تشديد العقوبات على روسيا.. هذا ما يخشاه ترامب

بقدر رغبة أوكرانيا وأوروبا في تشديد العقوبات على روسيا، تبدو واشنطن متحفظة إزاء خطوة قد تعرقل قدرتها على التفاوض من أجل هدنة.
واليوم الأربعاء، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن فرض مزيد من العقوبات على روسيا، تنفيذا لرغبة كييف والاتحاد الأوروبي وبرلمانيين أمريكيين، قد يمنع واشنطن من الاحتفاظ بقدرتها على التفاوض من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وقال روبيو في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأمريكي إنه "يجب أن يدرك الجميع أنه بفرض عقوبات (إضافية) على روسيا، سنكون قد قمنا بما ينتظره الجميع، ولكن سنفقد على الأرجح قدرتنا على مناقشة وقف إطلاق النار معهم".
وأضاف "وحينها، من سيتحدث معهم؟ إنهم لا يتكلمون مع أي شخص آخر يقف في صفنا في العالم ويرى الأمور مثلنا".
«الرئيس يعرف»
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ 2022، وتراجع صمود كييف، يطالب العديد من مؤيديها بتشديد العقوبات على موسكو، بما في ذلك من جانب الولايات المتحدة التي ترفض حتى الآن هذا الإجراء بدون أن تستبعده.
وفشلت دول مجموعة السبع في تجاوز الانقسامات خلال القمة التي استضافتها كندا في منتصف شهر يونيو/حزيران الجاري وغادرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على عجل بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يؤكد ترامب الذي كثّف اتصالاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، رغبته في إنهاء الحرب في أسرع وقت، وقد قلّص من حجم المساعدات التي تقدمها بلاده لكييف، مما أثار مخاوف من تخليها عن أوكرانيا، إلا أن جهوده لم تثمر حتى الآن.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن "الرئيس ترامب يعرف الوقت والمكان المناسبين" لاتخاذ قرار بشأن فرض عقوبات جديدة محتملة.
وأضاف: "لقد قال إن بإمكانه ذلك، ولكن إن فعل، فسيكون الأمر بمثابة اعتراف بأنه لن تكون هناك مفاوضات، لذلك، يريد أن يمنح نفسه كل الفرص للتأثير على الاتحاد الروسي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار. إنه الخيار الذي يحاول الحفاظ عليه، لأنه خيار السلام".
واقترح الاتحاد الأوروبي، من جانبه، فرض حزمة جديدة من العقوبات الأوروبية لخفض عائدات النفط الروسية.
وفي الولايات المتحدة، تضغط مجموعة من النواب بقيادة السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، لفرض عقوبات إضافية على روسيا.
وقال روبيو "قد يحدث ذلك"، موضحا "لقد ناقشنا معهم كيفية هيكلة" خطوتهم بما يمنح ترامب "مرونة" كافية في حال قرر فرض عقوبات.
اجتماع في لاهاي
في غضون ذلك، بدأ الاجتماع بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء على هامش قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في لاهاي، حسبما أفاد المتحدث باسم الرئاسة الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة سيرغي نيكيفوروف للصحفيين: "بدأ الاجتماع".
وأفاد مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الأوكرانية فرانس برس أمس الثلاثاء بأن زيلينسكي الذي تربطه علاقة مضطربة مع ترامب، ينوي بحث "العقوبات المفروضة على روسيا".
كما ستركز المحادثات على شراء كييف "حزمة دفاعية، يتألف جزء كبير منها من أنظمة دفاع جوي" من واشنطن، بحسب المصدر.
وتعوّل أوكرانيا بشكل واسع على الدعم الغربي ولا سيما الأمريكي في جهدها الحربي.
إلا أن استمرار الدعم الأمريكي خصوصا مهدد باحتمال توقف واشنطن عن الانخراط في النزاع بسبب عدم تحقيق تقدم نحو إنهائه، وهو من أهداف ترامب منذ عودته إلى الرئاسة.
وبات الرئيس الأوكراني شخصية رئيسية في القمم الأخيرة للناتو، لكن نظرا لعلاقته المتوترة مع ترامب، لم يُدع زيلينسكي إلى الجلسة الرئيسية لأعضاء الناتو هذه المرة.
وأثار ترامب حفيظة حلفائه الغربيين عبر رفضه فرض عقوبات جديدة على روسيا رغم رفض الرئيس الروسي الموافقة على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.