تتضخم إلى ألف شمس.. استشراف مستقبل نجوم حديثة الولادة بعد مليوني عام
أجرى فريق من علماء الفلك من مختبر الأبحاث الفيزيائية في أحمد آباد بالهند، ملاحظات تفصيلية بالأشعة تحت الحمراء لمجموعة من النجوم التي تشكلت حديثا، على بعد حوالي 11000 سنة ضوئية من الأرض، وهو ما ساعدهم في استشراف مستقبل هذه النجوم.
وتعرف هذه النجوم باسم "FSR 655"، وتقع داخل السحابة الجزيئية العملاقة ( G148.24+00.41)، وهي سحابة ضخمة وباردة، يبلغ نصف قطرها حوالي 84.7 سنة ضوئية وتحتوي على كتلة تعادل 10 آلاف شمس، ومع درجة حرارة غبار تبلغ 14.5 كلفن، تظهر السحابة بنية خيطية محورية تسهل تكوين مجموعات نجمية عند تقاطعات أذرعها الخيطية، والمعروفة باسم أنظمة الخيوط المحورية.
وفي المركز الهندسي للسحابة تقع الكتلة الأكثر ضخامة داخلها، والمُسماة ( C1 )، وكشفت الملاحظات عن تكوين مجموعة نجمية شابة داخل المنطقة المركزية لـ ( C1)، والمسماه ( FSR 655 ) وهذه المجموعة شابة بشكل استثنائي، حيث يقدر عمرها بنحو 500000 عام فقط، مما يجعلها بالكاد مرئية في الصور البصرية.
وبقيادة فينيت راوات من مختبر الأبحاث الفيزيائية، استخدم فريق البحث تلسكوب ديفاسثال البصري، الذي تم تركيبه حديثًا والذي يبلغ طوله 3.6 متر إلى جانب البيانات من تلسكوب سبيتزر الفضائي لإجراء تحليل عميق للأشعة تحت الحمراء القريبة للمجموعة النجمية، حيث تهدف الدراسة إلى تعزيز فهم المرحلة التطورية للعنقود، وتوزيع الكتلة، وكفاءة تكوين النجوم، ومعدل تكوين النجوم، ومستقبله المحتمل كعنقود نجمي ضخم.
وقال راوات: "تسمح لنا ملاحظاتنا بالأشعة تحت الحمراء العميقة بالنظر عبر الغاز الكثيف والغبار الذي يحجب العناقيد الشابة مثل (FSR 655) في الضوء المرئي، ومن خلال الجمع بين هذه الملاحظات والبيانات من تلسكوب سبيتزر الفضائي، تمكنا من بناء صورة شاملة للحالة الحالية للعنقود وآفاقه المستقبلية".
وتكشف النتائج أن العنقود النجمي الشاب (FSR 655) يمتلك حاليًا كتلة نجمية إجمالية تبلغ حوالي 180 كتلة شمسية وهي مدمجة داخل غاز يبلغ إجمالي كتلته حوالي 750 كتلة شمسية، وتتمتع المجموعة بكفاءة تكوين النجوم بنسبة 19%، مما يعني أن ما يقرب من خمس الغاز المتاح قد تحول إلى نجوم، بالإضافة إلى ذلك، تم قياس معدل تكوين النجوم عند حوالي 360 كتلة شمسية لكل مليون سنة.
وبناءً على هذه المقاييس، يتوقع الفريق أنه إذا استمر معدل تكوين النجوم الحالي، فقد ينمو العنقود النجمي الشاب (FSR 655) إلى كتلة نجمية إجمالية تبلغ حوالي 1000 كتلة شمسية في غضون مليوني عام قادمة، ويتطور إلى مجموعة نجمية ضخمة وبارزة. ومع ذلك، فإن المزيد من الملاحظات القريبة من الأشعة تحت الحمراء والمحاكاة التفصيلية لديناميكيات النجوم والغاز ضرورية لتأكيد هذه التوقعات.