تهديدات مسكونة بوجع الهزيمة.. انتصارات العمالقة ترفع صراخ الحوثي
لا تزال هزائم مليشيات الحوثي تتوالى أمام انتصارات قوات العمالقة بعد تحرير مدينة حريب بوابة مأرب وشرارة معركة كبيرة باتت وشيكة.
وعلى قاعدة الصوت المرتفع دليل الضعف والهزيمة، يعلو صراخ قادة المليشيات الحوثية، مهددين بمزيد من الصواريخ نحو المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، في محاولة غير مجدية لإيقاف زحوفات المقتحمين لمتارس الحوثيين.
وأمس الإثنين، انهارت آخر تحصينات المليشيات الحوثية في أطراف مدينة حريب بعد محاولات مستميتة للبقاء في مديرية يشكل تطهيرها من أذرع إيران بداية مرحلة جديدة في مسار المعركة ضد الانقلابيين في اليمن.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" اعتبر عبداللطيف الفجير، وكيل وزارة الإدارة المحلية، تحرير حريب "بداية النصر".
وقال: "بدأت المليشيات الانقلابية تتلقى الهزائم تلو الهزائم في شبوة والبيضاء ومأرب والجوف والضالع وغيرها من المناطق"، مضيفا "بدأت الروح المعنوية العالية تدب في أوساط اليمنيين واستشرى الأمل في قلوبهم بعودة الشرعية ودحر المليشيات".
من شبوة إلى مأرب
وبدأت التحولات على مسرح العمليات باكرا مع وصول قوات العمالقة إلى محافظة شبوة شرقي اليمن، بعد عملية إعادة انتشار نفذتها القوات المشتركة في الساحل الغربي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وإطلاق عملية عسكرية جنوب الحديدة وغرب تعز لتأمين مناطق واسعة في عمق جغرافيا المحافظتين.
ومع تحرير مديريات محافظة شبوة الثلاث والتوغل فى جغرافيا محافظة مأرب الغنية بالنفط ذات الأهمية الكبيرة، يكون الحوثيون قد خسروا مكاسب كثيرة قاتلوا من أجل تثبيتها منذ مطلع 2020، حين بدأت المليشيات هجومها الكبير على محافظات الجوف والبيضاء من أجل الوصول إلى مأرب.
وعقب عامين من القتال والنزيف الحاد اجتاحت مليشيات الحوثي عددا من المناطق لتصل إلى مشارف مدينة مأرب لتقترب من حقول النفط، قبل أن تأتيها الصفعة الموجعة من حيث لا تدري، وتبدأ النهاية لأحلام الحوثيين في السيطرة على مأرب وشبوة حيث منابع الثروات النفطية والساحل الشرقي على بحر العرب.
ولأن تحرير مناطق بيحان شبوة قاد إلى فك أسر حريب، فإن ذلك يعني فتح الطريق لاستعادة الشرعية والتحالف العربي مناطق جنوب مأرب، وهي مديريات "الجوبة" و"العبدية" و"رحبة" و"جبل مراد" و"ماهلية".
وهو ما يعني انهيار الطوق الذي وضعته المليشيات لابتلاع مأرب.
وفي مقابلة سابقة أجرتها معه "العين الإخبارية"، بعد تحرير شبوة، أكد الناطق الرسمي باسم قوات العمالقة الجنوبية العقيد بدر الجهوري اليافعي، أن العمالقة عازمة على مواصلة المعركة ضد مليشيات الحوثي الانقلابية وعدم منح الانقلابيين أي فرصة لالتقاط الأنفاس.
وجع الهزيمة
هزائم كبيرة عصفت بأحلام وطموحات الحوثيين ودفعت المليشيات إلى محاولة يائسة لتدارك تهاوي مخططها التوسعي، وذلك عبر استهداف دولة الإمارات العربية المتحدة بالصواريخ البالستية لرفع معنويات مقاتليها المنهارة.
غير أن تدمير هذه الصواريخ، الإثنين، من الدفاعات الجوية الإماراتية شكّل صفعة أخرى ستعصف بعنتريات الحوثيين واستعراضهم الذي يخفي هزيمة مريرة وموجعة لم يواجهوها منذ عام 2018، حين سحقت قواتهم في رمال الساحل الغربي تحت أقدام القوات المشتركة وفي مقدمتها ألوية العمالقة.
ودفعت الهزائم الميدانية قيادات المليشيات الحوثية لإطلاق التهديدات بمواصلة استهداف دولة الإمارات في رسائل معطوبة لم تتجاوز فضاء مواقع التواصل الاجتماعي.
أبرز هذه القيادات، مسؤول مفاوضات المليشيات وناطقها الرسمي محمد عبدالسلام الذي كرر تهديدات رفاقه بقصف أهداف مدنية اقتصادية في دولة الإمارات، في ظهور يترجم وجع الهزيمة الذي أصاب القيادات الانقلابية دون استثناء.
وجاءت تصريحات القيادي الحوثي محمد عبدالسلام لقنوات إيرانية على وقع الهزيمة التي تلقتها مليشياته في حريب ومأرب وفشل عملية استهداف أبوظبي بالصواريخ البالستية وتناثر قطع صواريخهم كالهشيم تذروه الرياح.
في السياق، اعتبر قائد المقاومة الوطنية اليمنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح إرسال مليشيات الحوثي المفخخات صوب دول الجوار دليلا على الهزيمة والفشل في الميدان.
وقال صالح، في تغريدة عبر تويتر، إن مليشيات الحوثي كلما خسرت معركة على الأرض اليمنية أرسلت مفخخاتها الجوية ضد السعودية والإمارات في محاولات يائسة لرفع معنويات عناصرها الإرهابية المتعطشة للخراب.
وأكد القائد اليمني أنه على مدار سنوات من جرائمها لم تحقق مليشيات الحوثي شيئا ضد الأشقاء في السعودية والإمارات، لكنه يزيد من أوجاع اليمنيين.
كما تعهد صالح باستعادة العاصمة المختطفة صنعاء، قائلا: "عهد علينا استعادة صنعاء لتكون عربية لا إيرانية".
في هذه الأثناء، عزز الجيش اليمني جبهات القتال في محافظة مأرب بكتائب عسكرية من محور أبين، تمهيدا لحسم المعارك مع مليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، خلال استقباله الكتائب، قبل يومين، إن "النصر سيتحقق لليمن، وسينعم الوطن بأمنه وسلامته وسعادته، ويعود لحاضنته العربية والإسلامية".
وأشاد المقدشي ببطولات ألوية العمالقة وتضحياتهم النادرة في مواجهة العدو الحوثي وكسر شوكته في محافظة شبوة، مرورا بحريب مأرب، منوها بتضحيات المقاومة الجنوبية في معركة التصدي للمليشيات المدعومة إيرانيا.