قبل 3 أيام من الانتخابات.. هكذا يبدو المشهد السياسي في إسرائيل
مساء الثلاثاء المقبل، سيكون العنوان البارز في إسرائيل هو فوز حزب "الليكود" بالانتخابات العامة، ولكن هذا ليس نهاية المطاف.
فالحزب الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيبقى بحاجة إلى تأييد 61 عضوا من أعضاء الكنيست الـ120، حتى يتمكن من تشكيل حكومة، وهو ما تجمع استطلاعات الرأي العام على أن "الليكود" لن يحصل عليه.
والانتخابات التي ستجري بعد 3 أيام هي الرابعة في غضون عامين دون استبعاد انتخابات خامسة بعد 3 أشهر.
ولكن ما يميز هذه الانتخابات عن تلك التي سبقتها منذ أبريل/نيسان 2019، هو أن لا منافس قوي لحزب "الليكود".
فاستطلاع الرأي العام الذي نشرته القناة الإخبارية الإسرائيلية (12) ونشرته مساء الجمعة أظهر حصول حزب "الليكود" على 32 مقعدا مقابل 18 مقعدا لحزب "هناك مستقبل" المعارض برئاسة يائير لابيد.
وأبرزت محطات التلفزة الإسرائيلية نتائج متقاربة في استطلاعات رأي أجرتها للمرة الأخيرة قبل الانتخابات.
وتجمع الاستطلاعات على أن الانتخابات ستنتهي إلى استمرار الأزمة السياسية التي أدت إلى تكرار العمليات الانتخابية ما لم يتمكن نتنياهو من ضم المزيد من الأحزاب إلى معسكره.
وعادة ما تتشكل الحكومات في إسرائيل من مجموعة من الأحزاب الكبيرة والصغيرة، من أجل الوصول إلى 61 صوتا على الأقل بالكنيست.
ولنتنياهو معسكر يضم أحزاب "شاس" و"يهودوت هتوراه" و"الصهيونية الدينية" التي تحصل جميعا، وفق الاستطلاع، على 19 مقعدا.
هذا يجعل نتنياهو بحاجة إلى 10 مقاعد إضافية، ما يحتم عليه محاولة ضم حزب "يمينا" اليميني الذي تتوقع الاستطلاعات حصوله على 9 مقاعد.
ولكن "يمينا" رفض الانضمام إلى الحكومة الحالية بعد أن كان زعيمه نفتالي بينيت تولى حقيبة الدفاع في الحكومة التي سبقتها برئاسة نتنياهو وهي ذات الحقيبة التي يعده نتنياهو بها الآن أو حتى حقيبة الخارجية.
ويحاول نتنياهو رفع نسبة التصويت لصالح أحزاب معسكره لضمان وصوله إلى 61 مقعدا.
وأشارت القناة الإخبارية الإسرائيلية (12) إلى أن مكانة حزب "الليكود" تعززت في الأيام الأخيرة، ولكنه ما زال بحاجة للمزيد من المقاعد.
وقالت: "نتنياهو لا يزال بعيدًا عن أحد المقاعد الـ61 التي ستسمح له بتشكيل الحكومة، كما أن الكتلة المعارضة تفشل في الوصول إلى الأغلبية".
وكتلة المعارضة هي تلك التي يأمل لابيد لتشكيلها من أحزاب معارضة لرئاسة نتنياهو للحكومة القادمة، وهي تشمل حزب "يمينا" وحزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيجدور ليبرمان وحزب "أزرق أبيض" برئاسة وزير الدفاع بيني جانتس وحزبي "العمل" و"ميرتس" وربما القائمة المشتركة العربية.
ولكن وإن كان ما يجمع هذه الأحزاب هو الرغبة بإبعاد نتنياهو عن رئاسة الحكومة فإن مواقفها السياسية وحتى الاجتماعية متباعدة جدا.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: "أشارت الاستطلاعات النهائية التي أجريت قبل الانتخابات يوم الثلاثاء إلى استمرار الجمود السياسي، حيث من المتوقع ألا تحصل الكتل المناهضة لنتنياهو ولا المؤيدة لنتنياهو على 61 مقعدًا لتشكيل حكومة".
وبدورها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن نتنياهو قد يحاول الحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة من خلال اتفاق مع منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، التي تتوقع الاستطلاعات حصولها على 4 مقاعد.
والقائمة العربية الموحدة هي الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية التي تخوض انتخابات الكنيست، خلافا لموقف الجناح الشمالي للحركة الإسلامية المحظورة في إسرائيل برئاسة الشيخ رائد صلاح التي تعارض المشاركة بالانتخابات.
وفي السنوات الماضية خاضت القائمة العربية الموحدة الانتخابات ضمن القائمة المشتركة التي باتت تضم الآن 3 أحزاب عربية ويترأسها أيمن عودة.
وفي الأشهر الأخيرة برزت خلافات بين القائمة العربية الموحدة وباقي مركبات القائمة المشتركة بسبب اتصالات منصور مع نتنياهو.
وفي إشارة إلى عباس، كتبت "هآرتس": "يمكن لهذا الزعيم العربي الإسرائيلي أن يقرر ما إذا كانت ستكون هناك انتخابات خامسة".
ولكن نتنياهو أشار في أكثر من مناسبة إلى أنه لن يعتمد على أصوات عربية من أجل تشكيل حكومة.
وبالمقابل فإن المواقف السياسية للقائمة العربية الموحدة تتعارض بشكل جذري مع مواقف الأحزاب في معسكر نتنياهو.