الألعاب التهامية في اليمن.. رياضة وإرث تاريخي زاخر
تزخر البيئة التهامية بكنز لا يُقدر بثمن من الرياضات والألعاب والفنون الشعبية، التي لا تزال تنبض بالحياة في ساحل اليمن الغربي.
وتتنوع هذه الألعاب ذات الإرث الثقافي الزاخر بدنيا كالقفز والرقص والجري ويمارسها التهاميون منذ زمن بعيد، فكلما جاء جيل جديد نقلها إلى الجيل الذي بعده، إذ يعتبر الجميع إحياءها مثار فخر وترابط.
وتُشكل هذه الألعاب لوحة متكاملة تعكس التنوع الفريد في نمط حياة تهامة اليمنية، التي تتوارث هذه الألعاب منذ الطفولة رغم التحديات المعاصرة والحرب وعدم الرعاية الحكومية لهذه الألعاب التي تصلح أن تكون ضمن الألعاب الأولمبية، كمل يقول ممارسوها.
وبحسب المشرف الفني لفرقة نادي شباب الزرانيق للموروث الشعبي التهامي عبد الودود قعيبل فإن "الألعاب الشعبية التهامية الزرنوقية هي جزء من التراث الثقافي والتهامي، وتعتمد على القوه والفتوه واللياقة البدنية العالية والمرونة والتدريب المستمر وتناول الغذاء الاساسي لممارسة هذه الألعاب".
وفي حواره مع "العين الإخبارية" لخص قعيبل الألعاب كالتالي:

لعبة الحقفة
لعبة تقليدية يرتص فيها اللاعبون على شكل صف واحد ولا يوجد عدد محدد للاعبين بحيث يودونها بشكل جميل ومنضم ومتناغم مع صوت الطبول والمزمار (النأي) في تناغم مع الطبل.
تنقسم لعبة الحقفة إلى قسمين، منها حقفة شامي تكون حركة الأيادي مختلفة بحيث تنعطف نزولا وصعودا، بعكس حقفة اليماني التي تكون الأيادي فيها مستقيمة مع النزول والصعود.
لعبة البرش
تعتمد بشكل رئيسي على القوة والسرعة والتركيز الدقيق لأنه يستخدم فيها الخناجر وأي خطأ صغير يتسبب للاعب في إصابة خطيرة.
وتصنف هذه اللعبة التاريخية التراثية من ألعاب القوى وتؤدى على شكلين الشكل الأول لاعب واحد والشكل الثاني لاعبين بحيث يكونوا متماسكين بيد واحدة ويؤدونها بشكل جميل ومنظم.
وتختبر قبائل الزرانيق لاعبيها من خلال لعبة البرش التي تظهر مدى قوة ولياقة اللاعب الزرنوقي.

لعبة الشرجي
تعتمد على الرشاقة والسرعة وهي لعبة قتالية بامتياز، بحيث يستخدم فيها السيوف ويتشكل فيها اللاعبون بشكل صف ويلعبون بشكل موحد ومنظم ومتناغم مع الطبول والمزمار (النأي).
في هذه اللعبة يكون اللاعب حاملا سيفه واثناء اللعب يستعرض بالسيف أمام أصحاب السيوف الآخرين، فيخرج اليه العمال، أي قائد فرقة الطبول أو يخرج العمال ويخرج اليه أصحاب السيوف ويكون كشكل مبارزة مما يضفي جوا حماسيا للجماهير.
لعبة التقحيل
تعتمد لعبة التقحيل على القوة والتوازن والتدقيق الجيد، حيث يمسك اثنان عصاً ويرفعونها للأعلى بحيث يكون ارتفاعها من مترين إلى مترين ونصف المتر، ثم يأتي اللاعب ويقفز من تحت العصى ما بين الرجلين ويركل العصى بطرف قدميه. وينزل بشكل صحيح ومرن وسريع حتى لا يقع على ظهره.
تعد التقحيل من ألعاب القوة وتستحق أن تكون ضمن الألعاب الأولمبية في اليمن هي ولعبه القفز على الجمال.
بالإضافة إلى لعبة التقحيل إلى أن من يرفع العصى اثنين اشخاص وقوفا أو جلوسا على ظهور الجمال.
لعبة قفز الجمال
هي لعبة شهيرة في تهامة وتعتمد على القوة والشجاعة والرشاقة والسرعة، والتركيز الجيد وعدم الخوف لشدة خطورتها.
وتضم اللعة كوم من الاتربة (تلة صغيرة) برتفاع معين ويتم رص عدد من الجمال والإمساك بها جيدا ومن خلف (التلة) المُجرى وهو مكان مفتوح ومستوي وهو المكان اللذي يبدأ منه اللاعب بالجري سريعا باتجاه الجمال وكذلك الجول هو المكان اللذي يهبط فيه اللاعب من فوق الجمال بعد قفزها ويجب أن تكون أرض رخوه وشبه صحراوية حتى لا يصاب اللاعب.
وتعتمد اللعبة على سرعة اللاعب وقوته وتركيزه على (تلة) والتوقيت الدقيق لآجل الدوس عليها بالقدم التي يفضلها اللاعب ويحسب كل خطوة الى أن يصل إلى التلة ويضع قدمه عليها ثم الانطلاق في الجو فوق الجمال والتحكم بمساره اثناء التحليق وكذلك عند الهبوط بشكل سلس وسليم بحيث يضع قدميه في الأرض وينزل بجسد منحني لامتصاص الضربة ومن ثم يقفز للأعلى بشكل استعراضي والتفاخر أمام الجماهير.
يقول قعيبل الزرنوقي وهو أحد لاعبي هذه اللعبة أنه أثناء ادائها يشعر "بعد القفز على الجمال بشعور وفخر واعتزاز وانتماء كبير للأرض وتعد محل تحدي للجميع"، معربا عن أمله أن يرى هذه اللعبة لتكون ضمن الألعاب الأولمبية كباقي الرياضات العالمية.
وعن أهمية هذه الألعاب، يقول المشرف الفني لفرقة نادي شباب الزرانيق للموروث الشعبي التهامي إنها "جزءًا من التراث الثقافي اليمني التهامي الزرنوقي الاصيل وتعكس تاريخ وثقافة المجتمع وتعبر عن تعمقه وتجذره في التاريخ".
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن هذه الألعاب "تعتبر من الألعاب الشعبية الرياضية وتعزز اللياقة البدنية والروح الرياضية. وهي ليس حركات تتمايل بها أجسامنا فقط وإنما هي أصاله وحضارة وإرث الأباء والأجداد للأجيال".
وأكد أن هذه الألعاب "تعزز التواصل الاجتماعي بين الأفراد القبائل والمجتمعات، وتعزز الروح الجماعية وتعد جزءًا من الهوية الثقافية اليمنية التهامية الزرنوقية وتعزز الشعور بالانتماء والفخر بالتراث مما يتطلب الحفاظ عليها ورعايتها شعبيا وحكوميا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز