البحث عن آلاف المتطوعين لاختبار أول لقاح ضد مرض لايم منذ 20 عاما

يبحث فريق علمي عن آلاف المتطوعين في الولايات المتحدة وأوروبا لاختبار أول لقاح محتمل ضد مرض "لايم" منذ 20 عاماً،
ويسعى الفريق العلمي لمكافحة التهديد الذي ينتقل عن طريق القراد بشكل أفضل.
كان لقاح "لايم" الوحيد للبشر قد سُحِب من السوق الأمريكية عام 2002 بسبب نقص الطلب، مما جعل الناس يعتمدون على رذاذ الحشرات وفحص القراد.
وتهدف "فايزر" و"فلانيفا" الفرنسية للتكنولوجيا الحيوية إلى تجنب المزالق السابقة في تطوير لقاح جديد لحماية كل من البالغين والأطفال حتى سن الخامسة من سلالات "لايم" الأكثر شيوعًا.
وقالت أناليسا أندرسون، رئيسة فريق لقاح فايزر، لوكالة أسوشيتد برس: "لم يكن هناك مثل هذا الاعتراف، على ما أعتقد، بخطورة مرض لايم، وعدد الأشخاص الذين أصيبوا به في آخر مرة".
وليس من الواضح عدد مرات الإصابة بمرض "لايم" بالضبط، وتستشهد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بسجلات التأمين التي تشير إلى أن 476000 شخص يعالجون من مرض "لايم" في الولايات المتحدة كل عام، وقدرت أندرسون من شركة فايزر عدد الإصابات السنوية في أوروبا بنحو 130 ألفًا.
ويحمل القراد ذو الأرجل السوداء، المعروف أيضا باسم قراد الغزلان، البكتيريا المسببة لمرض "لايم".
وتسبب العدوى في البداية التعب والحمى وآلام المفاصل، وفي كثير من الأحيان- ولكن ليس دائمًا- تكون العلامة الأولى هي ظهور طفح جلدي أحمر مستدير على شكل عين الثور.
ويعد العلاج المبكر بالمضادات الحيوية أمرًا بالغ الأهمية، ولكن قد يكون من الصعب على الأشخاص معرفة ما إذا كانوا قد تعرضوا للعض من قبل القراد، وبعضها صغير مثل دبوس.
ويمكن أن يؤدي عدم علاج "لايم" إلى التهاب المفاصل الشديد وتلف القلب والجهاز العصبي، ويعاني بعض الأشخاص من أعراض طويلة الأمد حتى بعد العلاج.
وتعمل معظم اللقاحات ضد الأمراض الأخرى بعد تعرض الناس لجرثومة، ويقدم لقاح "لايم" استراتيجية مختلفة، وهي العمل في خطوة مبكرة لمنع لدغة القراد من نقل العدوى، كما قال الدكتور غاري ورمسر، خبير "لايم" في كلية الطب في نيويورك، والذي لم يشارك في البحث الجديد.
ويستهدف اللقاح "بروتين السطح الخارجي" لبكتيريا "لايم"- يسمى OspA- الموجود في أمعاء القراد، ويُقدر أن القراد يجب أن يتغذى على شخص ما لمدة 36 ساعة قبل أن تنتشر البكتيريا إلى ضحيتها، ويمنح هذا التأخير وقتًا للأجسام المضادة التي يبتلعها القراد من دم الشخص الملقح لمهاجمة الجراثيم في المصدر مباشرةً.
في دراسات صغيرة في مرحلة مبكرة، لم تبلغ شركتا (فايزر) و (فلانيفا) عن مشاكل تتعلق بالسلامة وحدوث استجابة مناعية جيدة، وستختبر أحدث دراسة ما إذا كان اللقاح، المسمى VLA15، يحمي حقًا وآمن.
تهدف الشركات إلى تجنيد ما لا يقل عن 6 آلاف شخص في المناطق المعرضة لـ"لايم"، بما في ذلك شمال شرق الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فنلندا وألمانيا وهولندا وبولندا والسويد.
وسيحصلون على 3 جرعات، إما اللقاح أو الدواء الوهمي، من الآن وحتى موسم القراد في الربيع المقبل، وبعد عام، سيحصلون على جرعة معززة واحدة.
ويقول أندرسون: "نحن نبحث حقًا عن شيء يمثل لقاحا موسميا، لذلك يكون لدى الناس مستويات عالية من الأجسام المضادة خلال الأشهر التي يكون فيها القراد أكثر نشاطا".
ويختلف هذا المرشح الجديد عن لقاح "لايم" السابق الذي أخرجته شركة "غلاكسو سميث كلاين" من السوق في عام 2002 وسط الجدل وانخفاض المبيعات.
ومع حوالي 75% من الفعالية، حصلت جرعة "لايم" القديمة على تأييد فاتر من خبراء اللقاحات، ولم يتم اختبارها على الأطفال، ولفتت إلى تقارير غير مؤكدة عن الآثار الجانبية المرتبطة بالمفاصل.
في حين أن لقاح (فايزر– فلانيفا) الجديد يستهدف أيضًا بروتين OspA، فقد تم تصميمه بشكل مختلف نوعًا ما عن سابقه ويستهدف أيضًا 6 سلالات من "لايم" في الولايات المتحدة وأوروبا بدلاً من واحدة فقط.