بمساعدة يورو 2020.. كيف اقتحم "تيك توك" ملاعب كرة القدم؟
أثبتت منصة "تيك توك" بنجاحها السريع أنها واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي جذبا للمستخدمين، لا سيما من المراهقين.
ويعد "تيك توك" أحد أكثر التطبيقات التي تم تنزيلها على الهواتف الذكية حول العالم خلال الفترة الأخيرة، حيث باتت تلك المنصة تتوافر في أكثر من 150 دولة وبـ75 لغة، وتعمل على بناء مجتمع مرح وإيجابي ومساعدة المستخدمين على مشاركة شغفهم وإبداعهم من خلال مقاطع فيديو قصيرة.
وكما تستفيد كرة القدم من منصات التواصل الاجتماعي في إبقاء المتابعين على اطلاع بكل كبيرة وصغيرة، فإن تلك المنصات أيضا، لاسيما الناشئة منها، تدرك القوة التسويقية للساحرة المستديرة، التي يتابعها بشغف مليارات الأشخاص في كل دول العالم.
يورو 2020
أصبح "تيك توك" أول منصة ترفيهية رقمية تدخل في شراكة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" لرعاية بطولة يورو 2020 التي أقيمت بين 11 يونيو/ حزيران و11 يوليو/تموز من العام الحالي، بهدف أن تصبح موطنا لعشاق كرة القدم لمشاركة شغفهم عندما تبدأ البطولة.
ويقول "اليويفا" على موقعه الرسمي إن اتفاقية الشراكة مع "تيك توك" تعمل على التواصل وزيادة الوعي لدى جماهير جديدة، وتسهل على المشجعين مشاهدة محتوى كرة القدم المفضل لديهم، وكذلك إنشاء لحظاتهم الخاصة وردود أفعالهم واحتفالاتهم بفعاليات البطولة.
ويقول جاي لوران إبستين، مدير التسويق في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "يسعدنا أن نرحب بمنصة تيك توك كشريك لبطولة اليورو، والتي أصبحت واحدة من أكثر منصات الترفيه الرقمي التي تم الحديث عنها خلال العام الماضي".
وبصفتها راعيا عالميا، عملت "تيك توك" على إطلاق مجموعة من الميزات المثيرة بما في ذلك تأثيرات الواقع المعزز والتحديات والوسوم والبث الحي وغيرها.
كذلك قام "اليويفا" بتزويد "تيك توك" بمكتبة ضخمة من اللقطات التاريخية والأرشيفية، للمساعدة في صنع محتوى حصري ومبتكر.
خطط مانشستر يونايتد
ألقى موقع "أثليتيك" البريطاني الضوء على إمكانية استغلال نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي منصة "تيك توك" من أجل تمويل صفقاته.
وفي ظل الأزمة المالية التي تعاني منها أندية كرة القدم بسبب تداعيات جائحة كورونا، يخطط مانشستر يونايتد للاستفادة بشكل أعمق من المميزات التي يوفرها امتلاك حساب على منصة "تيك توك" يتابعه الملايين حول العالم، حيث يحصل أصحاب الحسابات على نسبة من أرباح الإعلانات على المنصة.
ويرى ريتشارد أرنولد، المدير الإداري لمانشستر يونايتد، أن ناديه "أصبح نادي كرة القدم الأسرع نموا على التطبيق".
منشورات مانشستر يونايتد على "تيك توك" تمزج بين المقاطع الترفيهية، ولقطات من الكواليس يظهر فيها اللاعبون والطاقم الفني وهم يرتدون ملابس تحمل شعار الفريق، وهو الأمر الذي يجلب الربح عن طريق الإعلانات داخل التطبيق (طريقة مباشرة)، وزيادة مبيعات الملابس والقمصان (غير مباشرة).
تقرير "ذا أثليتيك" أشار إلى أن التربح من فيديوهات "تيك توك" قد يكون أمرا غريبا وغير معتادا لمشجعي كرة القدم، لكن في الوقت نفسه فإن الأندية مطالبة بزيادة مصادر الإيرادات لتعزيز الموارد المالية، خاصة بعد جائحة كورونا التي أغلقت الباب أمام عدة مصادر أبرزها تذاكر المباريات وعائدات البث والرعاية وغيرها.
عقود الرعاية
مطلع الشهر الحالي أعلنت منصة "تيك توك" عن عقد شراكتين جديدتين مع ناديين لكرة القدم في بريطانيا، حيث أصبحت الراعي الرئيسي لنادي ريكسهام (الدرجة الخامسة)، وشريك البث المباشر وإنشاء المحتوى لفريق السيدات بنادي بيرنلي.
وقال همفري كير، المدير التنفيذي في ريكسهام: "لقد أذهلتنا الأفكار التي كانت لدى تيك توك لشراكتهم مع النادي، فرصة التعاون معهم تخلق لنا فرصا قد يحسدنا عليها الكثيرون".
وحسب ما ذكره موقع "SportBusiness" البريطاني، فإن تحليل بيانات "Google Trends" التي تكشف العبارات الأكثر تداولا على محرك البحث الشهير، أظهرت أن عمليات البحث عن كلمة "تيك توك" في المملكة المتحدة ارتفعت بنسبة 143% في اليوم التالي لانطلاق يورو 2020، وتحديدا عندما لعب منتخب إنجلترا مباراته الأولى ضد كرواتيا.
ونقل الموقع نفسه تصريحات جيمس روثويل، رئيس التسويق في "تيك توك" لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بأن الشركة "تأمل في القيام بالمزيد في مجال كرة القدم خلال السنوات القادمة"، ليس فقط في القارة العجوز.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز