معركة الصدأ والشمس.. الرهان على نائب هاريس في الأحزمة «النارية»

تراهن حملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على أن سيرة نائبها تيم والز وسلوكه ستجذب ما هو أبعد من الغرب الأوسط.

فحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، ساعد نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في إشعال القاعدة في موطنه في الغرب الأوسط بالولايات المتحدة.

ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن المرشحين الجدد يحولون انتباههم من حزام الصدأ إلى حزام الشمس، لاختبار ما إذا كانت العلامة الشعبية الغربية التي يتبناها والز يمكن أن تلقى صدى خارج تلك المنطقة.

ما هو حزام الصدأ؟

وتضم الولايات المتحدة العديد من "الأحزمة"، بما في ذلك حزام الصدأ وحزام الشمس.

وحزام الصدأ، هو المنطقة الواقعة في الغرب الأوسط والشمال الشرقي، والتي اشتهرت ذات يوم بصناعات الحديد والصلب المزدهرة، وقد استمدت اسمها من المصانع المهجورة والتدهور الحضري الذي ميز المنطقة منذ سبعينيات القرن العشرين.

وتشمل المنطقة أجزاء من نيويورك وبنسلفانيا وأوهايو وميشيغان وإنديانا وإلينوي وويسكونسن. وهي ولايات أغلبها متأرجحة سياسيا، وغالبا ما يلعب سكان ولايات حزام الصدأ أدوارا حاسمة في الانتخابات الرئاسية.

ما هو حزام الشمس؟

أما حزام الشمس فيمتد عبر الجزء الجنوبي بالكامل من الولايات المتحدة القارية، وهو معروف بطقسه الدافئ وسمائه المشمسة.

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، شهد حزام الشمس طفرة في عدد سكانه وفرصه الاقتصادية، وتُظهر بيانات التعداد السكاني أن المنطقة تنمو بمعدل أسرع من شمال شرق الولايات المتحدة والغرب الأوسط.

ومن بين ولايات هذا الحزام، فلوريدا المتأرجحة، والتي لم يفز أي مرشح جمهوري بالرئاسة من دونها، حيث تتمتع بـ29 صوتا بالمجمع الانتخابي.

بالإضافة إلى أريزونا التي لديها 11 صوتا في المجمع الانتخابي، والتي باتت من الولايات المتأرجحة.

وتيم والز، كان مدرسا سابقا، ومدرب كرة قدم نشأ في بلدة صغيرة في نبراسكا، وخدم في الحرس الوطني للجيش، وشغل مقعدا في مجلس النواب في مينيسوتا لأكثر من عقد من الزمان قبل أن يفوز بفترتين كحاكم للولاية .

سيرةٌ وسلوك "متواضع" تراهن حملة هاريس على أنها سيساعدانها على اجتذاب الناخبين خارج الغرب الأوسط.

ولكن!

غير أن والز غير معروف إلى حد كبير خارج ولايته الأصلية. فهو يتمتع بخبرة محدودة في التعامل مع الحدود الجنوبية، وهي قضية حاسمة في هذه الانتخابات ولكن بشكل خاص في أريزونا، حيث ستظهر الحملة، اليوم الجمعة، كجزء من جولة هاريس في ساحات المعارك (الولايات المتأرجحة). بحسب "بوليتيكو".

فأريزونا، تعتبر ولاية السيناتور مارك كيلي، أحد المنافسين الذي لم تختره هاريس نائبا لها.

ويخشى بعض الديمقراطيين في حزام الشمس أن يوجه والز البطاقة إلى منطقة أكثر تقدمية قد يكون من الصعب بيعها للناخبين الأكثر اعتدالا في الضواحي والريف في الجنوب والجنوب الغربي.

"والز هو علامة استفهام" لأنه لم يتم اختباره مع الناخبين المترددين خارج الغرب الأوسط، كما قالت النائبة الديمقراطية السابقة كارولين بوردو لصحيفة "بوليتيكو".

مضيفة "سيكون التحدي أمام هاريس هو إيجاد طريقة لكسب هؤلاء الناخبين (المترددين)، ولا أعتقد أن والز سينجح في ذلك".

اللعب في ساحات المعارك

ويبدو- بحسب الصحيفة- أن ترشيح هاريس قد فتح الخريطة الانتخابية بشكل كبير للديمقراطيين، وأعاد إلى اللعب بعض ساحات المعارك الجنوبية والجنوبية الغربية حيث كان الرئيس جو بايدن متأخرا.

وتشير استطلاعات الرأي، باعتبارها أول امرأة سوداء وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يتم انتخابه لمنصب نائب الرئيس، إلى أن هاريس تحقق بالفعل تقدما مع الشباب والناخبين السود واللاتينيين الذين انخفض دعمهم لبايدن، وهم كتل تصويت رئيسية في حزام الشمس.

يقول دان كانينين، مدير الولايات المتأرجحة لحملة هاريس، عن إضافة والز إلى التذكرة، إن "اكتساب خبرة تتصل بالأشخاص الذين يعيشون خارج المناطق الحضرية ويحترمون أسلوب الحياة هذا ويمكنهم التحدث بوضوح إلى الناس هي مهارة يمتلكها ويتردد صداها في تلك الأماكن".

وتابع "لا يمكنك الفوز في ولايات متقاربة دون تجاوز قاعدتك ومنطقة راحتك".

وخاض والز بالفعل حملة لصالح الديمقراطيين في شمال نيفادا، وإن لم يكن كجزء من التذكرة الجديدة.

ويعتقد العديد من الديمقراطيين في جميع أنحاء حزام الشمس أن خلفية الحاكم ونهجه الواضح يمكن أن يساعد في توسيع نطاق هاريس هناك من خلال موازنة أوراق اعتمادها الساحلية كمدعية عامة سابقة في كاليفورنيا وعضوة في مجلس الشيوخ.

خلفيته العمالية

ويرى الديمقراطيون أن خلفية والز العمالية (كان عضوا في نقابة المعلمين) تمنحه مصداقية لدى العمال في نيفادا.

وفي أريزونا، حيث تغلب الرئيس جو بايدن على دونالد ترامب بأكثر من 10000 صوت في عام 2020، يقول كل من العاملين الديمقراطيين والجمهوريين إن اقتران والز، الذي حملت ابنته باستخدام التلقيح الصناعي، وهاريس، التي كانت الصوت الرائد لإدارة بايدن بشأن قضايا الإجهاض، يمكن أن يساعد بشكل أكبر في تحفيز الناخبين على المشاركة في السباق الرئاسي ودعم مبادرة الاقتراع التي من شأنها ترسيخ الوصول إلى الإجراء في دستور الولاية.

وفي كارولينا الشمالية وجورجيا، قال خبراء استراتيجيون إن أوراق اعتماد والز قد تساعد هاريس في جمع الدعم بين الناخبين الريفيين والعسكريين.

واعتبر دوغلاس ويلسون، المستشار الديمقراطي في ولاية تار هيل، أن هذا من شأنه أن يجعل هاريس أول ديمقراطية تفوز بالولاية منذ نجاح ائتلاف الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2008.

بيْد أن جاذبية والز في الجنوب الريفي ليست مضمونة، كما قال تري هود، الذي يقود استطلاعات الرأي بصفته مدير مركز أبحاث المسح بجامعة جورجيا ويرى أن خلفية الحاكم قد لا تكون مهمة في يوم الانتخابات مع الناخبين البيض الريفيين.

وبصفته حاكمًا لولاية يغلب عليها البيض، فإن والز لديه سجل ضئيل في جذب اللاتينيين، وهي فئة سكانية حاسمة في حزام الشمس.