توماس مولر.. هل اقتربت نهاية عصر «مرعب برشلونة»؟
يعتبر توماس مولر، جناح فريق بايرن ميونخ الألماني، أحد أنجح نجوم الجيل الحالي في العملاق البافاري على كل الأصعدة الفردية والجماعية.
لكن النجم الألماني بحكم السن (34 عاماً) عانى من تراجع في المستوى، بدأ قبل عدة أعوام، ولم تعد أرقامه التهديفية كما كانت عليه من قبل.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جدد بايرن ميونخ عقد مولر حتى صيف 2025، بينما في ثالث أيام فبراير/ شباط الحالي وصل اللاعب إلى 500 فوز في 692 مباراة مع عملاق بافاريا، سجل خلالها 237 هدفاً وصنع 264، بإجمالي 501 مساهمة تهديفية.
ويبدو أن مسيرة توماس مولر قد اقتربت من نهايتها، وذلك بعدما صرح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بأنه يريد اللعب لمدة عام إضافي بعد 2024، دون وضع سنة 2025 كعنوان لاعتزاله.
لماذا تراجع توماس مولر؟
قبل عدة أعوام برر مولر أسباب تراجعه على صعيد الأرقام التهديفية بأن ذلك يرتبط بتغيير موقعه على أرض الملعب، واختلاف مهامه بحكم كبر السن.
ويلعب توماس مولر في الأساس في مركزي المهاجم الصريح وصانع اللعب الذي يسقط تحت المهاجم، لكنه كان يميل في البدايات لفكرة المهاجم الصريح، وهو ما توجه هدافاً لكأس العالم في 2010 وقت كان عمره 20 عاماً بـ5 أهداف.
وأضاف مولر 5 أهداف أخرى في كأس العالم 2014 في سن 24 عاماً، مما جعل كثيرين يتوقعون له كسر رقم مواطنه ميروسلاف كلوزه الهداف التاريخي للمونديال برصيد 16 هدفاً.
لكن التراجع الذي طرأ على أرقام مولر التهديفية وبالتزامن معه نتائج الماكينات الكارثية في كأس العالم 2018 و2022 جعله يصوم عن التهديف في آخر مونديالين.
تراجع منذ رحيل غوارديولا
بعدما وصلت معدلات مولر التهديفية خلال الفترة من موسم 2009-2010 إلى 2015-2016 لنحو 21.5 هدف، تراجعت خلال الفترة التي أعقبت رحيل المدرب الإسباني بيب غوارديولا عن قيادة العملاق البافاري إلى 10.6 هدف للموسم الواحد.
وشهدت هذه الفترة لحظات تألق لافتة لمولر، لكنها في النهاية ارتبطت بطبيعة الخصوم الذين واجههم بايرن ميونخ في تلك الفترة.
لكن مولر وجد ضالته بعيداً عن الأهداف في التمريرات الحاسمة، إذ صنع 8 أهداف وسجل هدفين في 27 مباراة بكل البطولات على مدار الموسم الحالي.
وفي الموسم الماضي صنع مولر 12 صنع مسجلا 8 أهداف، وفي 2021-2022 أسهم في 38 هدفاً صنع 25 منها وسجل 13 فقط، وقبلها بموسم صنع 24 وسجل 15، وفي موسم الثلاثية التاريخية للبافاري 2019-2020 سجل 14 هدفا وصنع 26.
ويبدو أن أسطورة بايرن ميونخ وجد في صناعة الأهداف فرصة مثالية للتعبير عن نفسه بعد تراجع أرقامه التهديفية لفترات عديدة.
ومثل مولر الدابة السوداء لبرشلونة الإسباني، لتألقه الدائم أمام الفريق الكتالوني وتمثيل محور رعب لجماهيره، خاصة حين سجل ثنائية وصنع هدفاً في الفوز الشهير 8-2 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2020، وبعدها سجل هدفين في دور المجموعات لموسم 2021-2022.
ويبقى عام 2024 مانحاً للأمل لمولر لإضافة إنجاز جديد في مسيرته، حال نجح مع ألمانيا في التتويج بكأس أمم أوروبا على أراضي المانشافت خلال الصيف.
وحقق مولر مع ألمانيا كأس العالم 2014، وهو أحد الوجوه النادرة المتبقية من جيل هذا الإنجاز إلى جانب مانويل نوير، وينطبق الأمر نفسه على الثنائي في كونهما متوجين بلقبين لدوري أبطال أوروبا في 2013 و2020.
وإلى جانب ذلك، حقق مولر عشرات الألقاب المحلية التي تضمنت 12 لقبا للدوري الألماني، و6 ألقاب لكأس ألمانيا، و8 للسوبر المحلي، بإجمالي 26 بطولة ألمانية، ومعها لقبان للسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.