نظام الثلاث فصول دراسية.. هل يمكن أن يحقق مستقبل تعليمي أفضل؟
اتجهت بعض الدول مؤخرا إلى اعتماد نظلم الثلاث فصول دراسية للتعليم المدرسي والجامعي، اقتناعا بقدرته على رفع مستوى التعليم وإمكانيات الطلاب.. فهل يمكنه ذلك بالفعل؟
كثيرا ما تواجه التغييرات رفضا كبيرا في البداية، ولكن مع مرور الوقت ولمس التأثير الإيجابي لهذا التغيير، يكتسب مزيدا من التأييد والتقدير، وكذلك الأمر مع نظام الثلاث فصول دراسية التي بدأت بعض الدول العربية في تطبيقه بدلا من نظام الفصلين، ومنهما الإمارات والسعودية، بهدف أن يكون مساهما في تخريج طلاب مواكبين لاحتياجات سوق العمل.
نتعرف على كل ما يخص النمط الدراسي بثلاث فصول ونكتشف مميزاته وعيوبه، وهل يحقق مستوى تعليم أفضل؟
التعليم المرن في مصر.. ما هي استراتيجاته وأهم مميزاته وعيوبه؟
ما هو نظام الثلاث فصول دراسية؟
نظام الثلاث فصول دراسية هدفه أن يقسم الدراسة على ثلاثة فصول بدلا من اثنين هي (الخريف، الشتاء، الربيع)، ولا يقل الفصل الدراسي الواحد عن 12 أسبوعا، ولا تدخل ضمنها فترات التسجيل والاختبارات، والهدف منه تقليص مدة الإجازة الصيفية، والمساهمة في تطوير البناء المعرفي للطلاب.
يشبه نظام الثلاث فصول الدراسيه نظام الربع، وذلك في حالة إضافة فصل رابع في الصيف، وبين كل فصل دراسي إجازة من الممكن أن تتراوح من أسبوعين إلى شهر كامل، بخلاف الإجازات الرسمية والأعياد الخاصة بكل دولة، وتبدأ معه الدراسة في أواخر أغسطس وأول سبتمبر، وتنتهي في يونيو.
استراتيجيات التعليم في النظام الثلاثي للتعليم
بداية من العام الدراسي 1443، طبقت المملكة العربية السعودية نظام الثلاث فصول دراسية على طلاب التعليم العام والجامعي، وقبلها كانت الإمارات قد أقرت هذا النظام بداية من العام الدراسي 2010/2011.
وتعتمد استراتيجية التعليم في نظام الثلاث فصول على تقسيم المواد التعليمية على كل فصل، بما يضمن إلمام الطالب بأكبر قدر من المعلومات وتحقيق الهدف من تدريس كل مادة، مع تقليل الفاقد التعليمي الذي تتسبب به طول مدة إجازة الصيف.
ويتم التركيز خلال الفصول الدراسية الثلاثة على زيادة عدد ساعات تعلم مواد العلوم والرياضيات واللغات، مع إضافة برامج التعليم الإلكتروني وهي المواد التي تساهم في تنشئة الطلاب وتهيئتهم للاختبارات الدولية، ومواكبة المستقبل وتطوراته.
وكانت خطة السعودية في إقرار نظام الثلاث فصول دراسية تعتمد على زيادة عدد ساعات التعليم الابتدائي لتصل إلى 176 ساعة، ويمتد كل فصل دراسي إلى 13 أسبوعا، تتخللهم 12 إجازة مطولة ورسمية ودينية، وتقتصر إجازة الصيف على 69 يوما فقط.
ويتم تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة في عدو دول حول العالم، منها: ألمانيا، سنغافورة، المملكة المتحدة، البرتغال، وكوريا الجنوبية، ويتم تنفيذها في نظام التعليم العام، ويُترك للتعليم الجامعي الاختيار بين نظامي التعليم، وفقا لما يناسب طبيعة الدراسة.
