العطاء يتواصل.. جهود إماراتية تعيد الأمل لمنكوبي فيضانات تهامة اليمنية
أعادت الجهود الإغاثية الإماراتية التي تقودها الذراع الإنسانية للمقاومة الوطنية اليمنية، الأمل لآلاف العائلات في السهل التهامي.
وتستمر الفرق الميدانية للخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، منذ أيام، في توزيع المساعدات النقدية والغذائية والإيوائية المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي للمتضررين من الفيضانات التي أثرت على مئات الآلاف.
في البلدة الريفية "الجمينة"، الواقعة على ضفاف مجرى السيول في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، وجد السكان أنفسهم فجأة في العراء بعد أن جرفت الفيضانات المتدفقة من الجبال والوديان أملاكهم وغمرت منازلهم وقضت على مدخراتهم.
ونالت البلدة الصغيرة، التي يقطنها (732) نسمة، نصيبها من الكارثة التي طالت عشرات البلدات الأخرى، لتجد فرق الإغاثة للخلية الإنسانية، بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، الطريق إليها وإعادة الأمل للمنكوبين فيها.
تلقى جميع سكان البلدة الريفية، اليوم السبت، حزمة من المساعدات شملت "مساعدات نقدية" و"سلال غذائية" و"مواد إيوائية".
كما تدخلت جرافات لتشييد حواجز للبلدة، وفتح مجرى السيول، وبناء مصدات مائية لحماية الأرواح والممتلكات ولتفادي وقوع كارثة أخرى.
مساعدات تخفف المعاناة
لامست هذه المساعدات معاناة المنكوبين، إذ ظهر كبير سن ملوّحًا بيد العرفان لفرق الإنسانية والجهود الإماراتية المستمرة في انتشال المنكوبين الذين تدهورت حالتهم بسبب الحرب الحوثية، وزادتهم التغيرات المناخية الأخيرة.
سيدة أخرى وضعت مساعدات نقدية مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي على صدرها، فيما كانت تحتضن طفلها الصغير الذي بدا في حالة شرود وملابس رثة. إذ وجدت أخيرًا مع صغيرها إعانة مالية ستمنحها القدرة على شراء احتياجاتها، بجانب المساعدات الغذائية والإيوائية.
تعكس هذه المشاهد حال الآلاف من المتضررين من الفيضانات في مناطق مليشيات الحوثي، بالأخص في الحديدة، والمحرومين من المساعدات بعد رفض المليشيات مبادرة إنسانية قدمها نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح لإغاثة المنكوبين.
تضامن إنساني
أوضحت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، في بيان طالعته "العين الإخبارية"، أن عمل فرقها على مدار الساعة ومنذ أسابيع متواصلة بعد وقوع كارثة الفيضانات هو جزء من مهمة "تضامن إنساني" تستهدف إنقاذ المتضررين.
وأضافت أنها تستمر في جهود "حماية التجمعات السكانية القريبة من مصبات السيول، وكذلك توزيع الإغاثة المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي للمناطق المنكوبة من الفيضانات في تهامة".
وأشارت إلى أنها قدمت العون والإغاثة لعدة قرى، منها التدخلات في الجمينة والحرز في حيس، كنماذج لعون طارئ مخصص لقرى اجتاحتها السيول وألحقت بها أضرارًا بالغة.
وكان النائب الأول للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية ناصر باجيل ومدير مديرية حيس مطهر القاضي، وبالتنفيذ لتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح، أجروا زيارة تفقدية لحملة الإغاثة المستمرة، التي تعكس روح التضامن الاجتماعي والإنساني في مثل هذه الظروف.
وأكد باجيل الاستمرار في تقديم كافة أشكال الدعم للمناطق المتضررة لتخفيف معاناة المنكوبين في ظل هذه الظروف الصعبة.
من جانبه، أشاد مدير عام مديرية حيس في الحديدة، مطهر القاضي، بجهود خلية الأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي في الإجراءات الاحترازية لحماية التجمعات السكانية والمزارع من السيول، وكذلك تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين.
وأكد القاضي أن المساعدات الإماراتية المستمرة تجسد الموقف السباق للإمارات ورعايتها لمشاريع تنموية وإنسانية في كافة القطاعات، ولها دور محوري في تخفيف محنة المتضررين من الفيضانات الأخيرة.
بدأت الخلية الإنسانية في المقاومة الوطنية، بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، في إغاثة المنكوبين بعد وصول قوافل المساعدات الإماراتية العاجلة المخصصة لمتضرري الفيضانات في الساحل الغربي.
ويشهد اليمن أمطارًا غزيرة وفيضانات تسببت في تضرر مئات آلاف العائلات في جميع أنحاء البلاد، غالبيتها من العائلات النازحة، بالإضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص في حجة والحديدة وتعز ومأرب، وفقًا للأمم المتحدة.