع محتمل.
وفي 28 أغسطس/ آب 2019، أعلنت الشركة البريطانية أن فوسون ستدفع 450 مليون جنيه إسترليني مقابل 75% من الأعمال السياحية للشركة و25% من شركات الطيران الخاصة بها.
وفي 22 سبتمبر/ أيلول الجاري، فشلت محاولة أخيرة لإنقاذ المجموعة، إذ رفضت فوسن إضافة 200 مليون جنيه إسترليني إلى قرض بقيمة 900 مليون جنيه إسترليني.
وبمجرد إعلان الحكومة البريطانية رفضها مساعدة المجموعة، أعلنت الأخيرة التصفية الفورية لأصولها.