الدفاع عن لغة التبت في الصين.. جريمة عقوبتها السجن 5 سنوات
وانجتشوك لا يدعم انفصال التبت وأراد فقط تدريس اللغة التبتية بشكل جيد في المدارس واستخدام التبتية في المكاتب الحكومية.
أصدرت محكمة صينية حكما بالسجن 5 سنوات على رجل أعمال من التبت، كان قد أطلق حملة للحفاظ على لغته الأم من الهيمنة الصينية، بعد محاكمة مثيرة للجدل مستندة على مقابلات أجراها مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
- ميانمار تهدد الروهينجا عبر "مكبرات الرعب": المغادرة أو المحاكمة
- اليونسكو.. ربع مليار طفل ضحية التنمر في المدارس
قال محاميا الدفاع لرجل الأعمال تاشي وانجتشوك، ليانج شياوجون ولين كيلي، إنه سمع الحكم في مدينة يوشو التبتية، وكان وانجتشوك قد حذر من أنه في يوشو وعبر العديد من المناطق التبتية تاريخيًا في الصين كانت اللغة التبتية مهددة بالسياسات الرسمية الساعية لجعل لغة الماندرين الصينية لغة التعليم والحكومة.
وكان وانجتشوك قد سُجن في أوائل 2016، بعد شهرين من ظهوره في فيديو ومقال لصحيفة "التايمز" البريطانية عن تعليم اللغة التبتية. وخضع للمحاكمة في يناير/كانون الثاني الماضي بتهمة "التحريض على الانفصال" بسبب تعليقاته للصحيفة، وسوف تبدأ مدة سجنه من وقت اعتقاله، ما يعني أنه سيطلق سراحه في أوائل 2021، وفقًا لمحاميه.
وقال كيلي إن وانجتشوك (33 سنة) أخبرهما قبل الحكم بأنه سيريد استئناف الحكم عليه إذا تمت إدانته، ولم يكن المحاميان في جلسة الاستماع لكن أسرة وانجتشوك أخبرتهما بالحكم.
وأوضح شياوجون أنه تم السماح لاثنين فقط من أفراد أسرته بالاستماع للحكم، مشيرًا إلى أن وانجتشوك سُئل أثناء الجلسة ما إذا كان فهم الحكم، فأجاب "مفهوم" ولم يزد عن ذلك.
وفي محاكمته في يناير/كانون الثاني الماضي، رفض وانجتشوك، متحدثًا بالصينية، فكرة أن جهوده لإعادة الحياة للغة التبتية جريمة، مشيرًا إلى أنه لا يدعو لانفصال التبت لكنه يريد حقوق الأقليات العرقية الموعود بها في القانون الصيني، بما في ذلك حق استخدام لغتهم.
وكان وانجتشوك قد درس 3 سنوات في معبد بوذي وعلّم نفسه الكتابة باللغة التبتية بمساعدة شقيق، وأدار متجرًا في يوشو لبيع بضائع محلية، وظهر في فيديو ترويجي في 2014 لصالح متجر علي بابا الإلكتروني الصيني بمثابة مثال على نجاح ريادة الأعمال.
وبينما لا يزال أغلب سكان التبت في يوشو يتحدثون مع بعضهم البعض بلهجة تبتية، أصاب وانجتشوك القلق من أن الهيمنة المتزايدة للصينية ستجعل الأجيال القادمة من التبتيين غرباء عن لغتهم الأم.
وأظهره فيلم تسجيلي مدته 9 دقائق أعدته صحيفة "التايمز" البريطانية بالتعاون مع وانجتشوك وهو يسافر إلى بكين في 2015، في محاولة فاشلة لرفع دعوى قضائية تجبر مسؤولين في يوشو على تحسين تعليم اللغة التبتية.
وقال وانجتشوك في الفيديو إنه في السياسة يُقال إنه إذا أرادت دولة القضاء على دولة أخرى فتحتاج في البداية للقضاء على لغتها المنطوقة والمكتوبة، مؤكدًا "في حقيقة الأمر، هناك ذبح منهجي لثقافتنا".
وأوضح محامي الدفاع شياوجون أن هذه الكلمات كانت من بين التعليقات التي ذكرتها النيابة العامة للاحتجاج بأن وانجتشوك كان يحرض على الانفصالية، وهي تهمة غامضة قد تؤدي للسجن لأكثر من 5 سنوات.
وأشار وانجتشوك لصحفي "التايمز" إلى أنه لا يدعم انفصال التبت، وأراد فقط تدريس اللغة التبتية بشكل جيد في المدارس واستخدام التبتية في المكاتب الحكومية.
وبسؤاله عن مخاطر التحدث في هذا الموضوع، أصر وانجتشوك على إجراء مقابلات، قائلًا إنها الوسيلة الوحيدة التي ستعطي قوة لكلماته.
وأكد وانجتشوك في مقابلة إنه لا أحد يرغب في العيش في بيئة مليئة بالضغط والخوف، لكن لا خيارات أمامه لأن أمة وثقافة التبت بأكملها تواجه خطر الاندثار.