لم يستغرق الأمر سوى أقل من أسبوعين لتسمية كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة بعد قرار بايدن التنحي.
وصلت نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قمة السياسة في الولايات المتحدة بعد رحلة لم تخل من الصعاب والأحداث التي شكّلت حياتها لتصبح أول مرشحة من ذوي البشرة السوداء للرئاسة.
و الثلاثاء، قدمت هاريس نائبها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، في تجمع حاشد في فيلادلفيا.
وقوبلت خطوة اختيار حاكم ولاية مينيسوتا والمعلم السابق في المدرسة الثانوية ومدرب كرة القدم تيم والز بالترحيب في العديد من دوائر الحزب الديمقراطي، لمؤهلاته التقدمية ومظهره كنائب نموذجي، إذ يوفر التوازن الإقليمي بين الولايات المختلفة، دون تنفير أي من مجموعات المصالح الرئيسية في الحزب أو الأجنحة الأيديولوجية.
فمن تكون كامالا هاريس؟
في سيرتها التي طالعتها "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، ولدت نائبة الرئيس في أوكلاند بكاليفورنيا، في 20 أكتوبر/تشرين الأول عام 1964
واصلت هاريس التخرج من جامعة هوارد وكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا هاستينغز.
في عام 2014، تزوجت من دوغلاس إيمهوف، وهو محام. ولديهما طفلان، إيلا وكول.
وباعتبارها ابنة مهاجرين -أم هندية المولد وأب جامايكي المولد- نشأت محاطة بمجتمع متنوع وعائلة ممتدة محبة.
استلهمت هي وأختها مايا الكثير من والدتهما، شيامالا جوبالان، وهي عالمة متخصصة في سرطان الثدي ورائدة في مجالها، التي جاءت إلى الولايات المتحدة من الهند في سن التاسعة عشرة، ثم حصلت على الدكتوراه في نفس العام الذي ولدت فيه كامالا.
كان والدا نائبة الرئيس نشطين في حركة الحقوق المدنية، وغرسا فيها الالتزام ببناء تحالفات قوية تناضل من أجل حقوق وحريات جميع الناس.
في مقدمة مذكراتها لعام 2019 بعنوان "الحقائق التي نتمسك بها"، أشارت هاريس إلى أن اسمها يُنطق "comma-la"، وأنه يعني "زهرة اللوتس"، تكريما لرمز مهم في الثقافة الهندية.
وكتبت أن والديها "التقيا ووقعا في الحب في بيركلي أثناء مشاركتهما في حركة الحقوق المدنية"، لكن الزوجين انفصلا لاحقا عندما كانت هاريس وشقيقتها مايا صغيرتين.
وتنسب هاريس الفضل إلى والدتها في تشكيلها هي وشقيقتها إلى ما هما عليه الآن، وتعليم بناتها أن يكن فخورات بتراثهن الهندي والأسود.
في 20 يناير/كانون الثاني 2021، أدت كامالا هاريس اليمين كنائبة للرئيس، وهي أول امرأة وأول أمريكية سوداء وأول أمريكية من أصل جنوب آسيوي يتم انتخابها لهذا المنصب.
كيف ارتقت لمنصب نائب الرئيس؟
قبل خمس سنوات فقط كانت هاريس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا على أمل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس.
بدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، وأصبحت المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو في عام 2003.
فيما بعد، أصبحت أول امرأة وأول شخص من البشرة السوداء يُنتخب لشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، والمحامي الأعلى ومسؤول إنفاذ القانون في الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في أمريكا.
استخدمت هاريس هذا الزخم لدفع حملتها الناجحة لمقعد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا في عام 2017.
لكن أهدافها الرئاسية لم تنجح في عام 2020. إذ لم يكن أداؤها الماهر في المناظرات كافيا للتعويض عن السياسات التي لم يتم التعبير عنها بشكل جيد.
انتهت حملتها في أقل من عام، وكان بايدن هو الذي أعاد كامالا البالغة من العمر 59 عامًا الآن إلى دائرة الضوء من خلال وضعها على تذكرته، في خطوة وصفها كثيرون بأنها "طفرة كبيرة في الحظ".
ويقول البيت الأبيض إن نائبة الرئيس كانت شريكا موثوقا به لبايدن، حيث عملا معا لتحقيق إنجازات ضخمة تغير حياة ملايين الأمريكيين.
واستثمرا معًا في الاقتصاد لخلق عدد قياسي من الوظائف والحفاظ على انخفاض البطالة.