مميزات النظام الدراسي بثلاث فصول
ما الذي يمكن أن يدفع الحكومات إلى اتباع نظام الثلاث فصول دراسية؟ بعض الآراء ترجح أنها الرغبة في تحصيل كم أكبر من المناهج التعليمية، وآخرون يرونه وسيلة لتقليل الفاقد التعليمي، ومن خلال الخبراء نكتشف أن فوائد النظام الدراسي بثلاث فصول تتمحور حول:
- أنه نظام مرن يتيح للطلاب فرصة تحسين المعدل التراكمي، والأداء العام.
- زيادة وتنوع المقرات الدراسية التي يتلقاها الطالب في عام دراسي واحد.
- تحقيق التوازن بين الفصول الدراسية، وتقليل الإرهاق بضغط كل المواد على فصلين فقط.
- عندما يجد الطالب مواد لا يفضلها، أو يجد صعوبة في تحصيلها، فأمامه فرصة أن يتخلص منها بمرو الفصل الدراسي ويستعد لمواد أخرى.
- يُمكن مسئولي التعليم من إضافة محتوى تعليمي أكبر.
- إنهاء البرامج الدراسية في مدة أقل.
- يتيح تضمين المواد الدراسية الثقافية والمهارات التي تُعزز معرفة الطلاب.
- الإجازات المتقطعة من شأنها أن تمنح الطلاب فرصة لتجديد نشاطهم والعودة للدراسة بذهن صافي.
- استثمار الموارد البشرية بزيادة عدد أيام الدراسة الفعلية.
- يعتبر أكثر ملائمة لوضع التعليم العالمي، ويهيئ الطلاب للدراسة الدولية.
نظام IB أو البكالوريا الدولية.. من أنظمة التعليم الدولي الحديث تعرف إليه
عيوب نمط الثلاث فصول الدراسية
اتباع نظام دراسي جديد يؤثر بصورة مباشرة على أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، وقد يساهم في تحقيق مستوى تعليمي أفضل لكل الأطراف، ومن الممكن ان يتسبب في إخفاق أكبر، ولمزيد من الفهم نتعرف على سلبيات نظام الثلاث فصول دراسية على كل المستويات.. والتي قد تتمثل في:
- عبء مادي على الأسر، فمع زيادة الفصول الدراسية تزداد متطلبات المدارس ومصاريف الدراسة والكتب.
- عدم اعتياد الطلاب على الدراسة لثلاث فصول، قد يتسبب في فتور همتهم والإصابة بالكسل والإحباط.
- الضغط الأكاديمي المرتبط بزيادة المقرارات الدراسية.
- بالنسبة للمعلمين، قد تبدو مدة الإجازة أقل، وقصر الفصل الدراسي الواحد قد لا يتناسب مع طول المواد.
نصائح للنجاح في النظام الدراسي بثلاث فصول
من الممكن التعرف على أفضل ممارسات لتنفيذ النظام الدراسي الثلاثي من خلال تلافي السلبيات المتعلقة به، فمن أجل أن يكون النظام مثالي، يمكن أن يكون من خلال:
- تطوير المناهج الدراسية بحيث تتناسب مع نظام الثلاث فصول دراسية.
- تضمين الأنشطة التعليمية والمهارات التي تنمي شخصية الطلاب.
- زيادة الدروس التي يمكن تقديهما عن طريق الإنترنت، دون إلزام بالحضور.
- تقليل عدد الطلاب في الفصل الواحد لضمان وصول المعلومة لكل طالب، واستغلال الوقت بأفضل طريقة.
- وجود أنشطة ترفيهية خلال فترات الإجازة تقلل شعور الطلاب بالملل من الدراسة.
تجارب الدول في تطبيق نظام الثلاث فصول
يمكن عند مقارنة نظام الثلاث فصول ونظام الفصلين يتبين للبعض أن الثلاث فصول قد يتوافق مع التعليم المدرسي أكثر من التعليم الجامعي، في حين يرى كثيرون العكس، متطلعين إلى نماذج ناجحة طبقت نظام الثلاث فصول دراسية أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة.
والثابت في تجارب الدول المختلفة أن نظام التعليم الذي يعتمد على ثلاث فصول أو أربعة متضمنة فصل الصيف أكثر نجاحا، كونه يقلل من مدة الإجازة ويزيد من فرص التعلم المستمر على مدار العام الدراسي، ولكن الأكيد أن تطبيقه يحتاج إلى دراسة وتوعية وتهيئة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.