إضراب السكك الحديدية في أمريكا.. تهديد محتمل لسلاسل التوريد الهشة
توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي مع العمال من شأنه تجنب الإضراب على خطوط الشحن، ما يخفف الضغط على سلاسل التوريد الهشة.
ويبدو أن الاتفاق المبدئي الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس، سيؤدي إلى تجنب إضراب كان من شأنه وقف قطارات الشحن عبر الولايات المتحدة.
لكن القلق الناجم عن احتمال حدوث مثل هذا الاضطراب يسلط الضوء على مدى هشاشة سلاسل التوريد في البلاد بعد عامين ونصف من من أزمة جائحة كورونا.
والخميس، أعلن وزير العمل مارتي والش عن انفراج في المفاوضات، حيث استضاف محادثات بين نقابات تمثل 115 ألف عامل في السكك الحديدية وأكبر خطوط السكك الحديدية في البلاد.
وقبلت النقابات الصفقة، التي تنص على حصول العمال على زيادات مضاعفة، وسياسات حضور أكثر مرونة ومزايا أخرى؛ في وقت وصف الرئيس جو بايدن الاتفاقية بأنها فوز لعمال السكك الحديدية الذين عملوا خلال الوباء "لضمان حصول العائلات والمجتمعات الأمريكية على شحنات مما جعلنا نواصل العمل خلال هذه السنوات الصعبة".
ومع ذلك، ما تزال عمليات التسليم مرتبكة ولم تعد بالكامل إلى مسارها الصحيح، على الرغم من انحسار الوباء على ما يبدو.
وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن تعمل سلاسل التوريد مرة أخرى بسلاسة كما كانت تفعل قبل عصر عمليات الإغلاق وإخفاء التفويضات.
وتقول ليزا أندرسون خبيرة في سلسلة التوريد ورئيسة مجموعة LMA الاستشارية ومقرها كاليفورنيا في حديث لشبكة "NPR": "لسوء الحظ، لا أرى أي شيء في العام أو العامين المقبلين سيقلل من عدد الاضطرابات".
وقال جيسون فورمان، الأستاذ في جامعة هارفارد الذي ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين في عهد الرئيس باراك أوباما، إن هناك مجالًا للتفاؤل ، لكننا "لم نخرج من المأزق بعد".
لكن في المجالات الرئيسية الأخرى، لا يزال هناك العديد من التجاعيد الخطيرة إلى حد ما، مثل ارتفاع أسعار الوقود والغذاء ونقص الرقائق الدقيقة للمركبات التي من غير المحتمل حلها في أي وقت قريب.
كذلك، جاءت الحرب الروسية الأوكرانية، في أعقاب قرار بكين الصيف الماضي بفرض قيود جديدة على تصدير الفوسفات، وهو أيضا عنصر رئيسي في الأسمدة؛ وحتى ذلك الحين، كانت الصين تمد ما يقرب من ثلث إمدادات العالم.
وتعرضت مناطق واسعة في الولايات المتحدة إلى مزيد من الصدمات المرتبطة بالطقس التي تعرضت لها الزراعة الأمريكية، مثل الجفاف المطول في كاليفورنيا، والذي قد يتسبب في نقص بعض المحاصيل وارتفاع أسعارها.
لذلك، تواجه الولايات المتحدة مجموعة عناصر ستؤثر بشكل أو بآخر على سلاسل الإمدادات عالميا، وهي: التغير المناخي والجفاف والأعاصير والجليد وغيرها من الأحوال الجوية.
كذلك، فهي تواجه إضرابات محتملة في القطاعات الداعمة لسلاسل الإمدادات، الشحن البري، والبحري، والجوي، والسكك الحديدية.
وهنالك ما هو مرتبط بعوامل خارجية مثل الحرب الروسية الأوكرانية أو تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما قد يضيق الخناق على سلع رئيسة مستوردة من الخارج.
وكذلك، هناك ما يرتبط بالأمن السيبراني، إذ ما تزال أزمة اختراق شركة كولونيا بايبلاين، العام الماضي، حاضرة في أذهان الأمريكيين، والتي أدت إلى توقف إمدادات الوقود في أكبر شبكة أنابيب داخل السوق الأمريكية.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز