"ألف عيلة وعيلة".. لوحة فنية ترصد تغيرات الأسرة المصرية (خاص)
خطف 54 شابا وشابة الأضواء خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أبدعوا تحفة فنية تناولت أهم الظواهر التي أثرت على الأسر المصرية في العصر الحديث.
قبل أيام، توجه عدد كبير من الجمهور المصري إلى مسرح الجمهورية في العاصمة القاهرة، لمشاهدة العرض المسرحي "ألف عيلة وعيلة" ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح، كان على رأسهم الفنان محمد هنيدي، ومن قبله في مناسبات سابقة النجوم رشوان توفيق، وسميحة أيوب، وسميرة عبدالعزيز.
العمل، الذي صاغه وأخرجه خالد جلال، لاقى حفاوة واسعة منذ عرضه لأول مرة في نهاية يونيو/حزيران الماضي، في أمر أهله لإدراجه ضمن برنامج فعاليات المهرجان القومي للمسرح، الذي ترعاه وزيرة الثقافة في مصر الدكتورة إيناس عبدالدايم.
كواليس العرض المبهر
قوبل هذا العرض بحفاوة وإشادة ملحوظة، نتيجة جهود مضنية بذلها طاقم العمل خلف الكواليس، فأعطى كل منهم أقصى ما عنده حتى يخرج الأداء للمشاهد صادقًا ومحسوسًا، خاصةً وأن الموضوعات المتناولة في العرض تمس كل بيت مصري.
وفي هذا الصدد، كشف الشاب محمد حنفي، وهو من بين المشاركين في "ألف عيلة وعيلة"، أن هذا العرض هو بمثابة مشروع تخرج لـ"ورشة إعداد الممثل"، التي يعدّها المخرج خالد جلال.
وأوضح "حنفي" لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الورشة استمرت لمدة 6 أشهر، حرص فيها المخرج خالد جلال على تدريب الشبان وإصقال موهبتهم، حتى كان الإعداد لهذا العمل المسرحي، الذي رأى النور لأول مرة في يونيو/ حزيران الماضي: "ده كان عرض التخرج بتاعنا".
نوه "حنفي" بأن العدد الكبير للفنانين المشاركين، ساهم في تنوع الموضوعات المطروحة خلال العرض، كما حرص المخرج أن يكون الشبان والشابات الـ54 هم من يختارون الموضوعات، بحيث انقسموا إلى مجموعات، تعد كل منها عرضًا يتلاءم مع الإطار العام للمسرحية، التي ركزت على رصد التغيرات التي أصابت الروابط الأسرية المصرية في العصر الحديث.
ومن ثم، انتقى المخرج خالد جلال الموضوعات التي حرصت المجموعات على تناولها فوق خشبة المسرح، وأدخل عددًا من التعديلات عليها، ومن هذا المنطلق وصل إلى الاسم النهائي للمسرحية "ألف عيلة وعيلة" وفق إشارة "حنفي".
ومن أبرز القضايا التي تناولها العرض، بحسب "حنفي"، مدى تأثر الروابط الأسرية بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وما تبعها من انعزال أفراد الأسرة الواحدة، ومقارنتها بما كانت عليه في العقود الماضية: "الترابط كان وثيقا بعيدًا عن السوشيال ميديا".
كذلك ركز العرض على الظروف التي عاشتها الأسرية المصرية في ظل تفشي الموجة الأولى من فيروس كورونا المستجد، وكيف عانت من تبعات انتشار هذه الجائحة، وحرمتها من التجمعات العائلية: "هي أغلبها موضوعات إنسانية".
ومن المثير للدهشة، أن أغلب من شاركوا في هذا العرض لم يسبق لهم الوقوف على خشبة المسرح، وهو ما أثار دهشة الحضور، خاصةً وأن العمل خرج بدقة وجودة عالية، فكسب خلاله المخرج خالد جلال الرهان بمجموعة واعدة.
كما نجح الشبان والشابات في إيصال رسالة العرض باحترافية عالية، من منطلق تأثرهم بالموضوعات التي ناقشوها، فأوضح "حنفي": "معظمنا يحن للتجمعات العائلية إعادة الروابط الأسرية كما كانت عليه في السابق. نحن نحاول أن نقويها من جديد".
عن محمد حنفي
وقوف "حنفي" على خشبة المسرح رفقة زملائه، ودراسته للتمثيل تحت يدي المخرج خالد جلال، لم يخطط له خلال السنوات الماضية، فكان كل ما يشغله هو مواظبته على تقديم محتواه الخاص بالأطعمة عبر قناته "شوحها ما تطلبهاش" على "يوتيوب".
ففي ظل انهماكه في إعداد المحتوى الذي اُشتهر به عبر مواقع التواصل، فوجئ ببعض متابعيه ينصحوه باقتحام عالم التمثيل، حتى قرر أن يخطو هذه الخطوة خلال العام الماضي، ودله أحد المقربين منه على إحدى شركات الإنتاج، التي تتعاون مع المخرج خالد جلال على تقديم ورشة لإعداد الممثلين، ومن هنا بدأت القصة.
مسرحية "ألف عيلة وعيلة" صاغها وأخرجها خالد جلال، وعاونه كل من عمرو عبد الله للديكور، وكريم شهدي للإعداد الموسيقي، وعلا فهمي كمخرج منفذ، وأحمد عبدالتواب ووليد فوزي للإضاءة، فيما تولى أعمال الصوت محمد حسن.
aXA6IDMuMTQyLjEzNS4xMjcg
جزيرة ام اند امز