رمي الجمرات في الحج.. شروطها ووقتها والحكمة منها
رمي الجمرات واجب من واجبات الحج وليس من أركانه، ويبدأ في يوم النحر أول أيام عيد الأضحى2024، ويستمر طوال أيام التشريق، فيما يلي شروط رمي الجمرات ووقته.
والجمار الثلاث تقع في مشعر منى وهي: الجمرة الأولى "الصغرى" والوسطى، وهما قرب مسجد الخيف، والجمرة الكبرى، "جمرة العقبة"، وهي في آخر منى قريبة من مكة.
ما شروط رمي الجمرات؟
ولرمي الجمرات شروط وهي أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي الحاج واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات في أيام التشريق فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
وقت رمي الجمرات
ويجوز رمي الجمرات في أي وقت على مدار اليوم خلال أيام التشريق ولا يشترط وقت الزوال فقط كما يتشدد البعض، تيسيرًا على حجاج بيت الله الحرام ومنعًا للزحام والتدافع، وفقا لفضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية.
كما أجاز المفتي للضعفاء والمرضى من الرجال والنساء من حجاج بيت الله الحرام تركُ المبيت بمنى، كما يجوز لهم أيضاً التوكيل عنهم في رمي الجمرات.
وقال مفتي الديار المصرية إن الالتزام بالمبيت بمنى وإلزام الحاج به مع أعمال الحج الأخرى يزيد من إجهاده وضعفه، ويجعل الجسم في أضعف حالاته، وبما أنه لا شك في أن أشد الناس تضررًا بذلك وضعفًا على احتماله هم النساء والمرضى والأطفال والضعفاء ولذا فإن دار الإفتاء المصرية ترى أنه من الأنسب أن يأخذ هؤلاء حكم مَن رُخِّص لهم تركُ المبيت بمنى خاصة أن المبيت ليس من أركان الحج عند جميع المذاهب المتبعة.
وحول توكيل الحجاج من الضعفاء والمرضى من الرجال والنساء لغيرهم من حجاج بيت الله الحرام في رمي الجمرات عنهم قال إن الإنابة أو توكيل شخص آخر فى الرمى للضعفاء والمرضى والنساء جائزة شرعاً ودليل ذلك أنه تجوز الإنابة في الحج نفسه.
الحكمة من رمي الجمرات
شدد الأزهر الشريف على أن رمي الحصى ليس لرجم الشيطان، مؤكدا أن هذا لم يذكره العلماء على الإطلاق.
وأوضح في بيان على موقعه الرسمي، أن "الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا.. ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ فقال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب".
وأكد أن ذلك يعني أن إبليس عرض للنبي إبراهيم عليه السلام عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، ولكن الشيطان لا يعرض للحجاج، مضيفا أنه: "ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون، فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي".
والجمرات الثلاث هي عبارة عن أعمدة حجرية وسط أحواض ثلاث، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث تبعد المسافة بين جمرة العقبة والجمرة الوسطى نحو 247 مترا وبين الجمرة الوسطى والجمرة الصغرى نحو 200 متر.
في يوم العاشر من ذي الحجة يتم رمي جمرة العقبة "الجمرة الكبرى" فقط بسبع جمرات متعاقبات.
أيضا فإن جمرة العقبة يرميها الحاج بملابس الإحرام في يوم النحر (يوم عيد الأضحى)، وذلك قبل التحلل، أما رمي الجمرات أيام التشريق فيرميها الحاج بملابسه المخيطة بعد التحلل من الإحرام.
والحصيات التي يتم رميها ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون أكبر من حجم حبة الحمص وأصغر من حبة البندق.
ومن السنّة أن يكبر الحاج مع كل حصاة بقوله "الله أكبر"، ويسن في رمي الجمرات أيام التشريق أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى التي تسمى الصغرى ويجعلها على يساره بعيداً عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة.